رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير رخا أحمد حسن: مصر تؤيد فلسطين وتدعو لتهدئة الأوضاع

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

استيقظت المستوطنات الإسرائيلية في السادسة والنصف صباح السبت، على صفارات الإنذار المدوية، كانت تلك الإشارة من كتائب القسام وسرايا القدس، بأن عاصفة الصواريخ على وشك أن تنطلق، وبالفعل، ما هي إلا لحظات حتى انطلقت مئات الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية، تاركة وراءها ألسنة لهب ودخان، وسقطت بعض الصواريخ في مدينة عسقلان، مشعلة النيران في السيارات والمنازل.

وفي الوقت نفسه، كان رجال المقاومة يتسللون الحدود نحو مدينة سديروت، حيث دوت أصوات إطلاق النار والاشتباكات، ونجح البعض منهم باقتحام إحدى المستوطنات المجاورة، مرددين هتافات النصر، كما نفذ مقاوم فلسطيني عملية اقتحام جريئة، هبط فيها بمظلته في إحدى تلك البلدات، في مشهد أثار الرعب في قلوب المستوطنين، وأعاد الأمل إلى قلوب أهل غزة المحاصرين. 

ونجحت كتائب القسام في الدخول إلى عقر دارهم، فتلبدت سمائهم بدخان 5000 صاروخ -كما أعلنت كتائب القسام في بيانها- وبوابل من الحمساوية يدخلون إلى المستوطنات لأسر العديد من الإسرائيليين، وكان من بينهم قائد المنطقة الجنوبية في جيش إسرائيل.

وهذا التصعيد الذي بدأت به حماس، كان ردًا منها على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، لكن في الوقت الحالي تحاول جميع الدول على رأسها مصر لتهدئة الأوضاع بين الطرفين.

عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: يجب وقف التصعيد لعدم تكافؤ القوى

وعن ذلك، تحدثت "الدستور" مع السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، الذي قال إن رد فعل مصر تجاه ما حدث في فلسطين ظهر في بيانها الأول، والذي طالبت فيه بوقف التصعيد وعودة المفاوضات، لعدم تكافؤ القوى المتحاربة بين إسرائيل التي من المفترض أنها تملك جيش عسكري وبين حركة سياسية، معتبرًا أن ما قامت به حماس هو رد فعل لاستفزازات الإسرائيليين لهم، من قتل المدنيين وهدم منازلهم وتدمير مزارعهم والانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، ما أدى إلى انفجار طبيعي.

وأوضح "حسن" أن مصر تحاول قدر استطاعتها احتواء الموقف، لأنها لا تريد تدمير غزة، لكن على الجانب الإسرائيلي أن يستفيد من الدرس الذي تلقاه من قبل جماعة حماس، فتأمينهم المستوطنات من خلال تسليح المستوطنين فشل، أيضًا المراقبة بالكاميرات المستمرة وانتهاك المقدسات والمدنيين لم يُجدي، لذا على إسرائيل أن تخضع للمفاوضات، فهي لن تنعم بأمان طالما لم ترضخ لذلك، فكما قال الرئيس السادات في خطابه بالبرلمان عام 1977م، أن إسرائيل لن تنعم بسلام وأمان طالما لم تُحل القضية الفلسطينية.

وأكد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن مصر تؤيد فلسطين، لكن خوفًا عليها من رد الفعل الإسرائيلي الذي يواجه انقسامات بين السياسيين والقانونيين وجميع الأطياف بها، فإن ذلك سيجعل رد الفعل على فلسطين عنيف، لذا فهم بحاجة إلى التهدئة، وأن تدرك إسرائيل الواقع بأن تعترف بالدولة الفلسطينية وتلتزم بالحدود التي أُقرت لها من قبل 138 دولة في العالم بحسب اتفاق أوسلو عام 1994م.

اتفاقية أوسلو

يذكر أنه من أهم بنود اتفاقية أوسلو التي تمت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية: تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على 78% من أراضي فلسطين – أي كل فلسطين ما عدا الضفة الغربية وغزة، وخلال 5 سنوات تنسحب إسرائيل من أراضِ في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان 1.5% من أرض فلسطين، كما تقر إسرائيل بحق الفلسطينيين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة).