رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رانيا يوسف: «بقينا اتنين» روشتة لحماية «أبناء المطلقين» من الضياع

الفنانة رانيا يوسف
الفنانة رانيا يوسف

اعتادت الفنانة رانيا يوسف على إثارة الجدل بإطلالاتها الجريئة، أو تصريحاتها التى لا تقل جرأة، لكنها فى الموسم الرمضانى الحالى تتصدر اهتمامات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى بأدائها الفنى المبهر فى مسلسلها الجديد «بقينا اتنين»، مع الفنان شريف منير.

ويقدم مسلسل «بقينا اتنين» معالجة جديدة لقضية الانفصال، ويسعى لإيجاد صيغة مختلفة لشكل العلاقة بين الوالدين المنفصلين، ما يضمن حماية الأبناء من أى تبعات نفسية سيئة لهذا الانفصال، وبالتالى يمكن اعتباره «روشتة» لحماية أبناء أى مطلقين. ويكتسب الدور الدرامى الذى تجسده رانيا يوسف زخمًا كبيرًا هذه المرة، لأنه سبق لها الزواج والانفصال ٣ مرات فى الحقيقة، وسعت بالفعل لإدارة الانفصال الأخير بحكمة، وبناء علاقة صداقة مع طليقها، لحماية أبنائها من الآثار السلبية للانفصال. «الدستور» التقت رانيا يوسف، للحديث عن كواليس تصوير المسلسل، وتقييمها تجربة التعاون الأول مع الفنان شريف منير، والكاتبة أمانى التونسى، والمخرج طارق رفعت، وخططها الفنية فى الفترة المقبلة.

■ لم يكن من المقرر عرض مسلسلك الجديد «بقينا اتنين» فى رمضان، فما رد فعلك على ما حدث؟ 

- مفاجأة سارة بالطبع، وأسعدتنى بشكل كبير، فالمسلسل لم يكن مخططًا له العرض فى موسم رمضان، إذ كان من المقرر عرضه فى موسم الشتاء فى شهر نوفمبر الماضى، وجرى تأجيل عرضه لديسمبر، ثم تأجيل عرضه مرة أخرى، بعد وفاة الفنان طارق عبدالعزيز، وأرى أن القدر لعب لعبته ليكافئنا بعرض العمل فى رمضان. 

وبالتأكيد فإن عرض العمل فى موسم رمضان أفضل بكثير مقارنة بأى موسم آخر، لأنه الموسم الأهم على مدار العام، وبه منافسة شرسة بين النجوم، وإن كنت شخصيًا لا أشغل تفكيرى كثيرًا بتوقيت العرض وإنما أن يحظى العمل بنسبة مشاهدة مرتفعة، وأن نقدم معالجة جديدة للقضية التى نناقشها.

■ هناك تفاهم واضح بينك وبين النجم شريف منير، فما تقييمك لتجربة التعاون الأول بينكما؟

- سعدت جدًا بالتعاون مع شريف منير، فهو ممثل قدير وشاطر جدًا ومحترف وملتزم لأقصى درجة وموهوب، والحمد لله كان بيننا تفاهم كبير رغم أنها المرة الأولى التى نتعاون فيها معًا، ودائمًا ما يكون هناك حذر بشكل كبير بين النجوم فى أول تعاون بينهما، ولكن وجدت ارتياحًا كبيرًا فى العمل معه، وشعرت مع باقى فريق العمل بأننا عائلة واحدة، وكنا نحضر المشاهد معًا بشكل يومى، وأرى أنه حدثت بيننا ألفة، وعلى المستوى الشخصى كسبت صديقًا. 

■ يناقش العمل قضية الانفصال بين الأزواج، هل واقعية الفكرة كانت سر تحمسك للمشاركة فى المسلسل؟ 

- بالفعل لأننى رأيت نفسى فى فكرة العمل ووجدت أنها تشبهنى لحد كبير وتعبر عن تجارب حياتية خضتها، وهو ما جعلنى أتحمس جدًا للمسلسل، منذ قراءة الصفحات الأولى للسيناريو، حيث رأيت شريط حياتى يمر أمامى عينى، وهو ما أسهم فى توحدى مع الشخصية والتعبير عنها بصدق. 

فالمسلسل تبدأ أحداثه بوقوع الطلاق بين ياسمين وأدهم، لنرى ما سيحدث بينهما بعد الانفصال وليس العوامل المؤدية للانفصال، وهو ما يؤدى إلى معايشة الجمهور تجربة مختلفة، لأنه جرى العرف أن تسلط الأعمال الدرامية الضوء على الأسباب التى تؤدى إلى الطلاق، ولكن هذا العمل مختلف، لأنه يناقش كيف يمكن أن يتعامل المطلقون عقب الانفصال، وهى فكرة نادرًا ما جرى تقديمها.

وأنا كسيدة سبق لى الزواج والطلاق ثلاث مرات وعشت هذه التجارب أكثر من مرة، ولم يكن هناك توافق بينى وبين أزواجى بعد الطلاق، إلا أننى حرصت فى طلاقى الأخير أن تنشأ علاقة صداقة بينى وبين زوجى، وهذا ما يتحدث عنه العمل، ولا بد أن يكون المنفصلون أصدقاءً بعد سنوات من العشرة والأطفال، ولا يجب أن تكون هناك حرب بينهما أو أن تتسم العلاقة بالعناد والندية، لأن الأطفال هم الضحية لهذه العلاقة المتوترة. 

