رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيادات ليبية: مساندة «مصر» لنا ليست غريبة عليها ومواقفها دائمًا مشرفة

مساندة مصر لليبيا
مساندة مصر لليبيا

هى أم الدنيا، التى تفزع دومًا لنصرة المظلومين، وإغاثة وتقديم المساعدات والدعم للمنكوبين، فى أى بقعة، مهما بلغت صعوبة الأوضاع، فكيف لا تهب لمساعدة الشقيقة ليبيا، التى ضربتها، قبل أيام، العاصفة «دانيال» المدمرة، التى خلّفت الآلاف من الضحايا والجرحى، بالإضافة إلى الدمار الذى لحق بكل شىء، خاصة فى مدينة درنة وعدة مناطق أخرى مجاورة.

وفور وقوع الكارثة، فزعت أجهزة الدولة المصرية، وعلى رأسها القوات المسلحة، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لغوث الأشقاء فى «أرض المختار»، ومد يد العون لمن تقطعت بهم السبل ودُمرت منازلهم، حيث لم يتبق سوى الأطلال التى تتباكى على أصحابها. 

«الدستور» تحدثت إلى قيادات وعواقل فى ليبيا، وخبراء استراتيجيين فى مصر، حول الدور المصرى فى إنقاذ وإغاثة الأشقاء فى المناطق المنكوبة، ودور القوات المسلحة, من خلال أسلحتها المختلفة، فى انتشال الجثث وشق الدروب لتسهيل وصول المساعدات، وغيرها من المهام التى جعلت كثيرين من داخل ليبيا وخارجها يشيدون بالجيش المصرى ودوره.

اللواء أحمد المسمارى: القوات الهندسية عملت على إصلاح ما يمكن إصلاحه بكفاءة وتميز

قال المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، اللواء أحمد المسمارى، إن الدولة المصرية، ممثلة فى القوات المسلحة وبقية الأجهزة المعنية، تحركت منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة جراء العاصفة «دانيال»، التى ضربت درنة ومناطق أخرى فى ليبيا.

وأشار إلى أن زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أسامة عسكر، ولقاء القائد العام للجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، لوضع الترتيبات والتنسيق ووضع خطة البحث والإنقاذ والنجدة، كان لهما دور كبير جدًا فى ترتيبات الدخول للفرق المصرية التى شاركت فى عمليات البحث والإنقاذ.

وأضاف «المسمارى»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الجيش المصرى لم يكتفِ بالمناطق المتضررة فى درنة والجبل الأخضر، بل تمكن من الوصول إلى منطقة شبه صحراوية جنوب الجبل الأخضر، تقطعت بأهلها السبل، عن طريق المروحيات وفرق الإنقاذ؛ ومد الموجودين فى المكان بالغذاء والدواء، وكل ما يلزم لاستمرار الأمور الحياتية اليومية.

ولفت إلى استمرار المروحيات المصرية فى إيصال المساعدات وتقديم الدعم المعنوى والنفسى للنجوع فى جنوب الجبل الأخضر، والتى تبعد أقرب مدينة منها حوالى ١٥٠ كم.

ونوه المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى إلى أن الفرق المصرية لم تكتفِ بالبحث والإنقاذ، بل كان لها، منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة، رأى آخر، وهو البدء فورًا فى إصلاح ما يمكن إصلاحه.

وأوضح أن الفرق الهندسية المصرية عملت بشكل مباشر، وما زالت، على إصلاح الطرق، وتمكنت من إيصال الإمدادات والخدمات الطبية والإنسانية والبحث والإنقاذ، وخدمات ما بعد الكارثة، مؤكدًا أن كل شىء كان معدًا إعدادًا جيدًا وعلى أعلى مستوى، من الإمكانات والأداء المهنى العالى جدًا. وعن الوضع الحالى بليبيا، أشار «المسمارى» إلى أن عمليات البحث عن جثث ضحايا العاصفة «دانيال» لا تزال مستمرة، عن طريق القوات المصرية والضفادع البشرية والغطاسين والقوات البحرية، وكذلك طائرات التصوير والإسعاف.

