المصريون فى الخارج يرسمون صورة مشرفة بالاحتشاد فى أول أيام الانتخابات
انطلقت عملية تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية، اليوم، داخل مقار البعثات الدبلوماسية بالسفارات والقنصليات، وسط تسهيلات عديدة قدمتها لجان التصويت، وإقبال ملحوظ من الناخبين.
ورسم المصريون فى الخارج، الذين توافدوا على مقار البعثات الدبلوماسية المصرية، لوحة مبهرة فى حب الوطن، بعدما حرصوا على المشاركة بكثافة فى بناء مستقبل مصر، تأكيدًا لحرصهم على التعبير عن رأيهم، وأن يكونوا فاعلين فى اختيار من يمثلهم، ويقود البلاد خلال الفترة المقبلة.
وإيمانًا منهم بأن الانتخابات واجب وطنى، وأحد أهم الحقوق الدستورية للمواطنين، لبى المصريون فى الخارج نداء الوطن، وجسدوا انتماءهم الذى لا يتزعزع، بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، حاملين أعلام مصر، فى صورة حضارية ورسالة قوية يبعثونها إلى العالم، من كل بقعة من بقاع الأرض، مفادها أن أبناء مصر فى الداخل والخارج حريصون على الوحدة وإعلاء المصالح العليا للوطن.
وبرهن المصريون فى الخارج من جديد على وطنيتهم، باصطفافهم بأعداد كبيرة أمام اللجان الفرعية بسفارات وقنصليات مصر بالخارج، قبل موعد فتح اللجان المحدد فى الساعة التاسعة صباحًا، معبرين عن حبهم لمصر، رافعين علمها الخفاق ولافتات «تحيا مصر»، ومرددين هتافات وطنية.
وحرص العديد من أبناء الجاليات المصرية على اصطحاب أطفالهم من مختلف الأعمار إلى هذا العرس الانتخابى، حرصًا منهم على غرس روح الوطنية والانتماء فى نفوس صغارهم، الجيل الجديد الذى يبنى مستقبل مصر، مهما بعدت المسافات.
وبرزت مشاهد صور الأطفال مع أسرهم، حاملين أعلام مصر، وحريصين على التقاط الصور الفوتوغرافية فى المقار الانتخابية، بمختلف السفارات والقنصليات، لتسجيل هذه اللحظات التاريخية فى مسيرة مصر الحاضر والمستقبل.
وشهدت اللجان الفرعية الانتخابية فى المقار الدبلوماسية إقبالًا كبيرًا من جانب أبناء الجاليات، خاصة فى العواصم والمدن العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتى توجد بها أعداد كبيرة من المصريين، خاصة أن أمس يوافق يوم عطلة أسبوعية.
وقال علاء سليم، الأمين العام لـ«الاتحاد العام للمصريين»، إن الانتخابات الرئاسية فى الخارج شهدت توافدًا غير مسبوق من الجاليات المصرية، للمشاركة فى هذا العرس الانتخابى، مشيرًا إلى أن الأعداد تخطت النسب المتوقعة وفاقت كل التوقعات.
وأضاف «سليم» أن المصريين وجهوا رسالة لجموع العالم، أكدوا فيها أنهم يستطيعون المشاركة فى بناء الجمهورية الجديدة، ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية الحالية، والاحتشاد بصورة تليق بالمصريين بالخارج.
وتوقع زيادة أعداد الناخبين خلال اليومين المقبلين، خاصة أنهما إجازة رسمية للمصريين بالخارج، ما يبشر بزيادة أعداد المشاركين، مشيدًا بجهود السفارات المصرية والاستعدادات التى تمت على أكمل وجه لاستقبال الناخبين أمس.
وبدأت غرفة عمليات وزارة الهجرة عملها، مساء أمس الأول، لمتابعة تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية، حيث تستقبل استفسارات وأسئلة المصريين بالخارج بشأن العملية الانتخابية وترد عليها، وتذلل أى عقبات تواجههم خلال أيام الانتخابات، للتيسير عليهم فى الإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الدستورى، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للانتخابات.
