رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإفريقى الذى أحب مصر

هناك جديد فى قصة محمد عبدالبارى، يجب أن نستغله لصالح مصر.. من هو محمد عبدالبارى؟ إنه نفسه الطالب الغانى، مامادو بارى، الذى انفردت الزميلة «الوطن» بنشر قصته فى سبتمبر الماضى عقب وصوله لمصر مباشرة، ما هى قصة مامادو بارى الذى هو محمد عبدالبارى فى الأساس؟ إنها قصة بسيطة تقول لك ما هى مصر وما معنى القوة الناعمة لمصر.

إن مامادو شاب مسلم من غانا عمره خمسة وعشرون عامًا، يجيد العربية بقدر ما، ويتتلمذ فى غانا على يد مجموعة من رجال الدين يعرف أنهم جميعًا من خريجى الأزهر، يحلم مامادو بأن يتعلم هو أيضًا فى الأزهر، لكن لديه مشكلة أنه لا يملك ثمن تذكرة السفر إلى مصر.

يقول مامادو إنه أخذ يبحث فى اليوتيوب عن تسجيلات المشايخ المصريين فأسره صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ الحصرى، لكن مامادو ما زال لا يملك ثمن التذكرة، لذلك يقرر أن يسافر إلى القاهرة بالدراجة الهوائية!! إنها فكرة بريئة.. لكن الأبرياء يغيرون التاريخ أحيانًا! إن بين غانا ومصر مسافة بعيدة جدًا لكن مامادو ينفذ فكرته بالفعل، وحسب ما قاله فقد عبر بدراجته الهوائية ست دول إفريقية، واحتجز مرتين فى بوركينا فاسو ومرة فى توجو.. وفى تشاد عرف فاعل خير بقصته فاشترى له تذكرة طائرة للقاهرة.. فى القاهرة قابلته مستشارة شيخ الأزهر د. نهلة الصعيدى، وأصدرت قرارًا بأن يحصل على منحة دراسية كاملة للدراسة فى الأزهر.. لكن قصة مامادو، الذى هو محمد، لم تنتهِ بعد، فقد ترجمت الـ«بى بى سى» قصته فقرأها الممثل العالمى ويل سميث.. قرر «ويل» أن يساعد شقيقه فى الإنسانية واتصل به بالفعل، وتعهد بأن يتحمل نفقات انتقال زوجة مامادو وطفله للقاهرة.. إن قصة هذا الشاب قصة ملهمة، لكنها فى نفس الوقت تقول لك الكثير عن قيمة مصر فى نفوس الأفارقة والمسلمين.. إنها هدية من السماء لكل مشغول بتسويق اسم مصر على المستوى الدولى.. إن مصر عند مامادو وغيره كثيرون هى الإسلام الصحيح.. إنه لم يفكر فى أن يذهب لهذه الدولة أو تلك.. إن الإسلام عند مامادو هو الأزهر والقاهرة والشيخ عبدالباسط ولا شىء غير ذلك.. إن هيئة الاستعلامات يجب أن تعقد مؤتمرًا لمامادو ليحكى فيه تفاصيل محادثته مع ويل سميث.. إن مامادو هو أفضل أيقونة مصرية نصدرها لإفريقيا.. إنه يقول إن القاهرة ومدينة البعوث بالنسبة له هى الجنة! إنه يرى فى مصر ما لا يراه كثير من المصريين.. إن منتدى شباب العالم يجب أن يساعد هذا الشاب لأن رحلته ومعناها تتشابك مع أهداف المنتدى.. إننى أطالب سيادة الرئيس بأن يقابل هذا الشاب، ويتبنى حالته لأنه يحب مصر حبًا خالصًا دون أهداف أو مصالح، وقام بمغامرة صعبة كى يصل لها.. إنها قصة بسيطة لكنها تشع ضوءًا، وتقول لك ما هى مصر فى قلوب العالم وما هو معنى مصر فى قلوب الملايين.