رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرحلة جديدة في حياتي.. كواليس أغنية "الجندول" من مذكرات محمد عبدالوهاب

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

مذكرات الموسيقار محمد عبد الوهاب، نشرتها مجلة "الكواكب" على أعداد مختلفة، ومن ضمن المذكرات التي نشرتها عن كواليس أغنية " الجندول".

وقال عنها عبد الوهاب: "كنت أقرأ الأهرام فوجدت قصيدة الجندول منشورة لأول مرة لشاعر لم أكن أعرفة فى ذلك الوقت، وهو المرحوم على محمود طه وقرأت القصيدة فأعجبتنى الى أبعد حد".

وتابع: “قلت الفكرة التى تراودنى فى الأيام الأخيرة، فأستطيع أن أغنى كلامَا طويلَا دون أن ألجا إلى الترديد والإعادة نصف ساعة لجملة واحدة، ثم ان فى القصيدة قصة وحوار، وقد كنت أنتمى دائما أن أغنى شئيا كهذا، يحفل بالحركة والصور المتجددة، فضلا عن عذوبة اللفظ ورشاقة الوزن، مما يجعل القصيدة أصلح ما تكون للتلحين والغناء وقطعت القصيدة من الجريدة”.

واستكمل عبد الوهاب: "حملتها فى نفس الليلة الى صديقى الأستاذ مكرم عبيد، الذى كنت أتردد عليه كثيرا فى تلك الأيام، وقرأمكرم القصيدة فأعجبته، وسالنى عن مؤلفها فقلت له أنه الأستاذ محمود حسن إسماعيل: فقد حدث أننى عندما قطعت القصيدة، قطعت معها اسم المؤلف ولست أدرى لماذا اعتقدت أنها من تأليف محمود حسن اسماعيل، وفى تلك الليلة، بينما كان الاستاذ مكرم عبيد يتحدث فى شئون السياسة مع صديقى عبد الحميد عبدالحق، كنت أدندن وحدى الكوبليه الأول من أغنية الجندول".

وتابع: "ووجدت من الضرورى أن أتصل بالمؤلف، فطلبت من الأستاذ سعيد لطفى الذى كان مشرفا على الإذاعة فى ذلك الوقت، أن يدلنى على محمود إسماعيل، فأعطانى رقم تليفون مكتبه، وطلبته بالتليفون ودار بيننا هذا الحديث: 
_ الأستاذ محمود إسماعيل؟ 
_ ايوه يا أفندم مين حضرتك؟ 
_أنا محمد عبدالوهاب.
_أهلا وسهلا.
_ الحكاية أنى قرأت لحضرتك قصيدة عظيمة ويسعدنى أن ألحنها وأغنيها.
_داأنا اللى سعيد خالص ومتشكر.
_ بس وحياتك فيه عبارة في القصيدة عاوز أسألك عنها.
_أتفضل تحت أمرك .
فى الكوبليه اللى بتقول فيه "ذهبي الشعر شرقي السمات" هل قصدك يعني.. وقاطعنى محمود إسماعيل قائلا:
_ لكن أنا مش فاكر إني قلت الشعر ده! 
_ مش معقول يا أستاذ دي القصيدة فى يدي الآن 
_ قصيدة إيه؟ 
_ قصيدة الجندول كانت منشورة في الأهرام من كام يوم 
_ أنا متأسف القصيدة دي مش بتاعتي 
_ أمال بتاعت مين؟
_ أفتكر بتاعت الأستاذ على محمود طه! 
ورحت أعتذر للرجل وأنا في شدة الخجل، ثم حصلت على تليفون على محمد طه وطلبته، وبدأت بسؤال عما إذا كان هو صاحب القصيدة الجندول، فلما أكد لى أنه صاحبها، أستأذنته فى غنائها، فرحب بذلك، وألتقينا وأصبحنا صديقين". 
مرحلة جديدة 
وقال عبدالوهاب: "انتهيت من تلحين أغنية الجندول وسجلتها فى شريط طويل للإذاعة، ومن الذكريات العزيزة لدى أننى دعوت الدكتور طه حسين لحضر تسجيلها فى محطة الاذاعة، وأعجبته اللحن والغناء، وشجعنى على المضى فى هذا الطريق والواقع أن أغنية جندول تعتبر مرحلة جديدة فى حياتى الفنية".
اقرأ ايضًا:

زكى طليمات يكتب عن ذكرياته مع «الجندول» محمد عبدالوهاب.. فماذا قال؟