رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما الرسائل الإسرائيلية خلف اقتحام "مستشفى الشفاء"؟

مستشفى الشفاء
مستشفى الشفاء

دخول القوات الإسرائيلية إلى مجمّع الشفاء الطبي في غزة يمثل إحدى الخطوات التصعيدية في الحرب منذ بدء العملية البرية في شمالي القطاع أواخر أكتوبر الماضي، وعلى الرغم من الانتقادات الدولية إلا أن إسرائيل لم تتراجع عن اقتحام المجمع الطبي. فماذا يقف خلف هذه الخطوة؟ 

الأهداف

يتحرك الجيش الإسرائيلي، خلال الفترة الأخيرة، بطريقة منهجية حول المستشفيات في غزة، وفق توجيهات رئيس الأركان هرتسي هليفي، فإسرائيل تريد أن تثبت الاستخدام الواسع لـ"حماس" للمستشفيات والغرف الموجودة تحتها، كقيادات وأماكن يختبئ فيها عناصرها. خاطرت إسرائيل وقامت بخطوة معقدة، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع قلب منظومة "حماس" في عمق مدينة غزة، وبالنسبة لإسرائيل فإن هذه الخطوة تم رسم لها أهداف محددة منها كشف استخدام "حماس" المنشآت الطبية لأغراض عسكرية، بالإضافة إلى العثور على معلومات عن المخطوفين الإسرائيليين.

وقبل اقتحام مستشقى الشفاء، قامت إسرائيل بعملية مشابهة قامت بها وحدة كوماندوس بحرية في مطلع الأسبوع في مستشفى الرنتيسي، الأصغر كثيرًا.

عملية معقدة

وعلى الرغم من قيام إسرائيل بتفاهمات مع الإدارة الأمريكية قبل اقتحام المستشفي، حيث نقلت معلومات لواشنطن بشأن استخدام "حماس" المستشفى ومنشآت طبية أُخرى لأغراض عسكرية. ومع ذلك، طلبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل أن تكون العملية محدودة، والحفاظ على حياة المرضى والأطباء، والامتناع من القيام بهجمات جوية مسبقة على المجمّع. 

قرار الدخول إلى مجمّع الشفاء له علاقة بالمحاولات العملانية التي تراكمت في الأسابيع الأخيرة من القتال. لقد عمل الجيش الإسرائيلي في داخل المستشفيات، وفي معسكرات "حماس" ومؤسساتها الحكومية. مع ذلك، كانت عملية مجمّع الشفاء أكثر تعقيدًا بسبب وجود مئات المرضى فيه، ولأنه يستقطب الاهتمام الدولي، وكان واضحًا أن أي تعقيد في العملية وتدهورها يمكن أن يؤثر سلبًا في صفقة تحرير المجموعة الأولى من المخطوفين، التي يبدو أنها وصلت إلى مرحلة حاسمة، وربما قد يؤثر أيضًا في ردات فعل حزب الله في لبنان.

رسائل

يريد الجيش الإسرائيلي إرسال رسائل لحماس مفاداها أنه على الرغم من أن المقصود عملية توغُّل محدودة الأهداف، فإن قواته لا تخاف من الدخول إلى أي مكان كانت "حماس" تعتقد أنه آمن، كما تعبر الخطوة عن استعداد إسرائيلي للدخول في مواجهة مباشرة، على الرغم من المخاطر مع قلب المنظومة العسكرية والسلطوية لحركة "حماس" في شمالي القطاع.

كما أن التقديرات كانت تشير إلى أن حركة حماس لم تتوقع أن تقوم إسرائيل بمثل هذه الخطوة، مع حقيقة أن عمليات اقتحام المستشفيات تعتبر عملية معقدة ولها تأثير كبير في رد فعل المجتمع الدولي، وفي فرص الدفع قدمًا بإطلاق المخطوفين قريبًا، وأيضًا في سلوك حزب الله على الحدود مع لبنان، لكن رسالة إسرائيل لحماس كانت واضحة بأنها ستقوم بأي شد لضرب حماس بقوة.