رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدحت العدل في ندوة بـ«الدستور»: «عتبات البهجة» مسلسل بيتى مثل أعمال الزمن الجميل

الدكتور مدحت العدل
الدكتور مدحت العدل فى ضيافة الدستور

- العمل بدأ بسؤال: «إحنا ليه مشتغلناش مع الفخرانى لغاية دلوقتى»؟

- غيّرت سن «بهجت» وخلقت له أحفادًا لتحويل الرواية إلى مسلسل وتقدم لجمهور أكبر

- استعنا بورشة لكتابة المسلسل.. وقلت لهم: «عايزين كتابة بسيطة بلا تعقيدات»

- الرواية لا تحتمل أن يكون العمل أكثر من 15 حلقة وهذا قرار كاتب وليس إنتاجًا

- الفخرانى قادر على تحويل أى حوار يبدو مملًا إلى «مونولوج» ممتع

- جميع شباب المسلسل كانوا بيقولولى «اكتب لنا مشاهد مع الفخرانى»

قال الكاتب الكبير، الدكتور مدحت العدل، إنه اختار العمل على رواية «عتبات البهجة»، للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، بعدما اقترح المنتج جمال العدل عليه أن تدعم شركة «العدل جروب» مسيرتها بتعاون مع النجم يحيى الفخرانى.

وكشف «العدل»، خلال استضافته فى ندوة «الدستور»، عن أنه غيّر فى سن البطل ليناسب «الفخرانى»، وجعل له أحفادًا، على عكس الرواية، ليستدعى فكرة الصراع بين الأجيال، مشيرًا إلى أن جمال العدل تعمد اختيار المخرج مجدى أبوعميرة، لكى يصنع عملًا يذكرنا بمسلسلات الزمن الجميل.

وشدد على أن المسلسل اهتم بمشاكل الشباب، وفتح أخطر الموضوعات، مثل «الإنترنت الخفى»، كاشفًا عن أنه هو من قرر أن يكون العمل ١٥ حلقة فقط، وكتبه مع ورشة من الشباب، فى مدة وصلت إلى ٦ أشهر.

■ بداية.. لماذا اخترت العمل على رواية الكاتب إبراهيم عبدالمجيد؟

- بدأ الأمر بتساؤل طرحه علىّ المنتج جمال العدل؛ قال لى: «لماذا لم تتعاون شركة العدل جروب حتى الآن مع النجم يحيى الفخرانى؟».. فكرت ورأيت أنه ليس من الطبيعى أن يكون تاريخ الشركة ٣٠ عامًا، ولم تقدم أى عمل من بطولة الفخرانى.

وبالمناسبة «جمال»، أيضًا، هو من اقترح الاستعانة بالمخرج الكبير مجدى أبوعميرة لإخراج «عتبات البهجة»، لأن بينه وبين الفخرانى تناغمًا كبيرًا وتاريخيًا.. يرتبط الاسمان بالحنين للماضى.

حينما سمعت اسم يحيى الفخرانى من جمال العدل، لم يخطر ببالى سوى رواية «عتبات البهجة» للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، لأننى قرأتها ومتيم بها، كما أننى بالطبع رأيت أن الفنان يحيى الفخرانى يجب أن يكون له عمل قائم على نص أدبى.

جميع أبطال الرواية من كبار السن، وهى فلسفية وقائمة على حوار بين صديقين من عالمين مختلفين، وصنعت شخصيات جديدة وصراع أجيال لم يكن موجودًا.

لكن الحديقة موجودة فى الرواية والمسلسل، وكذلك بائعة الشاى واسمها «نعناعة»، ولديها كشك، وهناك الشخصية التى كان يجسدها صديقه الفنان صلاح عبدالله، المحب للكمبيوتر والأعشاب.

الرواية- كما يعلم الجميع- هى للقراءة فقط، ولكى يجرى تقديمها فى سيناريو ليكون مسلسلًا يقدم لجمهور أكبر وأعم كان لا بد من أن أجد معادلًا موضوعيًا، لذا جعلت لـ«بهجت» أحفادًا.

■ هل تعاونت مع المؤلف إبراهيم عبدالمجيد فى أثناء الكتابة؟

- نعم.. بالطبع، ولكن يجب أن أوضح هنا نقطة مهمة؛ فى الماضى صنعت رؤية وسيناريو وحوار «الشوارع الخلفية» للمؤلف عبدالرحمن الشرقاوى، وحينها طلبت ألا تكون هناك علاقة بين عملى وبين النص الأصلى.. أى أننى أشترى النص وأحصل على روحه، وهذا متفق عليه، ومعلوم للجميع أننى سأحافظ على روح النص، لأننى محب للأدب.

وبالنسبة لـ«عتبات البهجة» كان هناك بعض التفاصيل الصغيرة بينى وبين الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، فقد اتفقنا على أن تكون هناك ورشة كتابة، ويجرى اختيار الكتاب من الطلاب الذين أدرس لهم.

كان من المفترض أن أكون مشرفًا على الكتابة فقط.. وحرصت على أن أخبرهم بأن الكتابة بسيطة ولا تحتاج تعقيدات، وعلينا أن نكتب عن التفاصيل الصغيرة داخل المنزل، والعراك بين الأخ وشقيقته، والأمور الموجودة فى بيوت الجميع فى مصر.. أوضحت أننا سنعيد بناء القصة.

بدأنا العمل معًا، وانتهينا بنجاح من كتابة الـ١٥ حلقة، وضمت ورشة العمل: «أمانى ومحمد الجيزاوى وسمية والبوهى».

■ كيف جاء قرار أن يتحول رجل سبعينى لـ«يوتيوبر»؟

- كنت أتمنى أن أربط البطل فى هذا العمل بالجيل الجديد، ورأيت أن صناع المحتوى «اليوتيوبرز» منتشرون بمختلف الأعمار، ففكرت وتساءلت: «لماذا لا يكون هناك يوتيوبر يقدم محتوى اسمه (عتبات البهجة) ويتحدث فيه مع الناس بسبب بعد أحفاده عنه.. ويشاركهم ذكرياته؟».

■ لأول مرة تنتج شركة «العدل جروب» مسلسلًا من ١٥ حلقة.. كيف جاء القرار؟

- أنا من قررت، لأننى رأيت أن الراوية لا تحتمل أن يكون العمل الفنى أكثر من ١٥ حلقة، وكان هذا «قرار كتابة» قبل أن يكون «قرارًا إنتاجيًا».

■ هل تختلف طريقة الكتابة إن عرف المؤلف من سيجسد شخصية البطل؟

- نعم.. بالطبع، فحينما كتبت مسلسل «محمود المصرى» مثلًا كنت على يقين بأن هذا البطل هو الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، والشطارة هى الكتابة للبطل دون أن ننسى باقى الناس.

■ هل معرفة بطل العمل تحجم الكاتب؟

- لا.. لأن ذلك يحدث مع نجم بحجم يحيى الفخرانى، وهو قادر على تحويل أى مونولوج يبدو مملًا إلى حوار ممتع.

أتذكر أننى كنت أجلس فى اللوكيشن خلال التصوير، وجميع الشباب يأتون ويطلبون منى أن أصنع لهم مشاهد أمام يحيى الفخرانى.

■ هل تسمح بإجراء تغييرات أثناء التصوير؟

- لا، أرفض هذا بشدة، فلا يمكن لأى شخص تغيير أى كلام فى السيناريو قبل العودة لى، وإخبارى والحصول على موافقتى، وهذه قواعد أسير عليها من البداية، وهذا هو نظام الشركة وقواعد «العدل جروب».

■ كيف جرى اختيار الفنان السورى خالد شباط؟

- جرى اختياره بإجماع من شركة «العدل جروب»، وهو ممثل مهم، وحققت أعماله نجاحًا كبيرًا.

أحضرنا له مدربًا على اللهجة، وأرى أنه ممثل مبدع، ولم يشارك الفنان يحيى الفخرانى فى اختياره، والرأى الأخير للمخرج وشركة الإنتاج.

