رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو يتحدث عن الإفخارستيا وفعاليتها في الكنيسة

نيقولا انطونيو
نيقولا انطونيو

طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، متحدث الكنيسة الرسمي، نشرة تعريفية حول (الإفخارستيا) أو سر الشكر في الكنيسة.

وقال نيقولا، خلالها إن النص الإنجيلي يقول في أول فصول سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي وهو آخر أسفار الإنجيل: "مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلشَّاهِدِ ٱلأَمِينِ، ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِي يُحَبَّنَا، وحَرَرَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ" 

وأضاف: قوله هذا يشير إلى يسوع المسيح في ناسوته، لأنه يقول عنه هنا: "ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ"، لأن يسوع المسيح "الشاهد" جاء ليشهد بأمانةٍ للحق الإلهي. فقد شهد على عهد بيلاطس البنطي قائلاً: "وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ".. كما أن يسوع المسيح هو "الأمين"، باليونانية "ὁ πιστός"، لأنه في ضِعَة الناسوت، الذي هو ليس إنسانًا مجردًا بل إله وإنسان معًا، جاء ليشهد بأمانة للحق الإلهي كل مدة حياته على الأرض وختم شهادته بواسطة آلامه وموته على الصليب وقيامته. 

وتابع: في قول يوحنا عن يسوع المسيح: "ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ". كلمة "ٱلْبِكْرُ" تعني أول نسل الرجل والمرأة، أي مولودهما الأول. كما أن كلمة "باكورة" تعني أول الجميع. وقد قيل في يسوع المسيح "ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ" و"بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ"، لأنه في ناسوته هو بِكر وباكورة الراقدين الذين لن يموتوا، وهؤلاء "الذين لن يموتوا" هم الذين له والذين سوف يقوموا من الأموات في مجيئه الثاني، كما يقول بولس الرسول: "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ... الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ"، فـ"الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ". 

واكمل: لأنه كما قام الرأس هكذا أيضًا تقوم معه وبه كل الأعضاء؛ لأن يسوع المسيح ليس كالذين أقامهم هو نفسه من الموت، مثل ابن أرملة نايين والعازر، وكذلك الذين أقامهم الأنبياء، مثل ابن أرملة صرفة صيدون الذي أقامه إيليا النبي، وأيضًا الذين أقامهم الرسل، مثل طابيثا التي أقامها بطرس، فهؤلاء جميعًا ماتوا من بعد. وفي قول يوحنا "ٱلْبِكْرِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ"، يوجد تلميح إلى آلام يسوع المسيح وقيامتة وارتفاعه في سيادته، وفي هذا القول تحديد أوَّلي لمعتقدات الإيمان المسيحي الجوهري.

واردف: ثم يقول يوحنا عن يسوع المسيح: "رَئِيسِ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ"؛ لأن هؤلاء ماتوا ولم يقوموا من الموت. وهذا اللقب يُبيِّن مساواة الآب والابن، لأنه في العهد القديم هذا اللقب يختص به يَهْوَهْ، الله الآب، كما يقول دانيال النبي لملك بابل بوحي الرب: "أَنَّ اللهَ الْعَلِيَّ سُلْطَانٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ، وَأَنَّهُ يُقِيمُ عَلَيْهَا مَنْ يَشَاءُ".. هنا توجد خلفية ضد الإمبراطوريات الأرضية المقاومة للمسيح، والممثَّلة في الإمبراطور دومتيانوس الذي أعطى نفسه لقب "ملك الملوك". لذا يشير يوحنا إلى يسوع المسيح بأنه "رئيس ملوك الأرض"، الذي يملك على جميع الملوك بما فيهم دومتيانوس مضطهد الكنيسة.

واختتم يوحنا قائلاً: "ٱلَّذِي يُحَبَّنَا، وحَرَرَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ". قوله "يُحَبَّنَا" ورد في النص اليوناني وتصريفه في حالة الحاضر؛ يأتي بمعنى أن يسوع المسيح يحبنا حتى الآن، وأنه لن يتوقف عن حبه لنا. وقوله "حَرَرَنَا" ورد في النص اليوناني وتصريفه في حالة اسم فاعل بالماضي المستمر؛ بمعنى أن يسوع المسيح حررنا بدمه من الخطيئة بموته عنا وقيامته، وهو لم يزل يحررنا من الخطيئة حتى الآن عندما نتوب إليه عنها، كما يقول بولس الرسول: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ"  وكذلك بتناولنا دمه الإلهي في سر الشكر، كما قال يسوع المسيح نفسه: "اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا".