رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طموحات مصر النووية

"الضبعة".. أيقونة استراتيجية للتنمية المستدامة في مصر

تصور لمحطة الضبعة
تصور لمحطة الضبعة النووية باستخدام الذكاء الإصطناعي

يساهم استخدام الطاقة النووية في تحقيق مؤشر الاستقرار والاستدامة لتوليد الطاقة الكهربائية، نظرًا لإمكانية تشغيل المفاعلات النووية لفترات طويلة.

وبعد إنشاء المحطة النووية السلمية الأولي لإنتاج الكهرباء في مصر بالضبعة، سيتم منع انبعاث حوالي 15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

تصور لمحطة الضبعة النووية بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي 

أثارت الطاقة النووية قلقًا وجدلًا في الرأي العام عبر العقود الماضية، بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها مصدر للتلوث البيئي ويمكن أن تؤثر على الحياة البيولوجية، إلّا أن التقنيات النووية الحديثة، وخاصة الروسية منها، تمكنت من التغلب على كل هذه المخاوف.

"الضبعة" وطموحات مصر النووية

تم في نهاية عام 2015، التوقيع على اتفاقية بين مصر وروسيا بشأن إنشاء محطة الضبعة النووية، إذ يعتبر بناء المحطة حدثًا هامًا ضمن طموحات مصر النووية. ومع ذلك واجه المشروع مشكلة وجود بعض الشكوك والهواجس من أفراد المجتمع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المخاوف بشأن السلامة البيئية. لكن ومع مرور الوقت تغير الوضع نحو الأفضل بفضل الجهود التي بذلت في تثقيف وتوعية الأوساط العامة من خلال تنفيذ الحملات وإقامة الندوات والبرامج التثقيفية.

تصور لمحطة الضبعة النووية بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي

 وقام العلماء والمهندسون المصممون الروس - على مدى العقود الماضية، بتصميم تقنيات متطورة وتوصلوا إلى أحدث المعارف في هذا القطاع الحيوي الهام، مع التأكيد على حقيقة أن جميع مشاريع التصميم تتوافق مع المتطلبات الدولية الحديثة وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبالتالي، فإن التقنيات الروسية الحديثة تتعامل بشكل فعّال مع مشكلة النفايات النووية، وتساعد في السيطرة على انبعاث الإشعاعات في محطات الطاقة النووية وتساهم في تحييد مسألة تأثير هذه القضية على حياة الانسان.

"الضبعة" والتحول إلي نظام طاقة مستقر

تلعب الطاقة النووية دورًا حيويًا في حل قضايا المناخ العالمي وتساهم في توفير ثلث الطاقة الكهربائية منخفضة الكربون في العالم برمته. ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال الحد من انبعاث غازات الدفيئة مع الاستجابة في تلبية احتياجات سكان العالم المتزايدة. وعليه يؤكد المتخصصون في هذا القطاع حقيقة أن الطاقة النووية تعتبر أحد أهم الخيارات للانتقال إلى نظام طاقة مستقر، وتنبع أهميتها من كونها خيارًا صديقًا للبيئة لتحقيق أهداف المناخ.

تصور لمحطة الضبعة بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي

يقول الدكتور على عبدالنبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا، إن محطات الطاقة النووية تعمل على أساس الوقود النووي، ولا تصدر أي انبعاث ضار إلى الغلاف الجوي أثناء التشغيل، مما يساعد على الحد من تلوث الهواء.

أضاف نائب رئيس المحطات النووية السابق لـ"الدستور"، أن محطات الطاقة النووية تمنع سنويًا من انبعاث الغازات الدفيئة بما يزيد عن 100 مليون طن سنويًا في روسيا وحدها، وبعبارة أخرى، تعمل محطات الطاقة النووية الروسية، التي تنتج 20% من طاقة البلاد، على منع 7% من انبعاث الغازات المسببة  للاحتباس الحراري العالمي إلى الغلاف الجوي، الأمر الذي يجعل روسيا رابع أكثر الدول التي تمنع من انبعاث ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.

