رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيرة جورج برنارد شو.. من الاعتداد بالنفس إلى وصف الآخرين بـ"الحمقى"

برنارد شو
برنارد شو

تمر هذه الأيام ذكرى ميلاد الكاتب الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو، والذي ألف تسعًا وثلاثين رواية عالج فيها معضلات الحياة باذلًا جهده في القضايا الاجتماعية أكثر من القضايا العلمية، مواجهًا الحقائق بالتفكير لا بالعاطفة.

ومن أشهر وأبرز تلك الأعمال التي قدمها للمشهد الثقافي العالمي منها: مسرحية السلاح والرجل، مسرحية سيدتي الجميلة، مسرحية تلميذ الشيطان، كتاب الحبّ بين الفنانين، كتاب سيرة محمد وغيرها.

 برنارد شو..  من الاعتداد بالنفس لوصف الآخرين بالحمقى 

 قد يكون من أوائل من رسخوا لما يمكن وصفه بنرجسية الكاتب، وهذا ما تشير إليه مقدمة أعماله الكاملة حيث  يقول فيها: "عليك أن تجعل ديدنك في الحياة أن تقرأ كل أعمالي مرتين على الأقل في كل عام لمدة عشرة أعوام". 

وكان يصف نفسه بأنه أعظم من شكسبير، ويشبهه بأحد خدمة الفنادق الذين مرنوا على مسايرة الناس وتزويق الكلام ، وكان يرى في شعراء إيطاليا دانتي وملتون أغبى رجلين.

قال الكاتب والأديب خليل مردم بك عبر مقال نشر بمجلة الثقافة السورية في عددها الرابع عام 1987، وتحت عنوان "جورج برنارد شو": البشر في رأيه يؤلهون العبقري ويعبدونه لأنهم لا يفهمونه فإذا فهموه صلبوه، وهكذا فهم يعبدونه ويجهلونه ولا يعلمون بإرادته.

وأضاف: الشعب الإنجليزي عنده شعب مغرور غاشم يتمسك بالمزعجات في جميع أحواله ويدعوها رسومًا وآدابًا، فعادات الإنجليز في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم ومجتمعاتهم ومراسمهم سلسلة من المزعجات.

وواصل: وهم مع ذلك يحسبون أنهم من أعراق الأمم في الحضارة بل يزعمون أنهم بناة المدنية الغربية، وقد تأصل في نفوسهم حب التسلط على غيرهم فاستعملوا كل وسيلة لبلوغ غايتهم، فلا معنى للعدل عندهم إذا اصطدم بمصالحهم السياسية، والقتل السياسي في عرفهم ضرورة أو رخصة مباحة، وهو يرى أن العبودية لا تستأصل شأفتها من العالم حتى يأتي اليوم الذي لن تسود فيه بريطانيا كما يقول، وهكذا فهو يحمل الإنجليز وحدهم تبعة استعباد الشعوب المستضعفة في العلم.

واستطرد: وأبرزهم حمقى أغبياء في معارض شتى من رواياته حتى أدخل على بعضهم الشك في نفوسهم، فلقد سمعت أستاذًا من أساتذة جامعة لندن يقول: لا بد من أن يكون العقل السليم في الجسم السليم، لأنه لو صح ذلك لكان الفيل أعقل المخلوقات، ولكنه يرى أن العقل يبنى الجسم السليم. والناس عنده ينظرون إلى الأشياء بنظرة معكوسة ويقبلونها بمقاييس ملتوية.