رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أدارت مصر أزمة الغاز الطبيعي وحولته إلى فائض.. دراسة تجيب

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

أوضحت دراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الآليات والسبل التي اتبعتها الدولة المصرية على مدار السنوات القليلة الماضية للخروج من أزمة الغاز الطبيعي وتحويله من عجز إلى فائض.

وأشارت الدراسة بعنوان " حكاية وطن.. الغاز الطبيعي من العجز إلى الفائض" أن أزمة الغاز الطبيعي مرت بالعديد من المراحل حتى تحولت مصر من دولة مستوردة سنويًا له إلى دولة منتجة ومصدرة له، موضحة أن الدولة المصرية مرت برحلة شاقة لتحويلها من دولة مستهلكة للغاز بمليارات الدولارات سنويًا إلى دولة مُصدرة له خلال الفترة من 2014 إلى 2023.

أضافت الدراسة أن الغاز الطبيعي هو الوقود الأكثر استهلاكًا في مصر وفقًا للتقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في أبريل عام 2022، مشيرة إلى أن أزمة الغاز الطبيعي في مصر ظهرت منذ عام 2014 كنتيجة لما حدث خلال الفترة ما بين 2011 و2014 حتى بلغ العجز في الغاز الطبيعي 8.9 مليار متر مكعب في عام 2016.

التحول من العجز للازدهار

في عام 2014، وضعت مصر خطتها للتحول من دولة مستهلكة للغاز إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول بالإضافة إلى مساهمتها في توفير احتياجات الأسواق العالمية من الطاقة والغاز الطبيعي، وذلك من خلال العديد من الآليات التي تُعد أولها هو وضع استراتيجية قومية لجذب الاستثمارات الأجنبية فيما يخص البحث والتنقيب عن البترول والغاز نظرًا لما تمتلكه مصر من بنية تحتية قوية تتمثل في موانئ وشبكات ومصانع متخصصة في الطاقة.

كما عملت مصر أيضًا على تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط ليكون النقطة المحورية والفاصلة في قدراتها على إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، ركزت مصر على ترسيم الحدود بينها وبين الدول المجاورة مثل ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان والسعودية من أجل الاستفادة من الثروات الطبيعية في قاع البحار بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدول أي حوالي 200 ميل بحري من خط الأساس البري للدولة، وفقًا للقانون الدولي.

نتج عن ذلك، تشجيع وزيادة الاستثمارات في مجال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي والبترول حيث تم توقيع 120 اتفاقية باستثمارات 22.3 مليار دولار كحد أدنى. بالإضافة إلى حفر 452 بئر خلال هذه الفترة والعديد من الاكتشافات التجارية العملاقة من الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط مثل حقول آتول وحقول الإسكندرية وحقل ظُهر الذي ينتج يوميًا 2.7 مليار قدم مكعب من الطاقة.