رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"اعترافات الثعلب".. هنرى كيسنجر يروى «صدمة أكتوبر 73»

اعترافات الثعلب
"اعترافات الثعلب"

خبراؤنا اعتقدوا أن الإسرائيليين سيتمكنون من تحجيم الهجوم فى غضون ساعات قليلة لكن ذلك لم يحدث

كنا نظن أنه فى غضون أيام سيصل الجيش الإسرائيلى الإسكندرية حتى قبل أن تطأ أقدام المصريين أرض سيناء

إسرائيل كانت تفقد نحو 200 مقاتل يوميًا والعديد من الجنود فى الخط الأمامى تم أسرهم 

عقدنا العزم منذ اليوم الأول على منع النصر العربى حتى لا يتم تفسير الأمر على أنه انتصار سوفيتى

موشيه ديان وجولدا مائير كانا على وشك الانهيار وإسرائيل هى من طلبت وقف إطلاق النار أولًا

منع الحرب لم يكن ممكنًا إلا إذا كانت إسرائيل مستعدة للانسحاب لحدود 1967

تحدث هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، الذى يبلغ من العمر ١٠٠ عام الآن، عن كواليس الساعات التى سبقت حرب ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣، وصدمة تل أبيب وواشنطن بشن الجيشين المصرى والسورى الهجوم المشترك، مؤكدًا أن إسرائيل هى من طلبت أولًا اتفاقًا لوقف إطلاق النار.

وفى حديثه، لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فى الذكرى الـ٥٠ لحرب أكتوبر، تذكر كيسنجر يوم الحرب حين أيقظه جوزيف سيسكو، الذى كان يتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط حينها، قائلًا: «فى الساعة السادسة والنصف صباحًا (بتوقيت أمريكا)، طلب سيسكو مقابلتى بشكل عاجل، وقال إن هناك أزمة فى الشرق الأوسط، وإذا تحركنا على الفور فلا تزال هناك فرصة لمنع الحرب».

وأضاف: «كانت التقارير غامضة.. عقدنا اجتماعًا أوليًا، وكانت التقارير تشير إلى أنه تمت مهاجمة إسرائيل فى السويس».

وفى ذلك الوقت كان كيسنجر فى نيويورك رفقة النخبة السياسية الأمريكية لحضور الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة.

يسرد كيسنجر لحظات المفاجأة، وربما الصدمة، أيضًا: «من جانبنا لم نصدق أن المصريين سيجرؤون على بدء حرب، وأنهم قادرون على ذلك.. فأنا قلت للمشاركين فى مناقشاتنا: انسوا الأمر، لن يُهاجم الإسرائيليون فى يوم الغفران.. هذا هو يوم الغفران، آخر شىء سيفعله الإسرائيليون.. إنه غير مقبول». 

وفى ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣ كانت الصورة أكثر وضوحًا بالنسبة للإدارة الأمريكية، حيث يقول كيسنجر: «أدركنا أن المصريين والسوريين شنوا هجومًا شاملًا.. ومع ذلك، اعتقد خبراؤنا أن الإسرائيليين سيتمكنون من تحجيمهم فى غضون ساعات قليلة، وأول شىء فعلته هو الاتصال بـ(سيمحا دينيتز) سفير إسرائيل لدينا، فهو لم يكن فى واشنطن، لكنه كان فى إسرائيل».

وفى حديث كيسنجر، لـ«معاريف»، قال: «مرت الساعات والأيام فى القتال، وتأخر وعد ديفيد إليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى».

كان إليعازر وعد بـ«كسر عظام المصريين» فى اليوم الأول للحرب، حسب وصف وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، لكنه واجه فشلًا ذريعًا فى ذلك، ويبرر كيسنجر ذلك الفشل بأن «إسرائيل أُخذت على حين غرة!».

وردًا على سؤال: «متى لفت انتباهك لأول مرة الوضع المتطور بالشرق الأوسط فى خريف ١٩٧٣؟»، يوضح كيسنجر: «فى روتينى اليومى، لم تكن التقارير الاستخباراتية التى تلقيتها حتى توليت منصبى تحتوى على أى معلومات غير عادية، جرت مراسم تولى منصبى فى شهر سبتمبر، وعندما بدأت مراجعة أجنحة وزارة الخارجية المختلفة، وصلت مكتب استخبارات الوزارة، وحتى ذلك اليوم لم أستخدم موادهم، لأننى كمستشار أمنى، فى ذلك الوقت، كنت أتلقى جميع التقارير من وكالة المخابرات المركزية، ولكن من باب الفضول طلبت رؤية ما تنشره إدارة الاستخبارات فى الوزارة».

وأضاف: «لأول مرة أرى تقارير عن تمركز قوات عسكرية مصرية.. لا أذكر أنهم أفادوا بأى شىء عن تمركز القوات السورية، لكنهم بالتأكيد تحدثوا عن بناء قوة مصرية، وفى استخبارات الخارجية لم يعطوا ذلك أهمية، لأن الرئيس المصرى أنور السادات بادر إلى أعمال مماثلة فى السنوات السابقة، ولم يفعل شيئًا أكثر من ذلك، وبعدها شددت على رؤساء المخابرات أنه إذا استمر المصريون فى تجميع جيش، فسوف أطلب تقريرًا يوميًا عن بناء تلك القوة، ويوميًا كانوا يكررون نفس المعلومات.. شعرت بعدم الارتياح إزاء تطور الوضع، ولكن لم تكن هناك أخبار تدعم مخاوفى، كما حاولت إسرائيل طمأنتى، فقد كانوا قلقين من أننا سنمارس ضغوطًا، لذلك قالوا إنهم لا يرون أى سبب للقلق بشكل خاص».

يكمل كيسنجر: «فى إسرائيل، أيضًا، تراكمت الأخبار فى الأيام التى سبقت الحرب عن تمركز قوات كبيرة غرب قناة السويس، وقدّر قادة الجيش ومسئولو المخابرات الإسرائيلية- باستثناء عدد قليل من الضباط ذوى الرتب المتوسطة- أن هذه مناورة، وأن المصريين لم يكونوا ينوون شن هجوم، والأخبار التى نقلها المراسلون العسكريون عن بناء قوة مصرية غير عادية فى سيناء رفضتها الاستخبارات العسكرية».

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن موقف الاستخبارات العسكرية حينها كان مدفوعًا بخشية كبار الضباط الإسرائيليين من أن تتسبب هذه الأخبار فى إحداث توتر غير ضرورى، لا سيما فى الصفوف الأمامية.

ويواصل كيسنجر: «عشية الحرب، تلقينا تقارير تفيد بأن الدبلوماسيين الروس يغادرون الشرق الأوسط، ثم بدأنا جهودًا حثيثة لتهدئة الروح المعنوية، وأرسلنا رسالة قوية إلى مصر بألا تفعل ذلك، تخيلوا لو أننا أرسلنا أيضًا رسالة لسوريا، ولكن على أى حال أعلنا عن أننا نكثف الضغط الدبلوماسى لوقف أعمال العنف، وعدت لواشنطن وأنشأت فريق عمل خاصًا لاتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية التى نتبعها، وكان القرار هو الاستفادة من الهجوم المصرى لدفع العملية السياسية، وكان القلق بين المستشارين الأمريكيين هو أن إسرائيل ستقرر الرد بسرعة، كنا نظن أنه فى غضون أيام سيصل الجيش الإسرائيلى الإسكندرية حتى قبل أن تطأ أقدام المصريين أرض سيناء.. ولذلك، من أجل السماح بالمفاوضات، أردنا وقف القتال والعودة إلى الوضع السابق».

لكن متى اتضح لأمريكا أن وضع إسرائيل ليس سهلًا كما كانت تظن؟.. يجيب كيسنجر: «فى نهاية اليوم الأول من القتال، وعندما اقترب ظهر يوم الأحد، كان من الواضح أن الجيشين المهاجمين قد أحرزا تقدمًا كبيرًا، ومع ذلك، عقدنا العزم منذ اليوم الأول على منع النصر العربى، الأمر الذى كان من الممكن تفسيرنا إليه على أنه انتصار سوفيتى، لذلك كنا مقتنعين منذ اللحظة الأولى بضرورة العودة للخطوط، التى كانت على الأرض قبل اندلاع الحرب».

وأضاف: «كانت صورة المعركة مختلفة تمامًا عن تلك التى رسمها الخبراء الأمريكيون فى مخيلتهم عندما ذاع خبر الهجوم المصرى، وعندما اندلع القتال نجح المصريون فى ضرب خط بارليف وإدخال أكثر من ١٠٠ ألف جندى ونحو ٤٠٠ دبابة ووحدة كوماندوز فى سيناء، وبناء عدة جسور فوق القناة، وفى الأيام الأولى من الحرب كانت إسرائيل تفقد نحو ٢٠٠ مقاتل يوميًا، والعديد من جنود إسرائيل فى الخط الأول تم أسرهم من قبل مصر، ولم يكن لدى سلاح الجو الإسرائيلى رد حقيقى على أنظمة الصواريخ 6 -SA السوفيتية الصنع، وأصبح الطيارون المصابون أسرى؛ رغم تمكنهم من تفعيل «مقاعد النجاة»، وتعرضت طوابير المدرعات الإسرائيلية التى كانت تتقدم فى سيناء لحالة هجوم مكثفة وفوضوية من الجو».

يستكمل هنرى: «فى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، خسر سلاح الجو الإسرائيلى ٤٩ طائرة مقاتلة، وتضررت ٥٠٠ دبابة فى سيناء، وكان هناك نقص فى ذخيرة المدفعية فى مستودعات الطوارئ، وتم اكتشاف معدات طالها الصدأ جزئيًا وغير صالحة للاستخدام.. فى إسرائيل، رأت الأسر صور الدبابات وهى تشتعل فيها النيران والجنود الذين تم أسرهم».

وحول رد فعل الحكومة الإسرائيلية، أكد كيسنجر أنها ذهلت مما حدث، موضحًا: «كان وزير الجيش موشيه ديان، ورئيسة الوزراء جولدا مائير، على وشك الانهيار، وسرعان ما أصبحت الحاجة لاستبدال الطائرات التى تم إسقاطها بالذخيرة، واستكمال النواقص التى تم اكتشافها بالفعل فى الساعات الأولى من الحرب واضحة».

ويحكى كيسنجر: «قبل الحرب طُرحت مسألة تجديد الإمدادات لإسرائيل، وبدأنا مناقشات حول الحرب بافتراض أن التفوق العسكرى كان لصالح إسرائيل.. ولم نأخذ على محمل الجد مطلقًا احتمال اضطرارنا للتعامل مع الحرب، وهو الوضع الذى كان السوفيت يتمتعون فيه بالأفضلية، وعندما أصبح الأمر واضحًا لنا بنشوب الحرب، بدأنا المناقشات حول إعادة تزويد إسرائيل بالمعدات، وعارضت وزارة الدفاع (البنتاجون) بشدة إعادة إمداد المعدات الأمريكية، ولهذا اقترحنا على إسرائيل أن ترسل طائرات ونقوم بتحميل المعدات عليها، ولقد كانت فى الأساس معدات عالية التقنية يمكن استخدامها على الفور».

ووجهت «معاريف» سؤالًا لكيسنجر حول متى جرت أول مكالمة هاتفية من جولدا مائير؟، وفى أى مرحلة أشارت إسرائيل إلى أن هناك حاجة ملحة لتسلم المعدات؟، ليجيب: «فى هذه المرحلة، لم يكن هناك أى إشارات استغاثة أو إلحاح من كبار الضباط الإسرائيليين. فقط فى صباح يوم الثلاثاء بتوقيت واشنطن- رابع أيام الحرب- جاء السفير الإسرائيلى إلى مكتبى رفقة الملحق العسكرى، ووصفا لى حجم الخسائر الإسرائيلية خلال الـ٤٨ ساعة الماضية، وطلبا بشكل عاجل تجديد الإمدادات».

تحدث كيسنجر مع الرئيس الأمريكى، ريتشارد نيكسون، وعاد ليبلغ السفير الإسرائيلى والملحق العسكرى بأن هناك مسألتين منفصلتين: المعارك المباشرة والحرب طويلة الأمد، ففى المعارك الجارية يجب على إسرائيل وقف تقدم القوات المهاجمة على الجبهتين قبل أن يتم القيام بمبادرة دبلوماسية ذات معنى، موضحًا: «توسلت لبدء الهجوم على إحدى الجبهتين، وأوضحت أننا لن نتحرك دبلوماسيًا إلا بعد نجاحه، وفيما يتعلق باستمرار الحرب تعهدت بتنظيم قطار جوى مدنى على الفور، وكنا نعتقد أنه يمكن البدء فى ذلك دون تأخير عن طريق نقل الإذن إلى شركات الطيران المدنية لإتاحة الطائرات لهذا الجهد».

وأضاف: «تبين أن تنظيم الإمداد باستخدام جسر جوى مدنى كان معقدًا للغاية، وتنبغى دراسة التطورات بشكل منطقى، وعندما أشرت للصعوبات تذكرت أن ذلك لم يكن سوى تأخير لمدة ٤٨ ساعة فقط على مساعدة إسرائيل، وفى هذه الأثناء بدأت إسرائيل بالتحضير للهجوم على جبهة الجولان، ولكن فى الوقت نفسه جرت مناقشة أيضًا حول اقتراح وقف إطلاق النار، الذى طلبته إسرائيل، ولقد عارضنا وقف إطلاق النار، بينما تتواصل الإنجازات المصرية على أرض المعركة، وأولينا أهمية كبيرة لخطر النظر إلى الأسلحة السوفيتية على أنها ذات جودة أعلى على الساحة الدولية؛ بسبب النجاحات التى حققها الجيش المصرى».