واختيار الطلاق هو اختيار الزوجين وليس اختيار الأبناء، فليس معنى أن الزوجين لم يتفقا فى حياتهما أن يتحمل الأبناء مسئولية ذلك، لكن من المفترض بعد عِشرة دامت سنوات أن يتفقا كصديقين، وأن تكون مصلحة أبنائهما القاسم المشترك بينهما، وأن يتعاملا بشكل متحضر فى إطار من الصداقة والرحمة والمودة حتى لا يحصد الأبناء ضريبة الانفصال، وحتى نقدم للمجتمع أبناءً أسوياء من دون أمراض نفسية.

وسعيدة جدًا بشخصية «ياسمين»، لأن الكاتبة أمانى التونسى، نجحت فى صياغة حوار واقعى جدًا، وقدمت لنا سيناريو احترافيًا شعرت من خلاله بأنى أعيش تجربتى الحقيقية داخل المسلسل، فكنت أجسد الشخصية بكل أريحية واندمجت مع الشخصية بشكل كبير، لأن غالبية المشاهد سبق لى أن عايشتها بالفعل، لذلك أعتبر المسلسل قريبًا جدًا من قلبى، فكل مشاهد العمل لمستنى ووجدت فيها نفسى، وهذا ما جعل هناك مصداقية أكثر فى الأداء. 

■ ما تقييمك لأول تجربة تجمعك مع الكاتبة أمانى التونسى والمخرج طارق رفعت؟ 

- أمانى التونسى مؤلفة واقعية ورومانسية إلى أبعد الحدود وترسم الشخصيات على الورق كأنها تتكلم بسبب اهتمامها الشديد بالتفاصيل، وسعدت بهذا العمل والتعاون معها.

أما المخرج طارق رفعت، فهو مخرج متمكن من أدواته، وطوال الوقت كان يتناقش معنا فى تجربة الانفصال من وجهة نظرى كامرأة، لأنه وشريف منير لهما وجهة نظر مختلفة، خاصة أن «منير» كان يمر فى هذا التوقيت بحالة انفصال فى الحقيقة، وكان يعيش المشاعر نفسها والمشاهد التى عاشها داخل البيت وجدها فى أثناء التصوير.

■ هل التزمتِ حرفيًا بالسيناريو أم أنك أضفت للشخصية من واقع تجاربك السابقة؟ 

- لا، لم أضف أى شىء، لأن المؤلفة أمانى التونسى كتبت سيناريو رائعًا، وكتبت تفاصيل حقيقية جدًا بين الأزواج، فشخصية ياسمين التى أجسدها ضمن أحداث المسلسل لا تختلف عنى، وهناك تقارب كبير بيننا، فهى أم عاملة ولديها أبناء ومستقلة ماديًا، فهى تشبهنى كثيرًا فى هذه الصفات. 

■ ما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك؟ 

- مشهد الطلاق، لأن وقع الانفصال على المرأة أقوى من وقعه على الرجل، لأنها فى هذه اللحظة تشعر بمرارة الخذلان، وتفقد توازنها، فأى امرأة حتى وإن ألحت فى طلب الطلاق فهى تتوقع من شريك حياتها أن يتمسك بها، وأن يرفض الانفصال صونًا للعشرة والحياة والحب.

ونتائج الانفصال تكون أقسى على المرأة، لأن المجتمع سيبدأ النظر إليها بتوجس واتهام، ولكن أعتقد أن الأجيال الجديدة غيّرت تمامًا من وجهة النظر القديمة تجاه المطلقة.

■ هل أربكت وفاة الفنان طارق عبدالعزيز حسابات صناع العمل؟ 

- بالفعل، فقد كانت وفاته صدمة كبيرة لكل صناع المسلسل، وتوصلنا إلى أن يتم عرض العمل بمشاهده دون حذف، على أن تتم الاستعانة بالفنان إدوارد، ليس لاستكمال دوره أو يكون بديلًا له، ولكن لإجراء تعديل فى السيناريو، بحيث نخبر الجمهور أن طارق عبدالعزيز سافر، وأن إدوارد صديق قديم لشريف منير، وظهر فى حياته ليكمل الرحلة مع شريف منير. 

■ ما تقييمك لتجربة الشركة المتحدة فى دعم الدراما المصرية؟ 

- الشركة المتحدة تبذل مجهودًا كبيرًا للارتقاء بصناعة الدراما، والارتقاء بجودة ما يجرى عرضه على شاشات التليفزيون، وأرى أنها قدمت كل الدعم للصناعة وللفنانين، وأود أن أشكرهم على المجهود الرائع فى اكتشاف المواهب وحرصهم على توفير مساحات أكبر للنجوم الشابة والمراهنة عليهم.

وأرى أن الموسم الرمضانى هذا العام موسم ثرى ومتميز، وحرصت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم تجربة مسلسلات الـ١٥حلقة التى أثرت الدراما المصرية وسمحت لوجوه شابة بالدخول إلى سوق العمل وعرض موهبتهم، وأرى أن القائمين على الشركة سيغيرون شكل الدراما المصرية فى السنوات المقبلة.

■ ما خططك الفنية فى الفترة المقبلة؟ 

- أتفرغ خلال الفترة المقبلة للسينما وتعاقدت مؤخرًا على فيلمين: فيلم «زبدة سايحة»، وسوف يجرى تصويره بين القاهرة ودبى، عقب إجازة العيد، وفيلم «حمام العريس» وهو من بطولتى مع عمرو عبدالجليل وحسين فهمى، وسنبدأ تصويره بعد عيد الفطر أيضًا.