رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطفال فلسطين يكشفون للدستور أمانيهم وطموحاتهم في يوم الطفل العربي

أطفال فلسطين
أطفال فلسطين

يوم الطفل العربي، يوم سجل للتاريخ منذ استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة عام 2000، ومنذ ذلك اليوم يحتفل الطفل العربي بهذا اليوم.

وعلى الرغم من مرور أكثر 23 عاما، فالطفل الفلسطيني ما زال يعاني من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في كافة المدن الفلسطينية المحتلة من الضفة الغربية والقدس وجنين ونابلس وحتى قطاع غزة.

هناك مئات الأطفال يعانون من الاعتقالات التعسفية، الإصابات، المواجهات مع الاحتلال لدرجة تصل إلي الاستشهاد برصاص الاحتلال.

وقبل قليل، أصيب طفل فلسطيني بالرصاص الحي جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي علي مدينة نابلس.

قبل يومين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الأطفال من منطقة باب العامود لم تتجاوز أعمارهم الـ8 سنوات.

تواصل “الدستور” مع مجموعة من الأطفال الفلسطينيين من مختلف المدن الفلسطينية للتعرف على آمالهم وطموحاتهم وأمنياتهم بيوم الطفل العربي.

حنتولي: أحلم العيش بسلام وبحرية كباقي أطفال العالم بعيدا عن رصاص الاحتلال

قال أمير فادي ثمين حنتولي، يبلغ من العمر ١٠ سنوات، من سيلة الظهر بمحافظة جنين، بالصف الرابع الابتدائي، إن حلمه وأمنيته بيوم الطفل أن يزول الاحتلال عن بلاده يوما ما وأن يعم السلام.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور"، أنه يحلم بأن يعيش باقي أطفال العالم بحرية وسلام بعيدا عن رصاص الاحتلال والعدوان المستمر.

أمير حنتولي

وعن طموحاته بالمستقبل، قال “حنتولي” إنه يحلم بأن يصبح طبيبا في المستقبل، وعند سؤاله لماذا اختار تلك المهنة، قال بصوت يملؤه التحدي والثقة لكي أخفف آلام الناس وأعالج ما يتعرضون له.

ينتسب حنتولي لأكاديمية نادي شباب سيلة الظهر ويتدرب من خلالها على لعبة كرة القدم وكرة السلة ومن طموحاته أن يكون ضمن فريق المنتخب الفلسطيني وأن يشارك في المستقبل في مباريات على مستوى الاندية.

كما يتمني المشاركة في الحفلات الشعبية والأعراس ضمن فقرة الدبكة الشعبية الفلسطينية والتي يتقنها باحتراف.

محمد جمال: أتمنى تتحرر بلادي ونقضي على الاحتلال ولن نستسلم أبدا

ومن جنين، قال محمد جمال صاحب الـ15 عاما، وانتشرت صورته مؤخرا وهو يحمل نعش أحد شهداء الاحتلال في جنين، علي الرغم من صغر سنه، إنه تعرض لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال وأصيب بحالة اختناق غاز وإصابة بالرصاص المطاط.

وعن تفاصيل إصابته، قال جمال في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، فات الجيش وكنت بالشارع، وكانت قوات الجيش أمامهم وخلفهم وحاصرهم، ولم أستطيع التحرك لأي اتجاه، وبدأنا برمي الحجارة تجاه قوات الاحتلال، فيما نزلت قوات الاحتلال من سيارات الجيب وأطلق الرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز.

وأشار جمال إلى أنه أصيب برصاص الاحتلال المطاط، والاختناق، فيما أصيب شاب آخر بجواره بالرصاص الحي وتم نقله للمستشفى.

محمد جمال وهو يحمل نعش صديقه الشهيد

وانتشرت صورة مؤخرا لحمال أثارت تعاطف المئات حول العالم، وهو يحمل نعش صديقه الشهيد محمد عرعراوي الذى استشهد قبل أسابيع قليلة، وحول إحساسه بتلك اللحظات، قال جمال شعور محزن جدا، كل يوم نفقد صاحب ونفقد أخ لنا، قبل يوم يكون جالس معنا، وباليون التالي نسمع خبر استشهاده، شعور لا يوصف الصراحة تقطع قلبي عليه".

وأوضح جمال أن عرعراوي لم يكن صديقه الأول الذى يستشهد برصاص الاحتلال، قائلا قبله كان هناك قيس جبارين، عبدالله الحصري، أما الإصابات والجرحي لا تعد ولا تحصي.

وعن موقفه من الهجرة أو السفر خارج فلسطين حيث الفرصة للحياة والعمل والاموال، قال جمال اختار فلسطين دائما وأبدا، لو مال الدنيا كله لن أطلع من بلدي ووطني وصحابي، هذه الارض ولدت بها وسوف أموت بها.

وحول السر في البقاء على الرغم من الانتهاكات المستمرة واستمرار لمسلسل الدم وفقدان الأصدقاء والأهل، قال جمال عادي يروح واحد يجي عشرة، نحن لن نستسلم، نعن نحزن، نتعب، لكن لا نستسلم أبدا".

وعن أمنياته وطموحاته ومطالبه بيوم الطفل العربي، قال جمال، "أتمني تتحرر بلادي ونعيش حياة حلوة وحياة خير وسلام علينا، ونصير ايد واحدة على جيش الاحتلال ونصير نحب الخير لبعض".

جمال بالصف العاشر ويستعد لمرحلة الثانوية العامة، يتمني الالتحاق بكلية الطب، لعله يستطيع أن يطيب الجروح التي يتعرض لها الفلسطينيين.

استشهاد مجدي عرعراوي قبل ظهور نتيجته بالثانوية

واستشهد في يوليو الماضي، الطفل الفلسطيني مجدي عرعراوي، قبل أيام من ظهور نتيجته عقب انتهاء المرحلة الاعدادية، رصاصة جبانة اغتالت أحلام وأماني طفل في بداية مشواره.

وقالت فرح عرعراوي شقيقة الشهيد: "نحن أربعة إخوة، ومجدي الأخ الأصغر، توفى والدنا وهو صغير بالسن كان يتيمًا لم يعرف حنان الأب، ولذلك كان المدلل لدينا جميعًا، وصفته بأنه كان خجولًا مؤدبًا ويملك ذكاء وسرعة بديهة كبيرة جدًا".

وتابعت: "استشهد مجدي في الثالث من يوليو، خلال اجتياح الاحتلال لمخيم جنين، في البداية أصيب صديقه أمامه، وذهب بصحبة نجل عمه حتى يسحبوه ويسعفوه سريعًا، لكن كان للقناص اليهودي رأي آخر، إذ أطلق النار على مجدي ثلاث مرات، أول رصاصة أصابته بفخذه، والثانية أصابته في رقبته، والثالثه في بطنه وظل ينزف 40 دقيقة ولم تسمح قوات الاحتلال بدخول الإسعاف لإسعافه"، مضيفًا "أن نجل عمها أصيب برصاص القناص حين كان يحاول سحب شقيقها وفقد بصره.

وأضافت عرعراوي في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن شقيقها أنهى امتحاناته قبل استشهاده بأسبوع فقط، مشيرة إلى أنه كان يحكي أنه مبسوط  لأنه أتم امتحاناته بشكل جيد جدًا، وكان ينتظر النتيجة حتى يحقق حلمه في الالتحاق بدراسة هندسة الإلكترونيات، مشيرة إلى أنه كان متوقعًا نتيجة بدرجة عالية.

الشهيد الطفل مجدي عرعراوي

34 طفلا شهيدا منذ بداية العام الجاري في فلسطين والالاف الإصابات والاعتقالات

يجدر الإشارة إلي أن عدد الشهداء الفلسطينيين من الأطفال برصاص الاحتلال الإسرائيلي وصل منذ بداية العام الجاري إلي 34 طفلا شهيدا، بجانب مئات الجرحي والمصابين والمعتقلين، وفقا لاخر إحصائية نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية.

ويعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر إلى مراعاة الحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، هذا بجانب الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، عدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، والاحتجاز مع أطفال جنائيين إسرائيليين، والإساءة اللفظية، والضرب والعزل والتحرش الجنسي، والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض.