رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا كتب ألكسندر دوماس سيرته الذاتية فى رواية "جورج الموريسى"

 ألكسندر دوماس
ألكسندر دوماس

تحل اليوم الذكري الــ221 لميلاد الكاتب الروائي الفرنسي ألكسندر دوماس، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1802، وتعد روايته "الكونت دي مونت كريستو"، من أشهر التيمات التي بنيت عليها العشرات من الأعمال السينمائية والدرامية المسرحية والتلفزيونية.

ورغم الأعمال الروائية العديدة الشهيرة  لـ ألكسندر دوماس مثل: الفرسان الثلاثة، ضحايا العفاف، سر الأعتراف، الرجل في القناع الحديدي، وغير ذلك، إلا أن كتابه "جورج الموريسي .. حكاية عن البر والبحر"، والذي يضمن فيه بعضًا من سيرته الذاتية، والذي كرسه لمعالجة موضوعات الرق والخلاسية والتمييز العنصري والاستعمار، خاصة وأنه ــ  ألكسندر دوماس ــ ينتمي لأم إفريقية وأب فرنسي.

وفي تقديمه للنسخة العربية من رواية  "جورج الموريسي.. حكاية عن البر والبحر"، لـ ألكسندر دوماس، يشير الناقد المترجم كاظم جهاد، إلى أن: ثمة في هذه الرواية بلا شك الكثير من حياة "دوماس"، ومن حياة أبيه، لا بمعنى الوقائع والأحداث، بل بمعنى المعاناة والحساسية والانتماء الشعوري والفكري، فأبو الكاتب واسمه الحقيقي توما ألكساندر دافي، ولد في عام 1762 في سان دومانج، هاييتي حاليًا، لأب هو ماركيز فرنسي هاجر إلى هناك، ولأم أفريقية، تدرج في المناصب العسكرية بجيش فرنسا، واختار أن يحمل اسم والدته فصار يعرف بالجنرال توما ألكساندر دوما، خدم في قوات فرنسا الثورية، وبعدها في جيش نابليون بونابرت، وظفر في معارك عديدة، وكان قائدًا شجاعًا محنكًا.

ويلفت "كاظم" إلى أن ألكسندر دوماس، اعتزل السلك العسكري علي أثر خلاف له مع نابليون نشب بينهما أثناء حملة هذا الأخير على مصر، بعدما رأي الجنود يموتون بالعشرات ظمأ ومن حرارة الشمس، سمح له بونابرت بالعودة إلى فرنسا، غير أن حكومة نابولي في إيطاليا أوقفته في الطريق وأودعته السجن طيلة عامين، وقد خرج منه بساق يمني شبه مشلولة وخد أيمن مشلول، وعين يمنى شبه فاقدة البصر، وبتقرح شديد في المعدة، فتوفي في 1806 فقيرًا ومنهكًا.

رغبة ألكسندر دوماس في التخفي والإنكار

ويمضي كاظم جهاد في حديثه عن الروائي الفرنسي ألكسندر دوماس، لم يكن ليشير إلى أصوله الزنجية ولا إلى كونه مولدًا، كانت مسألة لون البشرة بالنسبة له طبيعية ولم يشر إليها، وبدعابة واضحة إلا في واحدة من رسائله أو اثنتنين، هذا السكوت عن الأصل أو اللون يعرب عن ترفع أكثر مما عن رغبة في التخفي والإنكار، ويزداد هذا الترفع علوا وروعة عندما نعلم أن مناوئيه، وكانوا كثرًا، لم يترددوا عن تذكيره بأصوله وبلون بشرته بكلمات مشبعة بالتمييز العنصري وكره من يعرفون بالملونين، أي غير البيض.

لم يخف ألكسندر دوماس تعاطفه مع المثقفين الهايتيين، تراه يساهم في حملة تبرع لإحدى جمعياتهم، ويدعوهم في مراسلاته معهم "أخوتي" و "أبناء وطني"، كما نشر في سنة 1838 في مجلة المستعمرات، تكذيبًا لما نشر عن أنه له أشعار ستصدر في المجلة الاستعمارية، وهو إعلان كاذب لجأت إليه المجلة الأخيرة للاستفادة من شهرة ألكسندر دوماس.