رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطبة الجمعة اليوم 14 أبريل 2024

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

يبحث الكثير من المسلمين عن موضوع خطبة الجمعة اليوم 14 أبريل 2024، حيث تكون أول جمعة بعد شهر رمضان المبارك.

وجاءت جمعة الخطبة كالآتي:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ۝٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ ۝٣١ نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ ۝٣٢﴾ فصلت ٣٠-٣٢.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.

أيها المسلمون، فما زلنا حديث عهد برمضان المبارك، وما زالت آثار الصيام والقيام عالقة بقلوبنا وعقولنا، وما زالت كذلك بركات وروحانيات رمضان تعانق قلوبنا، فما أجمل أن نداوم على ما كنا عليه، وأن نستقيم على المنهج والطريق الذي كنا عليه، فمن تذوق منا لذة وحلاوة الطاعة والعبادة في رمضان يشق عليه كثيرًا أن يفارق كل هذا الجو الروحي، بل كيف لقلب تذوق طعم وحلاوة القرب من الله أن يترك كل هذا فجأة؟ صحيح مضى رمضان ولكن من رحمته تعالى أن العبادات والطاعات لم ولن تنتهي بانتهاء رمضان المبارك، بل أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نداوم على ما كنا عليه، وأن لا تفتر عزيمتنا ويقل جهدنا وصبرنا قال تعالى ((فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ، وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب)) سورة الشرح.

أيها المسلمون، يَأْمُرُ تَعَالَى رَسُولَهُ وَعِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالثَّبَاتِ وَالدَّوَامِ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى أن يكون الإنسان من الفالحين والناجحين في الدنيا والآخرة، وَالِاسْتِقَامَةُ معناها كما قال القرطبي رحمه الله، هي الِاسْتِمْرَارُ فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ أَخْذٍ فِي جِهَةِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ، هذا وقد أمرنا الله بالاستقامة والمداومة على الطاعة في آيات كثيرة من القرآن الكريم، كما أثنى الله سبحانه وتعالى على أهل الاستقامة وبين أنهم في الآخرة هم الفائزون وهم أهل الجنة قال تعالى: ((فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ)) سورة هود 112.


وقال ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ۝٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ ۝٣١ نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ ۝٣٢﴾ فصلت 30-32.

وقال: ((إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ۝١٣ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَـٰلِدِینَ فِیهَا جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [الأحقاف 13 و14.

بل بين المولى سبحانه وتعالى أن طريق الاستقامة هو أيسر طريق لسعة الرزق وحصول البركات فى الدنيا قال تعالى ((وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِیقَةِ لَأَسۡقَیۡنَـٰهُم مَّاۤءً غَدَقࣰا﴾ الجن 16.

أيها المسلمون، كذلك جاءت السنة النبوية الشريفة بالدعوة إلى الاستقامة فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبدالله الثقفي ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ)).