رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النائبة الأوروبية كلير دالى: إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية بدعم أمريكى.. ونفاق الغرب أصبح مرئيًا للجميع

عضو البرلمان الأوروبى
عضو البرلمان الأوروبى كلير دالى

- أمريكا وأوروبا غير مهتمتين بأرواح المدنيين بعد أن منحتا رخصة القتل لإسرائيل

 - الغرب استخدم أوكرانيا لغسل الأموال لصالح المجمع الصناعى العسكرى وتقويض روسيا

نددت السياسية الأيرلندية عضو البرلمان الأوروبى، كلير دالى، بالجرائم التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، والعمل على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معربة عن تقديرها الموقف المصرى وجهود القاهرة لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، مع تفهم سبب عدم قدرتها على فتح الحدود لاستقبال اللاجئين، كى لا تسهم فى خلق نكبة جديدة. وحمّلت السياسية الأيرلندية، فى حديثها مع «الدستور»، إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى المسئولية عن الإبادة الجماعية التى تحدث للفلسطينيين فى قطاع غزة المحاصر، منتقدة ازدواجية المعايير لدى الغرب فى تعامله مع الأزمة، مؤكدة أن الحل الوحيد للأزمة هو الوقف الفورى لإطلاق النار مع التسوية السياسية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وضمان حق الفلسطينيين فى تقرير المصير.

 

■ بداية.. ما موقف أيرلندا من التصعيد الحالى فى قطاع غزة؟

- أيرلندا، باعتبارها دولة كانت محتلة حتى وقت قريب نسبيًا، هى دولة محايدة، وهذا ما يجعلها مؤهلة بشكل مثالى للتقدم وعرض التوسط للوصول إلى وقف لإطلاق النار، خاصة أنها تنتمى للمجتمعات الغربية، وتتمتع بنفوذ فى أوروبا، ولها علاقات جيدة بالولايات المتحدة.

ورغم ذلك، فإنى لا أعتقد أن حكومتنا فى أيرلندا لديها القدرة على القيام بدور فى هذه الأزمة، لأنها خاضعة للاتحاد الأوروبى إلى الحد الذى يجعلها غير قادرة على كسر الصفوف، كما أن رئيسنا رجل طيب، لكنه لا يستطيع التصرف بشكل مستقل عن الحكومة، ولكن ربما مبادرة بابا الفاتيكان وبعض الزعماء الدينيين ورؤساء بعض الدول فى الغرب قد تدفع نحو حل الأزمة عوضًا عن ذلك.

■ كيف ترين الدعم الغربى السافر لإسرائيل؟

- الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على وجه الخصوص يتحملان المسئولية عن منح إسرائيل رخصة العقاب الجماعى غير القانونى والإبادة الجماعية والتطهير العرقى، فإسرائيل على ما هى عليه الآن لأن الولايات المتحدة مكّنتها من أن تكون كذلك، وهم فى واشنطن يدعمونها إلى أقصى الحدود؛ لتكون عاملًا مزعزعًا للاستقرار فى المنطقة لتقويض دول مثل إيران، كما أنهم لا يهتمون على الإطلاق بخسارة أرواح المدنيين فى غزة أو فى أى مكان آخر، وكذلك الأمر فى الاتحاد الأوروبى تحت قيادته الحالية، فهو يتبع كل ما تفعله الولايات المتحدة.

وقد سبق أن دعا الاتحاد الأوروبى فى أزمات مماثلة إلى وقف إطلاق النار، لكنه لن يفعل ذلك الآن، حيث إنه فقد شرعيته فى أعين مواطنيه، ولن يتمكن أبدًا من إلقاء المحاضرات على بقية العالم بعد أن أصبح نفاقه موجودًا ليراه الجميع.

■ كيف تصفين ازدواجية المعايير فى الغرب كما ظهر أثناء التعامل مع أزمتى أوكرانيا وغزة؟

- هناك ازدواجية كبيرة فى المعايير الغربية والأمريكية فيما يتعلق بالتعامل مع أوكرانيا وغزة، فقد دعموا أوكرانيا بسبب تعرضها للغزو غير القانونى من قبل جار أكبر، وهو روسيا، وكانت أوكرانيا الضحية، والآن تقوم واشنطن بتسليح أوكرانيا لمساعدتها على كسب الحرب، والحقيقة هى أنه لا يوجد حل عسكرى، وأنهم كانوا يستخدمون أوكرانيا فقط لغسل كميات هائلة من الأموال لصالح المجمع الصناعى العسكرى، وتقويض روسيا. ولا يغيب هذا الأمر عن المواطنين فى الولايات المتحدة أو فى الاتحاد الأوروبى، فسوف يدفعان ثمنًا باهظًا بسبب معاييرهما المزدوجة، فالغرب وواشنطن ليس لديهما قيم، ولكن فقط مجرد مصالح.

■ ماذا عن قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار؟

- كان التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة البداية، لكن إسرائيل ستستمر فى فعل ما تفعله حتى تأمرها الولايات المتحدة بعدم القيام بذلك، ولكن يجب أن يستمر الضغط الشعبى الذى نشهده فى جميع أنحاء العالم مع المطالبة بوقف إطلاق النار، وحظر الأسلحة ومقاطعة البضائع والفعاليات الإسرائيلية، فإما ذلك وإما سيكون هناك تصعيد يشمل دولًا أخرى فى المنطقة، وستكون نتيجته مختلفة عن أى شىء رأيناه من قبل، وإلا فإننا أيضًا سنرى ذبح عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

■ لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى ملف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ورفض مخططات التهجير.. فكيف رأيتِ ذلك؟

- أقدّر أن مصر حاولت تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وأتفهم سبب عدم قدرتها على فتح الحدود لاستقبال اللاجئين من غزة، فالإسرائيليون استخدموا هذا المكان كساحة قتل، مع تدمير الأرض حتى لا يمكن للناس العودة إليها أبدًا، وهو ما من شأنه أن يسهل حدوث نكبة أخرى.

وأوامر الإخلاء الإسرائيلية لسكان قطاع غزة غير قانونية وغير قابلة للتطبيق وغير مسئولة فى أحسن الأحوال، وفى أسوأ الأحوال هى دعوات متعمدة للتطهير العرقى ولإخراج الناس من أراضيهم وعدم العودة إليها أبدًا، فلا يمكن إجلاء ٢.٣ مليون شخص بهذه الطريقة والحرب مستعرة.

■ برأيكِ.. كيف يمكن وقف مخططات التهجير وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى؟

- الحل الدبلوماسى الوحيد هو الوقف الفورى لإطلاق النار، مع التسوية السياسية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وضمان حق الفلسطينيين فى تقرير المصير.