رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يحارب السلفيون داعش؟!


لا ينفك شيوخ السلفية عن الزعم بأنهم توصلوا لاتفاق مع وزارة الأوقاف حتى يتسنى لهم الخطابة من فوق المنابر رغم إنكار الوزارة هذه المزاعم دائما، ولكنها تتكرر دائما على ألسنة شيوخ السلفية، مرة على لسان «ياسر برهامى» ومرة على لسان «يونس مخيون» وغيرهما، يعز عليهم جلوسهم فى بيوتهم بدون عمل، حيث إن عملهم الوحيد هو الخطابة، ويسترزقون منها كثيرا، المهم من ضمن الأسباب التى يوردها شيوخ السلفية أنهم سيحاربون فكر التكفير، خاصة فكر «داعش»، وهو هزل فى مقام الجد، أو نكتة فى زمن المأساة، وهو أيضا ما يثير دهشتنا كثيرا، فعلماء السلفية يستنكرون التكفير كما يزعمون، ولكنهم يكذبون عندما لا يفرقون بين فكرهم وفكر التكفير، حيث توجد شعرة غير مرئية بين ما تسمى السلفية العلمية والسلفية الجهادية أو الإرهابية على وجه الدقة ، ويمكن أن يتحول السلفى العلمى لسلفى جهادى تكفيرى فى لحظات، وكل فتاوى فكر «القاعدة» و«داعش» و«بيت المقدس» ومعهم «الإخوان المسلمون» هو فكر سلفى وهابى ينتسب لابن تيميه بوجه من الوجوه، وعندما نعود لتلك الفتاوى نراها تعتمد على أقوال تؤصل لفكر التكفير، فالإرهاب الذى يضربنا فى العمق هو نتاج الوعى السلفى قبل أن يكون نتاج أى فكر آخر، سلفية داعش لا تحتاج لشيخ، نفتح أى كتاب عقائدى سلفى، سنرى برنامج العمل الداعشى بالتفصيل مدعوما بالأدلة، ففتاوى السلفية تكفر كل المسلمين وتعتقد يقينا أنها الفئة الوحيدة الناجية من النار، وليت الأمر يقتصر على هذا الحد، فإن لديهم فتوى قتل الآخر، قتل الصوفى والأشعرى الأزهرى والإباضى، فضلا عن قتل غير المسلم إذا تمكن من ذلك، وهو ما تقوم به داعش هذه الأيام، ودائما فتاوى السلفيين والإخوان فتاوى تفريق، انظر فقط لفتاوى القرضاوى، وانظر لفتاوى علماء السلفية قبل الثورة وبعدها حتى سقوط الإخوان، سنجد أن السلفية العلمية هى المصدر الأول والأخير لفكر الإرهاب، إن السلفية الأيديولوجية تعتمد على فقه الكراهية بامتياز، وهو ما قاله الدكتور عمادة صبرى من علماء الأزهر الشريف، فقد قال: «ها هى الدعوة السلفية تأتى كل يوم بما يدور فى غرفها المغلقة وعقيدتها الفاسدة أنهم من صانعوا هؤلاء الذين رفعوا الرايات السوداء وأراقوا الدماء باسم الإسلام»، وهو ما قاله علماء الأزهر الشريف بألفاظ مختلفة.

وإذا أراد شيوخ السلفية فى مصر العودة للعمل الدعوى ومحاربة فكر داعش، فما عليهم إلا إعلان رفضهم فكر ابن تيميه علنا، وإعلان توبتهم على الفكر الأحادي، وإعلان أن مصدرهم الوحيد للعلم هو الأزهر الشريف، وعندها فقط يمكن التسامح معهم، ثم الموافقة على دخولهم الأزهر كطلاب علم، ثم الصعود للمنبر الذى يشتاقون إليه لأنه مصدر رزقهم الوحيد، ونشك فى ذلك، ومن ثم عليهم أن ينصتوا لأصحاب العلم الحقيقى ربما تنجلى عن عيونهم غاشية داعش التى يزعمون محاربتها، وعلى الله قصد الحق.

■ كاتب وأديب