رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شهد مختار" تتحدث عن مؤلفها النقدى الأول الرواية التجريبية

غلاف كتاب مغامرة
غلاف كتاب" مغامرة التجريب"

صدر الكتاب النقدي الأول للدكتورة شهد الفياض؛ بعنوان "مغامرة التجريب في السرد الروائي"، عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس  الأعلى للثقافة.

 

وعن الكتاب قالت شهد مختار الفياض: لقد غدت الرواية التجريبية مشروعًا جديدًا يؤسس مفهومه على الإبداع، والمغايرة، والمغامرة، وتجاوز السائد؛ للتمرد على الجماليات المألوفة، وغزو المجهول؛ لإبداع شكلٍ روائيٍّ جديدٍ يعبر عن الواقع الجديد، وبين دفتي هذا الكتاب محاولة لرصد أهمِّ الملامح التي وسمت الرواية التجريبية انطلاقًا من تحديد مفهوم التجريب في الأدب، وفي غير سياق الأدب، ثم يتناول الكتاب أهمَّ سمات التجريب على مستوى الحدث والتي تجلت في عدة أشكال جسدت جزءًا من تشكلات الحدث الروائي التجريبي، ولعل الحدث الذهني، والمتشظي، والعجائبي، والأسطوري، والمشهدي، من أبرز الملامح التي ارتكزت عليها الرواية التجريبية في صياغة الحدث.

 

وأشارت مؤلفة الكتاب في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أنها تناولت أيضًا آليات التجريب على مستوى الشخصية، مفهوم الشخصية في الرواية التقليدية وفي نظريات السرد، ثم رصد أهم ملامح التجريب في الشخصية الروائية والتي تمثلت في شخصنة الأشياء، الشخصية وممارسة النقد، رقمنة الشخصية، انتقال الشخصية من المحسوس إلى المجرد، ورواية الشخصية الواحدة.

 

كما استهدفت تحليل مفهوم الزمكانية في الرواية التقليدية وفي نظريات السرد، ثم آليات التجريب على مستوى الزمكانية والتي تجلت في الزمكانية الافتراضية، الزمكانية الذاتية وسؤال الهوية، الزمكانية المتشظية، الزمكانية الفانتازية.

 

وأخيرًا تناول الكتاب آليات التجريب على مستوى اللغة، والتي تجلت في عناصر عدة، أهمها التشذر اللغوي، تحويل المجاز من لغة بلاغية إلى تقنية سردية، التعدد اللغوي، وحوارية اللغة. 

 

لا يعرف التجريب استقرارًا أو شكلًا، فهو ليس بمنهج أو تيار، بل هو بحث دائم عن كل جديد غير مستقر، فلا يعرف التجريب غير اللانمط، واللاتحدد، واللاثبات. 

 

وترجع أهمية موضوع التجريب إلى أنه يقدم إمكانات هائلة لاكتشاف تقنيات سردية جديدة تغني الرواية، وتدخلها في عوالمَ وأشكالٍ تعتمد على تقنيات متجاوزة تتعلق بقدرة كتَّاب السرد الروائي على إغناء الرواية بتقنيات التجريب وطبيعته الدائمة التجدد. 

 

ويستهدف الكتاب عددًا من الأهداف تتحدد فيما يلي: معرفة التطور التاريخي لمصطلح التجريب ودخوله إلى مجال الأدب، والمحاولة الجادة لتقديم تعريف إجرائي للتجريب، وتسليط الضوء على أهم المفاهيم المقترنة بمفهوم التجريب؛ مثل: الإبداع، والمعرفة والعلم والتجريد، وعلاقة التجريب بالأنواع الأدبية وتراسلها، ورصد دوافع التجريب، والأشكال المتعددة لملامحه ودورها في بنية النص والشكل الروائي، ودراسة آليات التجريب على مستوى الحدث، والشخصية، والزمكانية، واللغة. 

 

يطرح موضوع التجريب أسئلة كثيرة خاصة إذا ما قورن بالرواية العربية، وهي عالم رحب متسع مفتوح على التعدد والتنوع اللانهائي، حيث تمتلك الرواية قدرة كبيرة على استيعاب الحراك الثقافي والسياسي والاجتماعي، وفي دراستنا هذه نحاول الإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحها موضوع التجريب والتي تدور حول هل التجريب الروائي نوع من الهوس بالتغريب والمغايرة؟ أم هو ضرورة ملحة لمسايرة تحولات العصر ومتطلباته؟، هل هذه الرغبة في التجديد منبثقة من وعي كامل بالمشهد الروائي التقليدي؟ أم هي محض المغايرة وكسر النمط؟، هل للتجريب قيمة؟ وما مصدر القيمة في التجريب؟، كيف تجسد التجريب في الرواية؟ وما أهم السمات التي أضافها على بنية النص الروائي؟، إلى أيِّ مدى استطاع التجريب أن يعبر عن التفاعل الجدلي الخلاق بين الأدب وتغيرات الواقع بكل روافده؟، ما أهم ملامح التجريب على مستوى الحدث، والشخصية، والزمكانية، واللغة؟