رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات الدم والبارود في أكتوبر 73: أن تكون مصريًا خلف خطوط العدو

جريدة الدستور

على مرّ التاريخ صمدت مصر أمام الاحتلال الإسرائيلي منذ عدوان 1967 مررورًا بالنصر العسكري في حرب أكتوبر 1973 وانتهاءً برفع العلم المصري على طابا.

ووقف المصريون بجانب الجيش المصري في أوقات الهزيمة قبل النصر وكان داعمًا دومًا لجميع قراراته الحربية والعسكرية واثقًا بقدراته وإمكانياته في مواجهة أي عدوان باغي ولاسيما العدوان الإسرائيلي.

حرب الـ6 أيام

وفي 1967 هاجمت القوات الإسرائيلية بشكل مباغت المواقع المصرية مكبدة الجيش خسائر فادحة، واستمرت الحرب حينها 6 أيام منذ 5 إلى 10 يونيو 1967.

ونتج عن العدوان الإسرائيلي المباغت على مصر تدمير عددًا من القواعد العسكرية من القدرات الجوية المصرية عن طريق مجموعة من الغارات المكثفة على المطارات المصرية.

بالتزامن مع ذلك، أطلقت إسرائيل العنان لعملية عسكرية برية واسعة ضد المواقع المصرية والسورية، وبحلول يوم 10 يونيو 1967، هيمن الإسرائيليون على الجولان السوري وسيناء المصرية التي أمر الرئيس جمال عبد الناصر بإخلائها للدفاع عن المناطق الداخلية وإنشاء خط دفاعي آخر.

حرب الاستنزاف

لم يستسلم الجيش أو الشعب المصري اللذان ظلا صامدان أمام العدوان الاسرائيلي وبدأت حرب الاستنزاف التي أعادت الثقة للجنود المصريين ومصر، إذ كان يقف الشعب المصري خلف قاداته وقواته المسلحة.

وكسرت حرب الاستنزاف الحاجز النفسى بين الجندى المصرى والجندى الاسرائيلى، وكانت البروفة الرئيسية لحرب أكتوبر.

في ظل تلك الأحداث صدر قرار الأمم المتحدة رقم 242 الذي طالب الإسرائيليين بضرورة إعادة الأراضي العربية المحتلة، ولكن رفضت إسرائيل ما جاء بهذا القرار الأممي مفضلة بذلك الاحتفاظ بالمناطق التي احتلتها، تزامنا مع إنشائها لمناطق دفاعية بها كخط بارليف بسيناء، متسببة بذلك في تزايد حدة التوتر والعداء بالمنطقة.

حرب أكتوبر 1973

ومن اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي عزمت مصر على الحرب واسترداد أراضيها من العدوان الإسرائيلي ففي يوم السادس من أكتوبر 1973 جاء قرار الحرب وشن المصريون والسوريون عشية 6 أكتوبر 1973 هجومًا على المواقع الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.

خلال هذه المرة حصلت القوات العربية على عامل المفاجأة اذ هاجمت في يوم عيد اليهود المعروف بعيد الغفران، وكبد الجيش المصري هزيمة ساحقة وخسائر جسيمة للجيش الاسرائيلي حيث تمكن سلاح الجو المصري من تدمير مواقع تخزين الذخيرة والمحروقات للجيش الإسرائيلي بعدة مناطق من سيناء تزامنا مع نجاح القوات المصرية في تحطيم واختراق خط بارليف وعوائقه الترابية الشاهقة باسخدام مضخات مياه ذات ضغط عال.

يوم 22 أكتوبر 1973، أصدرت الأمم المتحدة القرار رقم 338 الداعي للوقف الفوري لإطلاق النار وبسبب عدم التزام أطراف النزاع بهذا القرار، أصدرت الأمم المتحدة القرارين رقم 339 و340 اللذين حثا مجددا على إنهاء القتال.

ومع تزايد الضغوط الدولية، وقّعت مصر وإسرائيل “وقف إطلاق النار” يوم 11 نوفمبر 1973 وبعدها بأشهر وقعت سوريا وإسرائيل على ميثاق مماثل بحلول مايو 1974.

استرداد طابا بالتحكيم الدولي 

لكن ظل هناك خلافًا على الحدود المصرية إذ ظلت إسرائيل مسيطرة على طابا وأعلنت مصر فى مارس 1982 عن وجود خلاف مع الجانب الإسرائيلى حول بعض العلامات الحدودية، مؤكدة تمسكها بموقفها المدعوم بالوثائق الدولية والخرائط التى تثبت تبعية تلك المناطق للأراضى المصرية.

ولم يكن رفع علم مصر على أرض طابا مهمة سهلة إذ خاض دبلوماسيين مصر معركة كبيرة على مدار 7 سنوات من أجل استرداد مدينة طابا وبالفعل نجحت مصر في استردادها بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.