رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى أيرلندى: الغرب اتحد للدفاع عن أوكرانيا ثم دعّم الاحتلال فى فلسطين

بول ميرفى
بول ميرفى

- مصالح الغرب المالية وراء اهتمامه بأطفال كييف وتجاهل نظرائهم فى غزة

- إسرائيل تنوى إيقاع «نكبة جديدة» بطرد أكثر من مليون شخص فى غزة

حذر بول ميرفى، عضو الهيئة التشريعية الأيرلندية، من محاولات إسرائيل خلق «نكبة جديدة» للشعب الفلسطينى، عبر إجبار أكثر من مليون من سكان غزة على النزوح، من خلال استمرار عدوانها الغاشم على القطاع.

وانتقد النائب السابق فى البرلمان الأوروبى، خلال حواره التالى مع «الدستور»، ازدواجية المعايير الواضحة لدى الحكومات الغربية، التى هبت واتحدت للدفاع عن أوكرانيا ضد العدوان والاحتلال، ثم دعمت مثل هذا العدوان والاحتلال فى غزة.

■ بداية.. كيف ترى الدور المصرى فى تهدئة الأوضاع فى غزة؟

- الشعب المصرى يؤيد بأغلبية ساحقة الشعب الفلسطينى، بما فى ذلك حق فلسطين فى المقاومة.

■ لماذا تدعم بعض الدول الغربية إسرائيل رغم استهدافها آلاف الأطفال والنساء فى غزة؟

- لسوء الحظ، فإن الطبقة الرأسمالية الغربية تدعم إسرائيل، لأنها تخدم مصالحها فى المنطقة. ولهذا السبب تقدم الولايات المتحدة مليارات الدولارات سنويًا مساعدات عسكرية لإسرائيل، ويمنح الاتحاد الأوروبى وصولًا سهلًا للبضائع الإسرائيلية إلى السوق الأوروبية.

إنهم يتظاهرون بالاهتمام بوفيات الأطفال عندما تكون مصالحهم مهددة، كما هو الحال فى أوكرانيا. لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإنهم يغضون الطرف.

■ إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين.. كيف تنظرون إلى ذلك؟

- أعتقد أنه أصبح من الواضح أكثر أن إسرائيل تنوى إيقاع «نكبة جديدة» بالشعب الفلسطينى. ويبدو أنهم يريدون طرد أكثر من مليون شخص من النصف الشمالى من غزة، فى حين يشجعون أيضًا المستوطنين اليمينيين على الاستيلاء على المزيد من أراضى الضفة الغربية.

■ إلى أى مدى تزيد أوامر الإخلاء التى أصدرتها إسرائيل من صعوبة الحلول الدبلوماسية؟

- طالما استمرت السلطات الإسرائيلية فى إطلاق القنابل وإصدار أوامر لسكان غزة بمغادرة منازلهم، فإننى لا أرى حلًا دبلوماسيًا. وفى الوضع الحالى فإن الحل الدبلوماسى الوحيد الذى سيقبلونه هو طرد الشعب الفلسطينى.

■ هل تعتقد أن الفلسطينيين سيقبلون الخروج من غزة؟

- أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تخلق أكثر من مليون لاجئ إضافى، فى حين تسيطر إسرائيل بشكل مباشر على نصف قطاع غزة. وسيكون هذا بمثابة كابوس بالنسبة للمطرودين بالطبع وللشعب الفلسطينى ككل.

■ يتهم العديد من التقارير الإدارة الأمريكية بـ«ازدواجية المعايير» فى التعامل مع غزة.. كيف ترى هذا؟

- أعتقد أن المعايير المزدوجة المثيرة للاشمئزاز واضحة جدًا. لقد اتحد العالم الغربى كله فى الحديث عن حقوق الشعب الأوكرانى فى الدفاع عن نفسه ضد العدوان والاحتلال. لكنه الآن يتحد فى الحديث عن حق إسرائيل فى «الدفاع عن نفسها»، رغم أن إسرائيل هى المعتدية والمحتلة، وذلك لأنهم لا يهتمون بالناس العاديين فى أوكرانيا أو فى غزة، بل يهتمون بمصالحهم المالية والاستراتيجية.

■ كيف يمكن وقف التصعيد فى غزة الآن؟

- أعتقد أنه يجب أن تكون هناك حركة جماهيرية عالمية للضغط على حكوماتنا من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف قصفها. هناك بالفعل احتجاجات ضخمة تحدث على مستوى العالم، ونحن بحاجة إلى بنائها.

فى أيرلندا على سبيل المثال، نحاول الضغط على حكومتنا لطرد السفير الإسرائيلى، من أجل إرسال إشارة إلى جميع أنحاء العالم. كما ندعو إلى استقالة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين. لقد تلطخت يداها بالدماء، بعد أن أعطت الضوء الأخضر الفعال لهجوم الإبادة الجماعية الذى ارتكبته إسرائيل.

■ هل يمكن لبلدكم أن تقود مبادرة لوقف إطلاق النار أو فتح ممر إنسانى؟

- سنحاول نحن اليسار الاشتراكى الضغط على الحكومة الأيرلندية لحملها على قيادة مبادرة لوقف إطلاق النار. وفى الوقت الحالى، تدعو الحكومة الأيرلندية إلى وقف إطلاق النار. قالت أيضًا إنها سعيدة بدعوة الاتحاد الأوروبى إلى «هدنة إنسانية». نعتقد أن هذا ليس كافيًا، فكرة أن المذبحة الإسرائيلية ستتوقف لبضعة أيام ثم تبدأ من جديد.

■ كيف أسهمت دعوات المقاطعة فى الضغط على قوات الاحتلال لوقف جرائمها؟

- أعتقد أن حركة المقاطعة على مستوى العالم ساعدت فى تحويل الرأى العام فى الغرب بعيدًا عن دعم إسرائيل، من خلال فتح النقاش حول سياسات الفصل العنصرى. ونحن الآن بحاجة إلى تكثيف الجهود لعزل إسرائيل دوليًا، وللمساعدة فى منح الثقة للشعب الفلسطينى ومؤيديه فى المنطقة وفى جميع أنحاء العالم، للانتفاض ضد هذا النظام.