رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسباب صعود الترجمة من الصينية إلى العربية

الترجمة من الصينية
الترجمة من الصينية إلى العربية

يشهد المشهد الثقافي العربي منذ سنوات حالة من الذيوع والانتشار للترجمات الإبداعية من الأدب الصيني، وكللت في الأيام الماضية بتحصل المترجمة ميرا  أحمد على جائزة  المركز الأول من المركز القومي الترجمة عن ترجمتها لكتاب «مشاهد من شينجيانغ»، عن اللغة الصينية، من تأليف وانغ منغ، والمترجمة الدكتورة رشا كمال السيد أحمد حمزة والمترجم أحمد محمد السعيد سليمان عن ترجمتهما: تاريخ الأدب الصيني المعاصر والذي جاء من تأليف: هونج تسي تشنج، مؤسسة بيت الحكمة.

 

البعض أرجع تلك الحالة من الرواج والانتشار إلى تحصل الكاتب الصيني "مويان" على جائزة نوبل، وآخرين رأوا أن الترجمة الإبداعية من الصينية إلى العربية مازالت في طور البدايات، خاصة أن مجموع من يترجم من الإبداع الصيني إلى العربي، لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

 

 في التقرير التالي نطرح سؤال هل نجح الإبداع الصيني أن يجذب القراء العرب،  وأن يصنع قاعدة قرائية.

 

 "مويان" أول كاتب صيني يحصل على جائزة نوبل 

صباح 11 أكتوبر 2012، أعلنت لجنة نوبل في الأكاديمية السويدية، بيتر، جائزة نوبل في الآداب الفائز بها هو الأديب الصيني مو يان. ليكون أول كاتب صيني يفوز بجائزة نوبل للآداب. لم يمر وقت طويل وتوالت ترجمات  "مويان" إلى العربية والتي منها رواية "الثور"، والتي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة آفاق عالمية"، التي يرأس تحريرها الشاعر رفعت سلام، بترجمة الدكتور محسن فرجاني. ومن بعد جاءت ترجمات لأعماله مثل "الذرة الرفيعة الحمراء" وتولى ترجمتها الدكتور حسانين فهمي حسين وصدرت عن المركز القومي للترجمة وغيرها .

 

بحصول مويان أصبح الكاتب الصيني الأشهر والأبرز خارج بلاده وداخله، ولكن هذا لم يكن يعني أبدا أنه الأكثر إبداعا على حد تعبير المترجم الكبير "محسن فرجاني"، هذا لم يمنع أن يكون أحد أبرز أسباب الالتفات إلى الإبداع الصيني.

 

  اتجاه دور النشر للترجمة من الصينية إلى العربية .

 بات ليس غريبا على المشهد الثقافي المصري انتشار الأعمال الروائية الصينية، وترديد أسماء كتاب الصين أمثال "يوهو، ومويان ، لوشون وغيرهم "، إلى جانب أن ذيوع وانتشار أسماء مترجمين كبار أصبحوا مؤسسين في مدرسة الترجمة من الصينية إلى العربية، ومنهم الكاتب المترجم الدكتور محسن فرجاني ، والذي يوصف بعميد المترجمين من الصينية إلى العربية، ومن بعده يأتي طابور من المترجمين المصريين، أغلبهم تلاميذ للدكتور محسن فرجاني ومنهم المترجمة يارا المصري، ميرا أحمد .

 

لايتوقف الأمر عند المترجمين فهناك العديد من المؤسسات الحكومية والمستقلة التي اشتغلت على الترجمة من الصينية إلى العربية وعلى رأس تلك المؤسسات يأتي المركز القومي للترجمة  بترجمته لكلاسكيات الأدب الصيني، ومنها أعمال مثل "الطاو" تاليف لاوتسي تشوانج ومن ترجمة  الدكتور محسن فرجاني، والهيئة العامة لقصور الثقافة  والتي قدمت ترجمة فن الحرب عند سونين من ترجمة الدكتور محسن فرجاني، ومذكرات مجنون ترجمة ميرا أحمد.

 

 ومن ثم المؤسسات المستقلة وعلى رأس تلك المؤسسات المستقلة تأتي".. بيت الحكمة  للفنون والثقافة لمؤسسها الدكتور والمترجم الشاب أحمد السعيد والتي قدمت ما يزيد عن 1000 كتاب مترجم من الصينية إلى العربية من بينها  الأعمال الروائية والابداعية لكبار كتاب الصين.

 

 ومن ثم تأتي دار صفصافة للنشر والتوزيع والتي قدمت عددا من الأعمال الإبداعية الصينية المترجمة إلى العربية والتي منها الماضي والعقاب للكاتب الصيني، صيف حار ل يوهوا ومن ترجمة الدكتور حسانين فهمي.

 

الكتاب ليو حين يون و تشيو تسي تشن   أحد أبرز أسباب ترجمة الابداعي الصيني للعربية  

 

من جهته قال الكاتب ومدير تحرير بيت الحكمة عمر مغيث: شهدت السنوات العشر الأخيرة، رواجا لافتا للترجمة من الصينية العربية، ولم يكون فوز الأديب الصيني الشهير مويان بحائزة نوبل عام ٢٠١٢ سببًا رئيسيا لهذا الرواج، إلا أنه كان دافعا للمؤسسات الثقافية في العالم لترجمة الإبداع الصيني من جهة، ودافعا للناشرين الصينيين لترجمة إصداراتهم عبر شراكات ممتدة مع كثير من الناشرين على مستوى العالم. 

 

ولعل مؤشرا واضحا لانتشار الإبداع الصيني في العالم العربي، هو ذيوع أسماء مبدعين صينيين تُرجمت أعمالهم للعربية وحازت شهرة واسعة، مثل الأديبين ليو جين يون، وشيو تسي تشن، وكذلك رائد أدب الطفل في الصين الأديب العالمي تساو ون شيوان، وقد أسهمت بيت الحكمة للثقافة في ترجمة ونشر الكثير من الأعمال الشهيرة لهؤلاء المبدعين وغيرهم، وهو ما يمثل إضافة لمكتبة التراجم العربية عن الصينية، ويجدر القول إن الأثر التراكمي لحركة الترجمة يدفع الناشرين والقراء على حد سواء للغوص في ثقافة الآخر، ولا سيما الثقافة الصينية التي تشكل إحدى أهم حضارات العالم القديم.