رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من زكريا بطرس إلى أشعياء المقاري.. كيف تُقوّم الكنيسة رجال الدين؟

اشعياء المقاري
اشعياء المقاري

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لسيامة دفعة جديدة من القساوسة بيد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في دير القديس العظيم الأنبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس.

أسس وقواعد اختيار الكاهن بالكنيسة 

هناك أسس وقواعد تختار الكنيسة المصرية الكاهن بناء عليها، فيجب أن يكون مشهودا له بحسن السيرة، كما ينعم بخبرة جيدة في العمل الخدمي، من خلال مدارس التربية الكنسية أو أي شعبة آخرى من شعب العمل التطوعي داخل الكنيسة مثل مدراس الشمامسة أو مراكز إعداد الخدام.

وأن يكون ناجحًا في التعامل مع المجتمع وسوق العمل، منتهيًا من أداء الواجب الوطني المشرف بالقوات المسلحة المصرية، وأن يكون صحيح الجسد والنفس حتى يتمكن من خدمة الأقباط بشكل احترافي، كما يجب أن يحظى بتذكية أب اعترافه والذي يشهد بأن حالته الروحية مؤهلة لهذه الخدمة.

ما المطلوب من الراعي في الكنيسة؟

يُطلب من الراعي عدة أمور غاية في الأهمية

  • أولها الاهتمام بخلاص الأفراد روحيًا: من خلال متابعتهم وافتقادهم والتأكد من مدى علاقتهم بالله ومواظبتهم على حضور الفعاليات الكنسية.
  • ثانيها هو التدبير الإداري: لكل ما يخص العمل الكنسي فالكنيسة مؤسسة ولها أمور إدارية كُثُر، لذا يجب على الراعي ان يكون مدبرًا جيدًا لهذه الأمور ولعل أبرزها هو أمور البناء والترميم وتدبير حاجيات الفقراء والمساكين وما شابه.
  • ثالثها الحرص العقيدي: فيجب على الراعي أن يكون على دراية عقيدية جيدة تسمح له بعدم التفريط بالفكر العقيدي لدى الكنيسة التي يخدم بها حتى لا يصاب الشعب باللاطائفية.
  • بث روح الجماعة: إذ يتعامل الراعي مع زملاؤه من الراعي لذا يجب أن يكون محبًا لهم غير مفرقًا للجماعات، وكذلك يتعامل مع شعب من الأقباط لذا يجب أن يكون هادئًا على خبرة مع التعامل مع النفس البشرية وتحمل ضعفاتها.

كيف تتعامل الكنيسة مع المقصر؟

وقال مصدر كنسي مطلع في تصريح خاص لـ"الدستور"، إنه لا تحكم الكنيسة على أحد مقصر إلا بعد تكوين لجنة للتحقيق الكنسي، ففي حال إثبات إدانة راعي في خطأ ما فيتم توجيه لفت نظر مع عقوبة مبسطة، وإذا تكرر يقرر الأسقف الذي يتولى تدبير شؤون الإيبارشية العقاب اللازم.

وأضاف المصدر، أن هناك أنواع من العقوبات، فعلى سبيل المثال قد يُنقل الكاهن من كنيسته ليبدأ حياته الرعوية من جديد في كنيسة أخرى، وقد يوقف عن العمل الرعوي فترة، وإذا كان الأمر جلل قد تصل العقوبة إلى الشلح في حالة ثبوت التورط في إدانات أخلاقية أو عقيدية كبرى.

ما الشلح؟.. (الراهبين أشعياء المقاري ودانيال البرموسي مثالا)

"الشلح" هو أن تسحب الكنيسة عن الفرد وظيفته الكهنوتية، فيعود إلى أصله الذي كان عليه قبيل حصوله على هذه الرتبة، وهو ما قد حدث مع وائل سعد تواضروس، الذي كان راهبا يحمل اسم أشعياء المقاري، إذ سحبت عنه الكنيسة رتبته الرهبانية ليعود في التعامل مع المجتمع إلى اسمه الأصلي، وذلك بعد ثبوت تورطه في اغتيال الأنبا ابيفانيوس رئيس الدير الذي كان مترهبا به.

كما حدث الأمر ذاته مع راهب آخر يدعى دانيال البرموسي، والذي يعتلي منبرا من منابر الكنيسة الإنجيلية في شبرا مصر حاليا، تحت شعار الأب دانيال بعدما تزوج، إذ قد ثبت تورطه بالصوت والصورة في أفكار عقائدية مخالفة لعقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتقرب إلى الشكل الكارزماتي التي يعبر عن بعض الكنائس الإنجيلية مثل الحركة الخمسينية.

خلع الزي الكهنوتي (الأب أندراوس إسكندر مثالا)

وقد يقوم كاهنا بخلع زيه الكهنوتي برغبته وهو ما قد حدث مع الأب أندراوس إسكندر الذي يخدم الآن تحت عباءة الكنيسة الانجيلية، تحت شعار (الاب اندراوس اسكندر) وهو كان كاهنا من البحيرة، أعلن خلع زيه الكهنوتي بملئ إرادته إذ رأى أن أفكاره وممارساته قد يمكن أن تتسبب بالحرج للكنيسة القبطية، فخلع زيه الكهنوتي بملئ إراته ليخدم بالطريقة التي يراها تناسبه. 

إخلاء الطرف (القمص زكريا بطرس مثالا)

وهناك نوع أخر من العقوبات يمكن أن توقعه الكنيسة وهو إخلاء الطرف، إذ أنه حينما يخلى طرف كاهن من الكنيسة فبذلك يفقد دوره الوظيفي مثل ما حدث مع القمص زكريا بطرس، فهو لا يعد راعيا على كنيسة الآن ولا يتقاضى أجرا نظير ذلك من الكنيسة، إنما له صفة كهنوتية تسمح له بممارسة الطقوس الدينية ولكنه دون كنيسة، له أن يرأس القداس ويتمم طقس الاعتراف ولكنه بلا كنيسة.