رفعت المحجوب.. رجل الدولة الشجاع
فى عصر ١٢ أكتوبر ١٩٩٠، كان رئيس مجلس الشعب، رفعت المحجوب، قد انطلق بسيارته من المجلس فى طريقه لمنزله، ولكن بمجرد أن بدأت السيارة فى التهدئة على طريق الكورنيش، فوجئ سائقه وحراسته بوابل من الرصاص فى اتجاههم، من مجموعة ملثمين كانوا يستقلون دراجات نارية، لترتقى روحه فورًا، بعد إصابته بـ٨٠ طلقة.
كان «المحجوب» صاحب مواقف سياسية ثابتة، وأولى محطاته السياسية حين كان عميدًا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حتى عُين رئيسًا لمجلس الشعب «النواب حاليًا» فى فترة رئاسة الرئيس الراحل حسنى مبارك ٢٣ يناير ١٩٨٤.
وُلد فى مدينة الزرقا فى محافظة دمياط، وتلقى تعليمه، حتى نال شهادة ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام ١٩٤٨، واستكمل الدراسات العليا فى القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا عام ١٩٥٠، وحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد من جامعة باريس عام ١٩٥١، ودكتوراه الدولة فى الاقتصاد من جامعة باريس عام ١٩٥٣.
حظى بكثير من التقدير والتكريمات، فقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٦٣، من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٧٥ من الرئيس السادات، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام ١٩٨٠.
عُرف عن «المحجوب» على مدار مسيرته فى العالم السياسى أنه من الشخصيات المضيئة، والأسماء البارزة، فيقول عنه الدكتور مصطفى الفقى، فى كتابه «سنوات الفرص الضائعة»: «المحجوب من العلامات المضيئة فى تاريخ العمل السياسى والبرلمانى لدينا».
ويبدى «الفقى» إعجابه بخطابات «المحجوب»، فكتب: «نطقه راقٍ ولغته فصيحة، وتشكيلات لا يوجد بها خطأ، فالمحجوب من الشخصيات التى تأثرت بها من ناحية الأناقة أو الحفاوة بترتيب الفكرة والاهتمام بالنص».
