رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يحدث لنا؟


كشفت الأحداث الأخيرة فى سيناء، عن هموم كبيرة . يواجهها الشعب المصرى، بمختلف فئاته، الذى تحمل الكثير، تحمل سقوط أبناء قتلى وشهداء، وتحمل الغلاء، وتحمل إلغاء الدعم، وتحمل عطل مواصلاته، وقطع الطرق، ومازال يتحمل...

ربما لا نعلم أن تلك الأحداث رسبت طبقات جديدة من الحزن، داخل البيوت المصرية، ونخشى أن يزداد هذا الأمر، ويترسب الحزن طبقات متراكمة، على قلوب المصريين، يكفى ما حدث خلال الأربع سنوات الماضية، لم ير الشعب المصرى يوماً مفرحاً. ننتقل من غم إلى غم، ولا نريد أن تصبح أعياد الثورات ومناسباتها، بمثابة أعياد للمواجع والأحزان، أو مواطن للنكد والغيظ، نتذكر فيها أحزاننا، ومآسينا.. لا أحد ينكر أن ما حدث فى سيناء يوم 29 يناير 2015، تم التخطيط له باحتراف ودقة عاليين، مما يقطع بوجود قوى أجنبية مدربة، تخطيط أجهزة واعية ومدربة، وحاضرة فى المنطقة، وتعى وتعرف طرقها وتضاريسها .

معنى هذا، أنهم صمموا وخططوا وبيتوا النية لاحتلال سيناء، أو الجزء الشمالى منها بالفعل، كما كانوا يحلمون .!! أعلن الرئيس السيسى فى كلمته للأمة ورجال الأحزاب، أنه يعرفهم جيداً، ويعرف من هم وراء تلك الجماعات ، ومعنى هذا أن هناك رد فعل منتظراً، لتأكيد مصداقية الرئيس. الشعب لم يتأخر عن تأييد ودعم الرئيس، مادياً ومعنوياً، بل وفوضه تفويضاً غير مسبوق، فى كتب السياسة، ولا يجب أن يكون رد الفعل، وعيننا على الأجنبى، لنرى ماذا يقول علينا.. يقولوا، ما يقولون، ما يهمنا هو وطننا، ويجب أن يكون رد بمقدار قوتنا، ويجب أن يعرف العدو، أنه يواجه دولة قوية.

أما ما حدث فى المطرية، فيجب أن تكون هناك وقفة معه، هناك تراخ فى جمع المعلومات، وسوء تقدير الموقف، وإهمال جسيم، تكونت هناك بؤر فى المطرية، وظهرت أسلحة فجأة، وكادت أن تتحول إلى رابعة أخرى، وهناك شرطة ومخبرون، وضباط وجهاز أمن وطنى وأجهزة مخابرات، وأجهزة أخرى عديدة .

وبالرغم مما نحن فيه، فإن صوتنا بالخارج خافت، ولا يعلم أحد أننا نقاتل عدواً شرساً، هو العدو المنتظر لكل من يؤيدونه.

وهناك دور للأزهر لم يؤديه، وهناك شيوخ يتهمون الدولة بالكفر، وهناك إعلاميون مشككون. هل مازال الأزهر ينتظر تعليمات، والمرجعيات الدينية، تغض الطرف عما تفعله التنظيمات الإرهابية، ذات التوجه الدينى، ولم تعلن أى مرجعية دينية، أن تلك التنظيمات كافرة .

ولا نزيد إذا قلنا إن كثيراً من مناهج الفقه، فى الأزهر، هى نفس ما ينادى به التكفيريون، وهى مأخوذة من فقه ابن تيمية المتطرف، وهو ما يتفق أيضاً مع ما ينادى به الوهابيون. لماذا لا يتحرك النائب العام، للتحقيق مع كل من يحرض، حتى ولو كان غائباً.

أين الإعلام المصرى، وهيئة الاستعلامات. والملحقون الإعلاميون والثقافيون فى الخارج؟ أين، وأين، وأين، وآلاف الأسئلة، وآلاف الاستفهامات، ودولة جريحة، هناك من يتربص بها.

كاتب