رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى تنتهى الحرب

ليس هناك أحد فى إسرائيل ولا غزة عليه أن يحتفل بالنصر؛ فأحيانًا يكون النصر فى أن ندرك أنه لا يوجد نصر.. ولكنهم فى مكاتب القيادات الإسرائيلية لا يعترفون بذلك، بل يريدون «صورة النصر».. يريدونها بشدة كى تتوقف الحرب.

لكن على الرغم من ذلك، فإنه يجب القول إن الطريق لتحقيق هذا الهدف غير واضح، فبالبحث عن صورة نصر لا يؤدى بالضرورة إلى انتصار عملى فى الحرب، لكن هذا ليس مهمًا.. دعنا نبحث عن «صورة نصر».

كلما امتدت الحرب، يبدو واضحًا أن إسرائيل اختارت أى نوع من صور النصر، فليست صورة غزة المدمرة التى تمت تسويتها بالأرض، ولا حتى صور الفلسطينيين العراة الذين يسلمون أسلحتهم، هى تريد ما هو أكبر، تريد: «رأس السنوار».

القضاء على السنوار وحده بإمكانه أن يضع نهاية لتلك الحرب، فهو المخطِط والقائد لهجوم ٧ أكتوبر، وكذلك له دور كبير فى صوغ النهج القتالى لـ«حماس» ضد إسرائيل، فإخراج «السنوار» والمحيطين به من المشهد، سيسمح بتغيير موقف الحركة بشأن الاستمرار فى القتال، وسيصيبها بالارتباك.

فى سياق موازٍ، تواصل إسرائيل استهداف كبار قادة القسام، لكنها لم تصل بعد إلى قيادات الصف الأول «السنوار وجماعته»، فالأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية تبذل جهودًا ميدانية واستخباراتية لتحقيق هدف واضح، هو محاولة الوصول إلى السنوار قبل انتهاء الحرب.

قال نتنياهو، فى خطابه عقب الاتفاق على صفقة تحرير المخطوفين، إن وقف إطلاق النار المتفق عليه مع «حماس» لا ينطبق على قيادات الحركة فى الخارج، وقال إنه أمر جهاز الموساد بالعمل ضد قادة «حماس» أينما كانوا.

بعد ذلك، سُئل نتنياهو عما إذا كان هناك بند فى اتفاق وقف إطلاق النار يمنح الحصانة لقادة حماس، فادعى أن «مثل هذا البند غير موجود». كما قال وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، عن إسماعيل هنية وخالد مشعل: «إنهما يعيشان فى الوقت الضائع، فى جميع أنحاء العالم؛ كلهم رجال أموات».

قيادات «حماس» تعلم أنها فى قوائم الاغتيالات، لكن السؤال هنا: هل حقًا بإمكان إسرائيل القضاء على السنوار؟.. لا يزال الطريق لتحقيق هذا الهدف غير واضح، نجا السنوار من عملية اغتيال قبل سنوات، ونجا مؤخرًا عندما حاصروا منزله فى خان يونس، وبإمكانه أن ينجو مرة ثالثة!

إن الوصول إلى السنوار يخدم الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بتبرير تقليص مدى العمليات الهجومية وتقصير الحرب، لكن من غير الواضح ما إذا كان يمكن تحقيق هذا الأمر خلال وقت قصير.

بنيامين نتنياهو وكابينت الحرب لديهما هدف واحد، هو محظور إنهاء هذه الحرب بإنجاز هائل لحماس- تحرير سجناء فلسطينيين بجموعهم مقابل تحرير الرهائن الإسرائيليين- بينما التهديد على دولة إسرائيل بقى على حاله، الردع لم يرمم ويحيى السنوار بقى حاكم غزة، بالنسبة للقيادة فى تل أبيب إما القضاء على حماس أو استسلامها.

فإذا وافقت حماس وقيادتها وقادتها العسكريون على ترك القطاع «السنوار، محمد ضيف وآلاف المقاتلين» وسلموا سلاحهم وحرروا المخطوفين- فإن إسرائيل تكون انتصرت فى الحرب، لكن لا أحد يتخيل أن حماس قد تفعل ذلك، فلا يوجد طريق آخر إلا استهداف السنوار كصورة نصر لنهاية تلك الحرب.