رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الضابط والمنتقم والروش".. المصريون على كل لون في "داعش"

صور أرشيفية
صور أرشيفية

"الجنسية المصرية" كانت العامل الوحيد المشترك بينهم رغم اختلاف طبائعهم ووظائفهم، منهم الرجل السياسي ضابط الشرطة الذي ترك عمله زحفًا وراء سراب الجهاد، أو "مغني الراب" الذي تحولوا في ليلة وضحاها إلى أعضاء في تنظيم إرهابي تاركين ورائهم تاريخ، وثالث كان هدفه أسمى هو إهانة التنظيم بسرقة أمواله، انضموا جميعهم إلى التنظيم الداعشي على اختلاف الأهداف وطبيعة حياتهم السابقة.
إسلام يكن من مغني راب إلى جهادي
"تحول درامي" كلمة تخلص ما حدث للشاب المصري "إسلام يكن" الذي أصبح عقب انضمامه للتنظيم الإرهابي "أبو سلمة يكن"، فتحولت شخصيته من الشاب "الروش"، الذي يعمل في إحدى فرق "الراب"، ويذهب للجيم بشكل يومي؛ ليحافظ على لياقته، إلى أحد قيادات التنظيم المخلصين، ومقاتل يعتلي الدبابات وظهور الخيل.
بذقن طويلة وجلباب أبيض بدأ يظهر أبو سلمة "الفتى الداعشي" عقب هجرته من مصر إلى حلب، ومنها إلى الموصل، ليكون ضمن صفوف جيش أبو بكر البغدادي، بعد تخرجه في مدرسة "ليسيه الحرية" عام 2009 وأتقن عدة لغات بها، ثم درس في كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام 2013.
جاء تحوله بشكل مفاجئ، حيث أصابت أصدقاءه صدمة كبيرة حين دعاهم للانضمام إلى داعش عبر "تويتر"، وظل ينشر مقاطع فيديو له على اليوتيوب، من إحدى غابات سوريا وهو يؤدي تمارين رياضية، ويعلم مع معه تلك التمارين بحجة "إن المجاهدين يحتاجونها للحفاظ على لياقتهم البدنية".
كما جاءت صوره على حسابه بموقع "تويتر" مختلفة وتحمل تناقضات عديدة، فتارة ينشر صورًا له وهو يمتطي ظهر حصان وبيده سكين متشبهًا بقيادات داعش، وأخرى وهو على ظهر دبابة، ومرات عديدة وهو يحمل زيًا عسكريًا ويحمل بيده رشاش.
"حاربوا في سبيل الله، فجروا أجسادكم بالمفخخات تنالوا رضا الله"، وصيته التي خدع بها الكثيرين حين أعلن التنظيم الإرهابي عن مقتل يكن في إحدى العمليات الانتحارية، فيخرج بعدها الداعشي يفاجئ الجميع ويؤكد أنه مازال على قيد الحياة وسيقوم بعملية انتحارية قريبة.
"أبي معاذ المصري.. ضابط ونائب وأحيانًا إرهابي".
"أحمد الدروي" أحد المصريين الذي انضم بدوره إلى تنظيم داعش، ولكنه حمل نقيض "يكن" خريج مدارس "الليسيه"، فكان قبل انضمامه عضو مجلس الشعب، حتى تلك اللحظة التي تحول فيها إلى "أبي معاذ المصري" مقاتل صنديد في صفوف داعش.
قدم "الدروي" قبل تحوله الدرامي استقالته من جهاز الشرطة عام 2005، بحجة أنه يعترض على تزوير الانتخابات، ليرشح نفسه في البرلمان عن دائرة حلون والمعادي و15 مايو، وبعد ذلك انخرط في العمل الثوري.
وعقب اندلاع ثورة يناير قدمته وسائل إعلام مصرية بصورة الرجل الثوري والضابط الوطني الذي يعمل على تطهير جهاز الداخلية، ولكنه تحول بعدها من رجل سياسي إلى أخر يدعو للجهاد ويحث الجميع للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.
وخرجت تغريداته على صفحته الشخصية بموقع "تويتر" تحت اسم "أبو مصعب المصري"، وبتلك اللغة الإرهابية كان دائمًا يحابي الرئيس التركي "أردوغان"، وظهر تأييده البالغ لجماعة الإخوان الإرهابية.
ومنذ شهور قليلة أعلن تنظيم داعش عن مقتل الدوري في أحد العمليات الانتحارية في العراق والتي نفذها لصالح التنظيم الإرهابي.
"أبو عبيدة.. المعلم المصري"
كان أكثرهم شهرة بسبب اختلاف هدفه من الانضمام للتنظيم الإرهابي، فلم تكن طموحات "أبو عبيدة المصري" المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أن يكون قيادي بتنظيم "داعش" فقط، ولكن كان هدفه الأكبر أن يهين داعش الذي تشدق في مشارق الأرض ومغاربها بقوته وسطوته، فجاءه "أبو عبيدة" ليجمع أموال الزكاة من جميع قيادات التنظيم ويفر بها هاربًا تاركًا وراءه عار على جبين التنظيم الإرهابي.
لم يكن اسمه لامع في الإعلام أو الفضائيات، فعُرف عنه أنه غير محدد مكان ظهوره أو الزمان، فاكتفى منذ أن أصبح أمير ديوان الزكاة بالتنظيم بظهوره في مؤتمرات صحفية قليلة، وأيضًا بإلقاء الخطب في مساجد غزة أو في وكالات الأنباء أو في شوارع المنطقة أحيانًا على قناة "الأقصى الفضائية" أو أي قناة أخرى وفقًا لجريدة "عين" السورية.
كما أنه مترقب من القيادات الإسرائيلية وعلى قوائم اغتيالاتها، نظرًا لكونه متزعمًا لتلك الحرب التي تقودها كتائب القسام ضد قوات الاحتلال، رغم أنه حريص على أن تبقى حياته غامضة بعيدة عن أعين الجميع ولا يكشف عن هويته في أي من وسائل الإعلام.
كانت ضربته للتنظيم الإرهابي قوية جعلته يعترف أن عضوًا مصريًا استطاع خداعه، عندما هرب من التنظيم الإرهابي بأموال الزكاة والجزية التي فرضها "داعش" على الشعب السوري، حيث استطاع الهرب بأموال الزكاة التي تجاوزت مليار ليرة سورية.
"عبد المجيد عبد الباري.. على خطى يكن"
"سفاح داعش أو الذباح" هكذا لقبوه بسبب تخصصه في قطع رؤوس الصحفيين كان أشهرهم الصحفي الأمريكي "جيمس فولي"، حتى أصبحت مهنته الأساسية بعد انضمامه إلى التنظيم الإرهابي هي "قطع الرؤوس" فقط.
على خطى مواطنه "إسلام يكن"، تحول "عبد المجيد عبد الباري" المصري ومغني "الراب" سابقًا في لندن، إلى قيادي بالتنظيم الإرهابي، الخبر الذي أذاعته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بأنه مغني راب انضم إلى داعش ويقول لأسرته: "تركت كل شيء في سبيل الله".
جاء اختياره ليتولى مهمة "ذبح الضحايا" من قبل "أيمن الظواهري" الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، لكن تم القبض عليه في أحد العمليات الإرهابية التي كان يقوم بها ومن ثم تم تسليمه إلى الولايات المتحدة لتبدأ في محاكمته.