وتابع: «أصبح واضحًا لنا أن الجسر الجوى المدنى لم يكن قادرًا على الإقلاع بالسرعة التى كنا نعتقدها، وأخبرت نيكسون أننا بحاجة لمستوى آخر للتأثير على ساحة المعركة بجسر جوى عسكرى، ومن ثم أمر بتسييره على الفور وبكامل قوته، ذلك بعد أسبوع من بدء اندلاع الحرب».

وقال كيسنجر: «استغرق الأمر ثلاثة أيام حتى يتمكن الجيش الأمريكى من جمع المعدات اللازمة ولم يكن هناك حليف محظوظ لهذا الحد، ولا أقبل بأى حال ادعاءات التأخير، لأنه حتى صباح يوم الثلاثاء كان لدينا انطباع بأن الإسرائيليين سيتمكنون بسهولة من هزيمة الهجوم العربى، وبعد أسبوع أيدنا اقتراح وقف إطلاق النار الذى قدمته إسرائيل، وعملنا على تقديمه عبر دول أخرى وليس أمريكا، لقد شجعنا أستراليا وبريطانيا على تقديمه للأمم المتحدة، لكن السادات رفض العرض، كان يعتقد أنه ينتصر وأنه يستطيع تكرار النجاح فى بداية الهجوم وضخ المزيد من القوات فى سيناء، لأن إسرائيل لم يكن لديها تفوق جوى بسبب بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التى صنعها الاتحاد السوفيتى».

وقال: «بدأ التغيير فى خريطة المعركة يظهر بعد الهجوم المضاد فى الجولان ودفع السوريين لمسافة تصل إلى ٤٠ كيلومترًا من دمشق.. وطالبت سوريا مصر بتكثيف القتال فى الجنوب من أجل تخفيف الضغط فى الجولان.. لقد حاول المصريون وفشلوا.. والأمر الثانى هو عبور القناة ومحاصرة الجيش الثالث».

وأضاف: «دعانى السادات إلى لقاء.. وطالبت بوقف القتال فورًا لمنع تفاقم الأزمة.. واتفقنا على وقف إطلاق النار فى ٢٤ أكتوبر، واستمرت المعارك لمدة ٤٨ ساعة أخرى، تحسن خلالها وضع إسرائيل على أرض المعركة».

وكشف كيسنجر عن تفاصيل لقائه حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى للرئيس السادات حينها، فى شهر فبراير ١٩٧٣، أى قبل ٨ أشهر من اندلاع الحرب.

وقال كيسنجر: «قبل الحرب، أرسل السادات مستشاره الأمنى لواشنطن لبحث إمكانية التحرك نحو السلام، لكن المبادرة كانت مبنية على المبادرة العربية، أى التراجع للحدود التى سبقت حرب ٦٧ فى مجملها مقابل الاعتراف العربى». 

وتابع: «خلال الحرب، وصل واشنطن وفد من وزراء الخارجية العرب، بمن فيهم المصرى والسعودى، وكرروا مطالبة إسرائيل بالانسحاب لحدود ١٩٦٧، وهدد وزراء الخارجية بمواصلة مقاطعة النفط التى أزعجت بعض حلفائنا.. نحن لم نفكر فى انسحاب إسرائيلى كامل لتلك الحدود، وبالتالى لم نقم بمثل هذه المفاوضات.. كان طموحنا هو إقناع الطرف الآخر بالموافقة على انسحاب جزئى مقابل تفاهمات سياسية، وذلك من شأنه أن يؤدى لتعزيز أمن إسرائيل».

وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لمنع الحرب من مصر وسوريا تجاه إسرائيل، يؤكد وزير الخارجية الأمريكى السابق أن منع الحرب لم يكن ممكنًا إلا إذا كانت إسرائيل مستعدة للانسحاب لحدود ١٩٦٧، وكان ذلك مستحيلًا، حسب وصفه.

وأضاف: «يجب أن نتذكر أن جميع الأطراف فى إسرائيل عارضت ذلك، ولن تسمح بمثل هذا الاتفاق، وكان الخيار الوحيد المتبقى هو فرض الاتفاق على إسرائيل وأنا عارضت ذلك، ومن المحتمل أنه حتى لو انسحبت إسرائيل، فإن ذلك لم يكن ليمنع الحرب لأن السادات كان توصل بالفعل لاستنتاج مفاده أن العالم العربى يحتاج لجرعة من النصر العسكرى لتجنب الشعور بأن الفشل ضد إسرائيل أمر لا مفر منه.. وفيما يتعلق بالتسوية القسرية أعتقد أن أى إدارة أمريكية كانت سترفض مثل هذه التسوية، لكن نيكسون وبدعمى الثابت عارضها تمامًا».