■ هل تهتم بردود أفعال الجمهور على السوشيال ميديا؟

- أرى أن السوشيال ميديا خدّاعة، فالجميع يتحدث منذ اللحظات الأولى لعرض العمل وقبل رؤية الأحداث والتطورات.

وأود أن أشير إلى أننى أشعر بأعمالى، وأكون على دراية تامة بالاتجاه الذى يسير نحوه المسلسل، وأنا من يعمل على مونتاج العمل الفنى، وأعلم جيدًا أن المسلسل عائلى كمسلسلات الماضى، أى أنه «مسلسل بيتى».

■ كيف كانت ردود الأفعال من الدوائر القريبة منك حتى الآن؟

- قالوا لى إن «المسلسل حلو ومبسوطين به»، ولاحظوا أننى صنعت حالة خاصة باستخدام أغنيات الست أم كلثوم فى «ليالى الخميس».. مع صفاء الطوخى.

فى كل حلقة من الخميس ستكون هناك أغنية للست أم كلثوم لها علاقة بالأحداث داخل عتبات البهجة.. المسلسل يذكرنا بالماضى الجميل.

■ تحدثت عن الـ«Dark web» من الحلقة الثانية.. ألم تشعر بالقلق من عدم تجاوب الناس مع تلك الأمور؟

- فى الحقيقة كما يهمنا يحيى الفخرانى يهمنا الجيل الجديد، وكل ما له علاقة بهذا الموضوع كتبته الورشة.. كنت لا أعلم شيئًا عن الـDark web، وبسبب نجل البوهى صاحب الـ١٧ عامًا، أحد أفراد الورشة، علمنا بالأمر.

طوال الوقت كان المخرج مجدى أبوعميرة يتساءل: «هل سيفهم الناس معنى هذا؟»، وأجبته بأن هناك جيلًا كاملًا على دراية بهذا العالم، وهذا السبب الذى يجعلك طوال الوقت تقترب من المشاهد. 

■ هل أصبحت ورش الكتابة ضرورية فى الوقت الحالى؟

- الورش موجودة فى أمريكا وفى كل مكان، وهى تفتح مساحة نقاش، وهذه المرة الأولى التى أكتب فيها مع ورشة، ونترك العصف الذهنى يقودنا للفكرة الأهم، مع أشخاص جرى اختيارهم بعناية.

■ أكانت تجربة الورشة مرهقة؟

- نعم.. بالفعل التجربة أرهقتنى كثيرًا، فمن الممكن للشخص كتابة عمل بمفرده، لكن حينما يعمل فى ورشة فكل شخص له رؤية ومنظور.

الكتابة حرفة، وبسبب التمرس كان من الممكن أن أكتب حلقة فى يوم، أما فى الورشة على سبيل المثال نكتبها فى أسبوع.

لكنها تجربة مفيدة، بسبب أنهم شباب.. جعلوا هناك ثراء فى الحكاية، وظللنا ٦ أشهر نكتب فى الـ١٥ حلقة من «عتبات البهجة».

■ كيف جرى اختيار عناصر الورشة؟

- أجرينا العديد من الاختبارات حتى وقع الاختيار على ٣ شخصيات من أصل ٩ أشخاص، مع وجود شروط من ضمنها «ممنوع العمل فى مكان آخر».

■ «المخرج أساس العمل».. ما رأيك فى تلك المقولة؟

- هذا غير صحيح، المنتج هو أساس العمل، حتى المخرج الأمريكى الشهير مارتن سكورسيزى يخضع للإنتاج فى النهاية.

يبدأ المشروع عند المنتج، ثم يجرى اختيار المؤلف والمخرج والفنانين.. وفيما يخص «عتبات البهجة» فالمخرج مجدى أبوعميرة «جاى فى ملعبه»، وله الفضل فى النجاح، بسبب فهمه للدراما، كما أشيد بمجهود جميع أبطال العمل وكل من خلف الكاميرا.

■ تمتلك موهبة الشعر.. فلماذا لم تكتب أغنية تتر مسلسل «عتبات البهجة»؟

- الموسيقى التى ألفها خالد الكمار «عظيمة»، وهناك بعض الأعمال التى تشعرك بأن الموسيقى أقرب لروح النص من التتر، كما حدث سابقًا فى «حارة اليهود».

■ يقال إن لدى «العدل جروب» خلطة للنجاح.. هل هذا صحيح؟

- الخلطة هى الحد الأدنى من الجودة، والحد الأدنى من المنطق، والحد الأدنى من الكمال والإتقان، إلى جانب تنفيذ وصية والدنا، وهو «عمل فيلم لا يشعر الأحفاد بكسوف أو خجل منه»، وكذلك ألا نجامل، وهذا حدث مع سامى العدل نفسه، رحمة الله عليه، حين رغب بشدة فى تجسيد شخصية «رجب»، إلا أننى رفضت.

■ رغم ذلك تهدى الشركة كل عمل فى النهاية إلى روح سامى العدل.. لماذا؟

- كنا نتمنى أن نهدى مسلسل «عتبات البهجة» إلى أحمد سامى العدل، لكن الوقت لم يكن كافيًا. نحن نعتبر النجم الراحل سامى العدل، رحمة الله عليه، هو الـ«godfather» أو «الأب الروحى» لنا، فهو الذى ساعدنا فى دخول المجال، و«سامى» طول عمره هو «الأب اللذيذ»، حتى توفى كنا نعتبره «الأب»، فالعلاقة بيننا هى علاقة روحية، وهو يمثل بالنسبة لنا «روح العائلة».

■ ما المسلسلات التى ستتابعها فى رمضان ٢٠٢٤؟

- سأتابع مسلسل «الحشاشين» للنجم الكبير كريم عبدالعزيز، لأننى على دراية تامة بالجهد المبذول فى الإنتاج، وكم تكلف على مدار العامين، وهو عمل جدير بأننا نشاهده، إلى جانب «أشغال شقة»، لأنه كوميدى.

■ كيف تقيّم الحالة الدرامية الرمضانية لهذا العام؟

- هناك تنوع كبير جدًا، وهى سنة مبشرة، هناك أعمال كوميدية وتاريخية وأكشن وشعبية، وأعمال عن فلسطين، وهذا التنوع مكسب كبير جدًا للدراما.

■ ما رأيك فى خطوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الدراما؟

- أرى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ضبطت السوق، بعد السيولة التى كانت تعانى منها هذه السوق، والشركة تدرك جيدًا ما تفعله، وتنجح بجدارة فى التنسيق بين الأعمال الدرامية، ولديها رؤية لضبط إيقاع أهم صناعة، وهى الفن، وهذا كان مهمًا جدًا، مع انفراجة فى الفكر والتعامل مع المنتجين الذين يعملون معك.

■ وماذا عن توسع «المتحدة» فى الدراما وترجمة الأعمال الفنية؟

- هذه خطوة قيمة جًدا، وتوضح قيمة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تدرك جيدًا ما تفعله، وتتصرف برؤية واسعة، أكبر من المنتج الفرد محدود الرؤية.

الدراما ليست صناعة تسلية فقط، فأنا أنقل لك ملابس وأكل وعادات، وغيرها من الأمور، وتجربة السينما المغربية ينبغى الاستفادة منها فى ذلك.

■ الرواية تحكى عن رجل خمسينى.. كيف حوّلت بطلها لسبعينى؟

- الكتابة للفنان يحيى الفخرانى هى التى دفعتنى لإجراء هذا التغيير فى القصة.. ففى الرواية كان البطل له أولاد، لكن لا دور لهم، لذا غيّرت الفكرة وجعلته جدًا سبعينيًا مات ابنه وابنته وتركا له الأحفاد.. وبالطبع هناك فجوة مرعبة بين الجد والأحفاد.

كان البطل يعمل وكيل وزارة، وشارك أحدهم فى مشروع سنتر، وبعد النصب عليه يضطر إلى المكوث فى هذا السنتر.. حاولت صناعة تواصل بين الأجيال، وفى النهاية يكتشف الجد أنه هو من تعلم منهم، ويصل إلى قاعدة «أنت لا تملك كل الحقيقة».