رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبادة ثقافية

بـ 180 ألف قطة.. كيف حول تاريخ مصر مسار اقتصاد أوروبا للازدهار؟

القطط في مصر الفرعونية
القطط في مصر الفرعونية

أكدت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، أنه أثناء الإطلاع على "تاريخ هيرودوت" الآسر، والذي يستكشف ثقافات العالم القديم، تصادف طقوس حداد غريبة حول العالم، ولعل أغربها تلك التي اتبعها المصريون القدماء في عهد الفراعنة بعد وفاة حيوانتهم الأليفة وخصوصًا القطط التي كانت تُعدّ حيوان مقدس في مصر القديمة.

وقال المؤرخ اليوناني هيرودوت أنه عندما تموت قطة في مصر القديمة، فإن جميع أفراد تلك الأسرة يحلقون حواجبهم كعلامة واضحة على الاحترام والحزن، وبالرغم من هذه الطقوس الغريبة، فإن احترام الفراعنة للقططهم غير مسار الاقتصاد الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر، بعد نهبهم ما يقرب من 180 ألف مومياء قطة مصرية.

إبادة ثقافية لمصر الفرعونية وازدهار اقتصادي لأوروبا

وأفادت المجلة بأن هذه لم تكن مجرد علامة على أن المصريين يحبون حيواناتهم الأليفة فقط، فمن منظورهم للعالم، كان يُنظر إلى الحيوانات على أنها مقدسة، وتلعب دورًا مهمًا في الحياة اليومية والعبادة الدينية، حيث ارتبط الكثيرون بآلهة معينة تشتركوا معها في الخصائص.

وتابعت أن القطط كانت تحظى بشعبية خاصة، حتى كلمة "cat" الإنجليزية مشتقة من المصطلح "قطة" الشمال أفريقي، ومن التماثيل إلى لوحات القبور، تم تصوير القطط في عدد كبير من الأشياء التي تشهد على صفاتها الوقائية والمقدسة، حتى أن هناك روايات تفيد بأن القطط التي يملكها الملوك كانت مزينة بمجوهرات ذهبية فاخرة.

وأضافت أن المصريين القدماء لم يعبدوا القطط بحد ذاتها، ولكن ما فعلوه هو مراقبة سلوكهم، مثل دقتها أو عدوانهم أو تغذية الطبيعة، خلق المصريون القدماء آلهة على صورتهم.

يعتقد علماء الآثار أن القطط تم تدجينها لأول مرة كمكافحة فعالة ضد الحشرات والثعابين السامة، وعندما أصبحت القطط منزلية أكثر، ازدادت شعبية باستت - إلهة المنزل المصرية القديمة والخصوبة والحماية لجذب الحظ السعيد ودرء الأرواح الشريرة - بشكل كبير، كانت تربية القطط كحيوانات أليفة مشبعة بنفس الصفات، وسرعان ما ألهم باستيت ما يسمى ب "عبادة القط" التي تتمحور حول بوباستيس.

وأوضحت المجلة أن المصريين القدماء أحبوا القطط لدرجة أنهم كانوا يقومون بتحنيطها ودفنها في طقوس متقنة، وغالبًا ما دُفِنوا مع أصحابهم لينضموا إليهم في الآخرة، ومن المفارقات أن القطط كانت تعتبر أيضًا تضحيات مناسبة للآلهة.

وتابعت أن هذه العادات حفزت اقتصادًا مزدهرًا، حيث تم صنع الملايين من مومياوات القطط عن طريق تربية القطط وتحنيطها لإنشاء عروض نذرية، وذكرت المتاحف الوطنية في ليفربول أنه في عام 1890 تم شحن أكثر من 180 ألف قطط محنطة إلى ليفربول، في عمل من أعمال الإبادة الثقافية، تم بيعها بعد ذلك لاستخدامها كسماد.