رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل مثيرة.. "طوفان الأقصى" تكشف تفوق الفصائل الفلسطينية على التكنولوجيا الإسرائيلية

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن المرة الأخيرة التي تعرض فيها الإسرائيليون لصدمة أمنية كبرى كانت قبل 50 عامًا، وتحديدًا بعد حرب أكتوبر 1973 أو حرب يوم الغفران، عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل بهجوم شامل، واليوم ارتكب المسئولون الإسرائيليون نفس الخطأ واستهانوا بحركة حماس، كما استهانوا من قبل بقوة مصر، حيث كشفت تحقيقات عملية طوفان الأقصى عن تفاصيل مثيرة وهشاشة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية أمام الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس.

فشل استخباراتي إسرائيلي ومخاطرة بالقضاء على حماس

وتابعت أن حرب أكتوبر كانت مثالا حيا على فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية بشأن العمليات الكبرى، وبناء حلقة من ردود الفعل، التي تعزز تحيزاتها وتعميها عن التغيرات في بيئة التهديد"، كما يقول بروس ريدل، كبير محللي شئون الشرق الأوسط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وأضافت أنه في عهد أربعة رؤساء وزراء مختلفين، قررت إسرائيل مرارًا أن إعادة احتلال غزة والقضاء على حماس من شأنه أن يودي بحياة الكثير من الناس ويلحق ضررًا بالغًا بسمعة إسرائيل الدولية.

وأشارت إلى أن إسرائيل أدركت أن حماس، تزداد قوة بمرور الوقت، لكن المسئولين اعتقدوا أن بإمكانهم احتواء حماس من خلال شبكة واسعة من الجواسيس، وأدوات مراقبة متطورة، من شأنها أن تقدم تحذيرات مبكرة من الهجوم والتحصينات الحدودية لردع أي هجوم بري لحماس، كما اعتمدت على نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" في اعتراض الصواريخ والقذائف التي تطلق من غزة.

وأوضحت أن هذه الاستراتيجية، التي أكدها العديد من المسئولين الإسرائيليين، أتت ببعض الثمار، فعلى مر السنين، سمح استثمار إسرائيل في اختراق الدائرة الداخلية لحماس في غزة لإسرائيل بالكشف عن خطط المجموعة الهجومية، وأدى في بعض الأحيان إلى اغتيال قادة حماس.

وأكدت الصحيفة أن المسئولين الإسرائيليين يدركون جيدًا أن حماس ليست منظمة إرهابية، وإنما تهديد إقليمي فقط لوجود إسرائيل.

أسطورة الجدار الذي لا يقهر

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن المسئولين الإسرائيليين كان لديهم اعتقادً راسخ بأن "الجدار العازل"، وهو جدار خرساني مسلح يبلغ طوله حوالي 40 ميلًا فوق وتحت الأرض، سيغلق غزة بإحكام، وقال أربعة ضباط عسكريين إسرائيليين كبار، إن هناك أيضًا نظام مراقبة على الحدود يعتمد بشكل شبه حصري على الكاميرات وأجهزة الاستشعار وأنظمة "التصويب"، التي يتم تشغيلها عن بعد.

ويعتقد كبار المسئولين العسكريين الإسرائيليين أن الجمع بين أنظمة المراقبة عن بعد والمدافع الرشاشة والجدار الهائل، من شأنه أن يجعل من المستحيل تقريبًا التسلل إلى إسرائيل، وبالتالي تقليل الحاجة إلى تمركز عدد كبير من الجنود في القواعد.

وتابعت أن عملية "طوفان الأقصى" كشفت عن مدى هشاشة تلك التكنولوجيا، واستخدمت المجموعة طائرات بدون طيار متفجرة، مما أدى إلى تدمير هوائيات الهواتف الخلوية وأنظمة إطلاق النار عن بعد التي تحمي السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.

تفاصيل التحقيقات الإسرائيلية في طوفان الأقصى

وأضافت أنه للتغلب على تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية القوية، بدا أن مقاتلي حماس يفرضون انضباطا صارما بين صفوف الجماعة لعدم مناقشة أنشطتها على الهواتف المحمولة، وقال أحد المسئولين الأوروبيين إن هذا سمح لهم بتنفيذ الهجوم دون اكتشافهم.

وأشارت إلى أنه ربما تكون حماس قد تعلمت هذا الانضباط العملياتي من حزب الله، الذي أربك القوات الإسرائيلية لفترة طويلة في ساحة المعركة من خلال تقسيم مقاتليها إلى وحدات أصغر من الأصدقاء أو الأقارب، وفقًا لمسئولين لبنانيين لهم علاقات بالجماعة.

وقال جندي إسرائيلي كان قريبا من السياج الحدودي وقت عملية طوفان الأقصى: "تلقينا رسائل مفادها أن ثمة هجوم على كل خط في الجدار، في كل تقارير، كانت تأتي أسراب من المقاتلين، ولم يكن لدى القوات الوقت الكافي للحضور وإيقاف ذلك، كانت هناك حشود من مقاتلي الفصائل الفلسطينية، وكان هناك حالة ذهانية، وقيل لنا ببساطة أن خيارنا الوحيد هو أن نهرب للنجاة بحياتنا".

وفي محادثة مع المحققين العسكريين بعد أسبوعين من الهجوم، شهد الجنود الذين نجوا من الهجوم أن تدريبات حماس كانت دقيقة للغاية، لدرجة أنها دمرت صفًا من الكاميرات وأنظمة الاتصالات وقال أحدهم:  "تم إيقاف تشغيل جميع شاشاتنا في نفس الثانية تقريبًا، وكانت نتيجة كل هذا العمى شبه الكامل في صباح يوم الهجوم.

وأضافت الصحيفة أنه بعد توقف القتال، عثر الجنود الإسرائيليون على أجهزة لاسلكي محمولة على جثث بعض مقاتلي حماس وهي نفس الأجهزة التي قرر مسئولو المخابرات الإسرائيلية قبل عام أنها لم تعد تستحق المراقبة.