ورصدت الغرفة توافدًا حاشدًا وإقبالًا كثيفًا من الناخبين بأعداد كبيرة، حيث أشادت بالحضور المشرف للعديد من الجاليات المصرية بالخارج، وفى صدارة المشهد الأعداد الكبيرة فى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.
ودعا عدد من أساقفة وكهنة الكنيسة المصرية فى الخارج، المصريين إلى المشاركة فى الانتخابات، وعلى رأسهم الأنبا سيرابيون، مطران لوس أنجلوس، الذى حث المصريين فى الخارج على الإدلاء بأصواتهم بكثافة.
وقال الأنبا سيرابيون: «أدعو جميع المصريين فى الخارج إلى المشاركة فى الانتخابات وأن يؤدوا واجبهم الوطنى نحو بلادنا الحبيبة مصر من خلال الإدلاء بأصواتهم، تعبيرًا عن اهتمامنا بوطننا الحبيب مصر، والمشاركة الإيجابية نحو تقدمه ونموه، خاصة أن هذه الانتخابات تأتى فى ظروف عالمية صعبة ووسط تحديات كثيرة تواجه بلادنا الحبيبة مصر، لذلك نحن نحمل مصر فى داخلنا ونهتم بكل أمورها، ونجد أنه من واجبنا الوطنى أن تكون لنا مشاركة إيجابية فى هذه الانتخابات، وفى أى حدث آخر يتعلق ببلادنا الحبيبة».
كما دعا الأنبا مارك، أسقف باريس وشمال فرنسا، للمشاركة فى الانتخابات، قائلًا: «التصويت حق لكل مواطن مصرى، ويجب ألا تتنازل عن هذا الحق الدستورى»، مُضيفًا: «تقدم وشارك مع أسرتك، وشجع الآخرين على المشاركة، وحفظ الله شعب مصر من كل شر».
وقال القمص إبراهيم إبراهيم، راعى كنيسة مار مرقس الرسول فى فيينا، إن الكنيسة المصرية بالنمسا حريصة على تحفيز المنتمين إليها لأداء دورهم الوطنى، وتقول لهم إنه «على كل مواطن قبطى على أرض النمسا أن يسارع ويتوجه للسفارة المصرية للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، ويدلى بصوته بكامل حريته لمصلحة الوطن الغالى مصر».
وأضاف أن الصوت الانتخابى الواحد له قيمته، ولا بد ألا يبخل أحد بصوته بل يدلى به بكل حرية، ليكون له دور تنموى فى تقدم مصر الحضارى، ومستقبلها السياسى.
ودعت دار الإفتاء جموع المصريين فى الخارج إلى المشاركة الإيجابية فى الانتخابات، مشددة على أن «المشاركة فى الاستحقاقات الوطنية، وإبداء الرأى الحر الذى تُملِيه مصلحة الوطن واجب وطنى».
وأضافت أن واجب المشاركة فى الاستحقاقات الديمقراطية، ومنها بالطبع الانتخابات الرئاسية، نابع من حبنا لبلادنا وانتمائنا لهذا الوطن، الذى لم يسمح فى وقت من الأوقات لإرادة الشر أن توقف مسيرته، ولا أن تملى عليه شروطها، حتى فى أحلك الأوقات وأقسى الظروف.
وتجرى عملية تصويت المواطنين المصريين بالخارج لمدة ثلاثة أيام، فى ١٣٧ مقرًا انتخابيًا ببعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية بالخارج فى ١٢١ دولة، تم تجهيزها وتزويدها بأجهزة تابلت حديثة يتم الاعتماد عليها لقراءة الرقم القومى أو جواز السفر المميكن للناخب، بالإضافة إلى تجهيز وحدات الحاسب الآلى المتوفرة لدى السفارات ببرامج مخصصة لإدارة العملية الانتخابية. وتتابع وزارة الخارجية عبر غرفة عمليات بمقرها سير العملية الانتخابية وسلاسة إجراءات العملية الانتخابية مع بعثاتها بالخارج، فى إطار تسهيل عملية التصويت للمواطنين المصريين بالخارج، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات.
