رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زبيدة عطا عن فتحي غانم: ظل يكتب للصحافة حتى آخر يوم في حياته

فتحي غانم
فتحي غانم

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي والروائي فتحي غانم، والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1924، ورحل عن عالمنا في 24 فبراير من عام 1999، وكانت الدستور قد تواصلت مع الدكتورة زبيدة عطا أرملة الكاتب الكبير وذكرت عطا كيف كان غانم يكتب للصحافة حتى آخر يوم في حياته.

تقول الدكتورة زبيدة عطا:" كان فتحي غانم يعاني من كانسر في القولون، والكثير من الأدباء حاولوا إقناع غانم بالسفر ولكنه لم يرضخ، وحين ظهر كانسر القولون في فتحي غانم فإن الكثيرين بمن فيهم وزير الثقافة الفنان فاروق حسني كانوا يحاولون إقناعه للسفر للخارج، لكنه لم يرضخ لأحد ولم يقبل بالسفر، وكان من المفترض أن يكون هناك علاج كيماوي لحالة غانم بعد العملية الناجحة التي أجراها لاستئصال جزء من القولون، لكنهم لم يمنحوه جرعات الكيماوي، وحدث أن استشرى المرض، فجأة أخذ فتحي يتلوى من الألم كنا قد سافرنا لإجازة بناء على رأي الدكتور، وحين رجعنا بفتحي اكتشفنا أن الكانسر وصل للكبد، كان متعبًا جدا، والحقيقة أن الاتصالات انهالت من الكثيرين منهم هيكل وجابر عصفور ويوسف القعيد وبهجت عثمان وأحمد حمروش والكثيرين.

تكمل زبيدة:" كان فتحي عزيز النفس ولا يحب أن يراه أحد في تلك الحالة لذلك رفض أن يلتقي أحد أو أن يراه أحد وهو في حالته هذه، كان فتحي يعاني لأنهم أعطوه بالخطأ جرعة كيماوي زائدة عن حاجته بعد رجوعه للمستشفى، لا سنه ولا حالته كانت تسمح بهذه الجرعة الكبيرة، لذلك فقد نزل للعناية المركزة حتى يستطيع الأطباء متابعة حالته.

 

تواصل:" كان قويًا لدرجة أنه كان يقرأ تقارير المرض بنفسه، ولكن بعد انتقال المرض من القولون للكبد تناقص وزنه بسرعة مخيفة ولكنه كان متماسكًا جدا، ولكني أريد أن أقول إن فتحي تعرض لإهمال جسيم في المستشفى الاستثماري الذي كان يعالج به، مع أن المستشفى كان يبالغ في ثمن العلاج، والخدمة كانت اقل بكثير، وحتى في لحظات احتضاره حاولت أن استنجد بالممرضة لتفعل أي شئ، كانت تشاهد التلفزيون وتأكل الشيكولاته وتقول ببرود:" وانا هعمل ايه يعني؟".

وتختتم:" كان غانم يكتب كثيرًا وأذكر أنه في أيام مرضه طلب مني أن أحضر ورقة وقلما، وراح يمليني ما سيكتبه، وقمت أنا بإرسال ما أملاه علي إلى الجريدة، وخرج صحفي ليكتب في رثائه إن المرض أثر على فتحي غانم لدرجة أن خطه قد تغير، ولكن لم يكن هذا خط غانم، كان خطي أنا تمامًا، إلى آخر يوم في حياته ظل يكتب للصحافة.