غدًا.. كتّاب الإسكندرية في ضيافة قناة النيل الثقافية

تحل جيلان الشمسي وأمنية صلاح ويوحنا وليام ضيوفًا على برنامج "طقوس الإبداع" الذي يقدمه الإعلامي خالد منصور على شاشة النيل الثقافية في السابعة من مساء غدٍ الأربعاء، للحديث عن إنتاجهم الروائي والقصصي.

"الطائفة" للكاتبة جيلان الشمسي

تبدأ رواية الطائفة بمحاولة من قبل سكانها للفرار إلى مدينة أخرى بعد أن ساد الاسكندرية الضباب، عبر مشهد تتكدس فيه أجسادهم في قلب محطة القطار. تختلط داخل حيزها مشاعر الخوف والأمل، تاركين ورائهم حيوات كاملة يحاولون تحويلها إلى ماضي أو ربما تكرارها فوق أرض أخرى، محدقين في شاشة بيان الرحلات، منتظرين لقطار لا يأتي.

في 3 خطوط وحكايات تدور أحداث رواية الطائفة لتحكي عن أسطورة ديونيسيوس الإغريقية، وحكاية نيتشه الفيلسوف الذي أفنى حياته لاثبات نظريته للعود الأبدي وكتابه المنسي، وحكاية في العصر الحالي حول طائفة تكونت واتخذت من تعاليم نيتشه معتقدا والاسكندرية مقرا لهم، لنشر تلك التعاليم والحياة وسط المدينة المهددة بالضباب مثل باقي المدن التي سبقتها.

من أجواء الرواية “أذهب للنافذة الوحيدة الخالية لأحصل على تذكرة. البقية يتدافعون حول باقي النوافذ راغبين في مكان أكثر أمنًا من القاهرة. فقط أنا الوحيدة التي تقف أمام تلك النافذة الخالية؛ لأطلب من الفتاة الجميلة الجالسة خلفها تذكرة للإسكندرية. لم يعد أحد يريد الذهاب للإسكندرية سواي”.

وجيلان الشمسي فهي مواليد الإسكندرية، حاصلة على بكالوريوس الهندسة، جامعة الإسكندرية 2008 – بكالوريوس الفلسفة جامعة لندن 2016 صدرلها -يومًا ما سأكون شمسًا"، مجموعة قصصية، دار العين للنشر، 2011 "كأَن تنقصه الحكاية"، مجموعة قصصية، دارالعين للنشر، 2018، حصلت على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) لدعم الفنانين، 2020، حصلت على جائزة ساويرس الثقافية لأفضل مجموعة قصصية، 2020.

رواية "كف المسيح" للكاتبة أمنية صلاح

"كف المسيح" رواية اجتماعية إنسانية، معنية بتشريح الإنسان وعلاقته بنفسه وبمجتمعه. تدور الأحداث في ثلاثة أطر مكانية، هم: مصر القديمة والمكس ورشدي. ويدور العمل حول شخصيتين رئيسيتين تتخذان نفس الاسم، هما فتاة وجدتها.

تحاول الجدة المتسلِّطة فرض سيطرتها على حفيدتها، التي كانت تعاني بدورها من عقدة جلد الذات لظنّها بأنها السبب في موت والدتها. فتعتاد الفتاة على الاستسلام والسلبية، ولكن، ومع توالي الأحداث، تبدأ الفتاة في رحلة التعافي الذاتي وتتخلص من عقدها القديمة، يواكب ذلك معرفتها بالدوافع الحقيقية لسيطرة الجدة وتحكّمها الزائد، وبأنها تؤمن بنبوءة قديمة مرتبطة بقراءة الكف كانت هي السبب في كل ما وصلت إليه العائلة، لتطبّق الجدة بذلك نظرية التوقعات المحققة لذاتها دون أن تقصد! كل هذه الأحداث تدفع إلى الفتاة إلى الخلاص فتحاول الخروج من تحت سيطرة الجدة على طريقتها بمساعدة القس دانيال صديق العائلة.

أمنية صلاح كاتبة سكندرية، حازت على درجات الماجستير والدكتوراة في مجال الآثار والفنون القبطية من معهد البحوث والدراسات القبطية، جامعة الإسكندرية، صدر لها من قبل رواية "الميلاد" عام 2017 عن دار أطلس للنشر والتوزيع مجموعة قصصية بعنوان "وضعتها أنثى" 2018 عن دار الياسمين للنشر.

المجموعة القصصية "الفرار من حوض الاستحمام" للكاتب يوحنا وليم

من أجواء المجموعة:"رأى طفولتَه، وتذكّر رفضَ مَن حوله، بمن في ذلك أهلُه الذين اشترطوا شروطَهم الخاصّة ليحبّوه ويقْبلوه. وانعكس ذلك عليه مراهقًا، فسعى إلى أن يقْبل به كلُّ مَن حوله - - وهو ما قلّل من كرامته، فانعزل في الجامعة، يحاصره شعورٌ بالضآلة، فوضع هو الآخر شروطًا لقبول نفسه، ساعيًا أولًا إلى تغيير جسده المترهّل.

وتذكّر ليلته الأولى مع زوجته، وتساؤله إنْ كانت ترى جسدَه قبيحًا. وتذكّر شجارَهما الدائم بعد سؤاله الذي لا ينقطع: "لماذا تزوجتِني؟" فهو يعتقد أنّهلا يستحقّ امرأةً جميلةً مثلها، ولا أنّه يستحقّ الحياة أساسًا!

استمرّ الصمتُ الثقيل، ثمّ استجمع كلّ ما فيه من شجاعةٍ ودفع بابَ حقيبة السيّارة ببطء. خرج ونظر حوله، ليجد شارعًا طويلًا ضيّقًا لا تَبِين نهايتُه مضاءً بأعمدةِ نورٍ برتقاليّة. كانت الأمطار قد توقّفتْ، وصار الهواء باردًا. فكّر أنّ اللصّ قد يكون قريبًا، فركض بكلّ قوّته. لكنّ اللصّ لم يظهر. تساءل إلى متى سيهرب؟ وتذكّر أنّه قضى أكثر من نصف عمره هاربًا من قبول ذاته، أو مواجهتها، وشعر بما كان يشعر به دومًا: أنّ في داخله طفلًا صغيرًا يرغب في البكاء واللعب في الوقت نفسه؛ طفلًا كلُّ ما يتمنّاه هو أنْ يُحتضَن ويُحتوَى. وحين بدأ يشعر بالدموع تسيل على وجهه، سمع نداءً وراء ظهره:آدم!

يوحنا وليم كاتب من مصر، صدر له "بعد الحرب" 2017، "بيت الرجاء" 2022، "الفرار من حوض الاستحمام" 2023