ويؤكد الخبير النووي المصري، أن صناعة الطاقة النووية شهدت - في السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا من وجهة نظر مؤشرات السلامة والأمن النوويين، حيث خضعت هذه الصناعة لمراحل عديدة من التقدم التكنولوجي. على سبيل المثال، سوف تعمل محطة الضبعة النووية على أساس مفاعلات من طراز VVER-1200 من الجيل 3+، والتي تجمع بين أنظمة السلامة النشطة والسلبية.

وهذه التقنية تعتبر فريدة من نوعها قام بتصميمها علماء الذرة في روسيا الاتحادية، والتي تضمن سلامة البيئة والناس مهما كانت سيناريوهات تشغيل المحطات النووية. 

تصور لمحطة الضبعة بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي

ضمان مؤشر السلامة لصناعة الطاقة النووية

يذكر أنه تم تجهيز جميع المفاعلات النووية الروسية الحديثة من نوع VVER بهياكل حماية مصممة ليس فقط من أجل تجنب أي تأثيرات خارجية، مثل حوادث الطائرات أو الفياضانات أو الأعاصير أو الانفجارات، ولكن أيضًا حماية من الضغط الذي يمكن أن تتعرض إليه المحطة من الداخل، حيث يمكن لغلاف الاحتواء أن يتحمل الضغط الداخلي والتأثير الخارجي الناتج عن موجات الصدمة والتسونامي والفيضانات، كما يمكنه أيضًا تحمل حوادث الطائرات.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة iea فإن عملية تطوير صناعة المفاعلات العالمية يعتبر أمرًا حيويًا لضمان مؤشر السلامة وعامل الكفاءة والاستدامة بالنسبة لصناعة الطاقة النووية. وهذا ما تؤكده الجهود التي تبذلها الدول لتطوير هذه الصناعة. 

الضبعة واستراتيجية مصر للتنمية المستدامة

وفي هذا السياق تصف الحكومة المصرية مشروع الضبعة بأنه مشروع طموح وواعد لتوليد الطاقة الكهربائية في مصر على وجه الخصوص وفي القارة الأفريقية على وجه العموم، ويساوي في أهميته بناء السد العالي في أسوان، بحسب تقارير مركز معلومات مجلس الوزراء المصري.

تصور لمحطة الضبعة بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي

يلعب مشروع محطة الطاقة النووية دورًا مهمًا في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، من خلال المزايا والفوائد العديدة التي يحققها. على سبيل المثال لا الحصر، هناك آفاق واعدة أصبحت متاحة أمام المواطنين المصريين، حيث تصل نسبة العمالة العمال المحلية من السكان المحليين - خلال مرحلة البناء - إلى 70%. بالاضافة إلى ذلك، فإن كل وظيفة في مشروع البناء تخلق ما يصل إلى 10 وظائف في القطاعات الأخرى ذات الصلة، مما يساعد على تقليص نسبة البطالة في المنطقة.

إن بناء محطة الطاقة النووية، التي تبلغ دورة حياتها 80 عامًا، يتطلب توفير المواد والمعدات عالية الجودة. حيث تسعى الشركات المحلية إلى توطين الانتاج بنسبة 20% في المرحلة الأولى وتصل إلى 35% في مراحل البناء اللاحقة، مما يساهم في التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، واستخدام التقنيات المتطورة، وتحفيز البحث العلمي وتحقيق التصاميم الحديثة. كما ستحقق محطة الضبعة النووية فوائد كبيرة للسكان المحليين، حيث تعمل على تحسين جودة حياتهم من خلال توسيع البنية التحتية والحصول على المياه والطاقة الكهربائية وتحسين شبكة الطرق وتوفير الاتصالات والرعاية الصحية والخدمات التعليمية.

تصور لمحطة الضبعة بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي

بطبيعة الحال، فإن تطوير الطاقة النووية في مصر هي عملية شديدة الأهمية، تقوم على توفر الفهم الواضح وتنفيذ التدابير اللازمة لضمان السلامة والشفافية ومشاركة المجتمع، فإن ذلك يمكن أن يشكل خطوة مهمة نحو مستقبل مستدام وآمن للطاقة في البلاد.