رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عثمان خليفة يكشف لـ"الدستور” عن أحدث ترجماته "فيرونا تهبط من التل"

محمد عثمان خليفة
محمد عثمان خليفة

كشف المترجم محمد عثمان خليفة، عن تفاصيل أحدث ترجماته، والصادرة حديثا عن دار العربي للنشر، تحت عنوان “فيرونا تهبط من التل”، من تأليف الكاتب البلجيكي ديمتري فيرهولست.

“فيرونا تهبط من التل”.. حكاية أرملة ذات جمال أسطوري

وقال المترجم محمد عثمان خليفة، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": فيرونا تهبط من التل" من تأليف الكاتب الشاعر البلجيكي  ديمتري فيرهولست، والذي يعد من أهم أدباء الأراضي المنخفضة في أوروبا، الذي تناول النقاد نصوصه المكتوبة باللغة الهولندية بالبحث والدراسة، واعتبروها مصدر إلهام فريد. 

وأوضح محمد عثمان خليفة: كما يعد  ديمتري فيرهولست، وهو  كاتب ساخر له أسلوب صريح في استخدام اللغة، ويمتلك حسًا مرهفًا. وقد نشرت معظم أعماله بأكثر من عشرين لغة، كما حاز على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، والسر في ذلك أن “فيرهولست” استطاع أن يمنح الشخصيات البسيطة التي تعيش على هامش المجتمع صوتًا مسموعًا في الحياة. 

ولفت محمد عثمان خليفة، إلي أن  ديمتري فيرهولست ترجمت له من قبل رواية "أن تأتي متأخرًا"، التي صدرت عن دار العربي للنشر والتوزيع، والتي بدورها أصدرت لنفس الكاتب ترجمة روايتيه "التعساء" و"فندق الغرباء".  

أما عن رواية “فيرونا تهبط من التل”، قال محمد عثمان خليفة: هي رواية رقيقة ودقيقة وأخاذة الأسلوب، يحكي لنا فيها الكاتب وعبر عدد ليس بالكبير من الصفحات حكاية أرملة ذات جمال أسطوري عاشت قصة حب دامت إلى ما بعد الموت.

فمنذ سنوات، شيدت مدام “فيرونا” وزوجها منزلًا لهما على تلة في غابة فوق قرية صغيرة. هناك كانا يعيشان في عزلة، ويعزفان موسيقاهم، ويقطعان الأخشاب خلال فصول الشتاء الباردة. وعندما توفي زوجها، توقع سكان القرية أن تعود صاحبة الجمال الأسطوري إلى القرية، لكن مدام فيرونا كان لديها ما يكفي من الخشب لإبقائها دافئة خلال السنوات التي ستستغرقها لصنع آلة التشيلو - الآلة التي أحبها زوجها.

ويضيف محمد عثمان خليفة: وفي صباح أحد أيام فبراير الباردة، عندما احترق آخر جذع شجرة، انطلقت مدام “فيرونا” عبر طريق القرية، ومعها آلة التشيلو وذكرياتها، وهي تعلم أنها لن تملك العزيمة لصعود التل مرة أخرى.

فهي رواية مؤثرة ودقيقة ومنظمة بشكل مثالي، تحكي قصة حب وعطاء دائم لامرأة وحيدة، وهي زوجة وهي أرملة. وهي رواية آسرة عن الحب والفقد وحياة القرية.

ومن ترجمة رواية “فيرونا تهبط من التل” نقرأ: "عند عودته، يكون الصمت أشد كثافةً مما كان عليه من قبل. ولما تقبل الشجرة هزيمتها تحت وطأة البلطة، وتصرخ وهي تتهاوى، فإن الحياة كلها عندئذ تفر وتتلاشى. تسمع زقزقات.. نعيق.. أغصان تتصدع.. تمطر ريشًا وزغبًا.. وتتقافز الأرانب نحو ملاجئها تحت الأرض. وبرغم كل شيء، فإن التلامس الفعلي للعملاقة بالأرض يكون في هدوء شديد؛ برغم أن عموم الناس يتوقعون صخبًا لحظتها. أما الصخب فيكون في بقية أرجاء الغابة. وبمجرد أن تقدر المخلوقات حجم الضرر الذي وقع، حتى يعود الصمت المقيم. وتتجه العيون والأوراق إلى بقعة الضوء الجديدة التي صارت تلتمع زاهيةً في المكان الذي كانت الشجرة تغطيه. لقد تحرر ذلك المكان، في انتظار أن يشغله شيء ما أو شخص ما. إن حياة الأشجار مثل حياة البشر".