وبيّن أن قوات الدعم الجوى المصرية نفذت عمليات رائعة جدًا، تدل على كفاءة وقدرة مهنية عالية فى تنفيذ المهام والواجبات، مع المساهمة فى انتشال مئات الجثث من البحر، وعلاج مئات المتضررين من السيول والفيضانات فى المستشفيات الميدانية، ونقل مجموعة لحاملة الطائرات جمال عبدالناصر، وكذلك إيصال الإغاثة الإنسانية من مواد غذائية وطبية، سواء عن طريق البر أو البحر.

ووجه المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى الشكر والتقدير والاحترام من الشعب الليبى للشعب المصرى والقيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أن مصر هى الحامى والواقى والفزعة الحقيقية لإخوانهم الليبيين على الدوام.

سعيد امغيب: لن ننسى دور الأشقاء وإمكاناتنا لم تكن كافية لمواجهة الكارثة

ثمّن عضو مجلس النواب الليبى سعيد امغيب دور القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية فى إغاثة الشعب الليبى، مشيرًا إلى أن الجيش المصرى نجح فى إيصال مواد الإغاثة والمياه لبعض المناطق التى قطع السيل أى طريق للوصول إليها، وأشاد بالأعمال البطولية التى ساعدت فى انتشال الجثث والبحث عن ناجين.

وأشار «امغيب»، فى تصريحاته لـ«الدستور»، إلى أن الكارثة والفاجعة الكبرى التى حدثت لأهل درنة فى ليبيا لم تحدث من قبل فى كل المنطقة، وليس فى تاريخ ليبيا أو درنة فقط، واصفًا الوضع هناك بـ«الحرج»، ومؤكدًا أن إمكانات الدولة الليبية لم تكن كافية لمواجهة مثل هذا الحدث الطارئ والمصاب الجلل. ولفت إلى أن دور الأشقاء فى مصر العروبة كان مميزًا، فى ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لكل الأجهزة الطبية، وإرسال قوات الجيش المصرى للإنقاذ والمشاركة فى انتشال الجثث والبحث عن ناجين. وأضاف: «الكارثة كانت كبيرة، ومصابنا فيها جلل، والشعب الليبى لن ينسى وقفة الأشقاء فى مصر الكنانة، حكومة وشعبًا معنا، فهى ليست بغريبة على الشعب المصرى، فمصر عودتنا دائمًا على المواقف المشرفة وعلى نجدة الأشقاء فى كل الدول العربية».

اللواء سمير فرج: الخبرات المصرية نفذت أسرع معسكر إيواء ومستشفى ميدانيًا 

قال الخبير الاستراتيجى اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، إن القوات المسلحة المصرية لديها خبرة كبيرة اكتسبتها من أزمة السيول التى حدثت فى الصعيد منذ سنوات، ولفت إلى أن ذلك جعل هناك خبرات كبيرة لدى القوات المصرية فى التعامل مع مثل تلك الأزمات باحترافية، وهو ما حدث فى ليبيا، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للقوات المسلحة بالتدخل الفورى لمساعدة وعون الأشقاء.

وأوضح أن القوات المسلحة المصرية تحركت على الفور، وتم إرسال المعدات والأدوات اللازمة إلى ليبيا، إلى جانب استخدام حاملة الطائرات «ميسترال»، مع توفير عناصر الضفادع البشرية، التى نجحت فى انتشال نحو ألف جثة من البحر. وأشار «فرج» إلى أن قوات الجيش المصرى نفذت أسرع معسكر إيواء موجود فى درنة، مع فتح المستشفى الميدانى هناك، والاستمرار فى تقديم المساعدات والدعم للأشقاء فى المناطق المكنوبة، فى الوقت الذى انسحبت فيه فرق إنقاذ تابعة لدول وجهات دولية.