رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرج أمير إيهاب فوزي عن فيلمه "نور": حرصت على استخدام الأسلوب التجريدي.. وتأثرت بعاطف الطيب

بوستر فيلم نور للمخرج
بوستر فيلم نور للمخرج أمير إيهاب.

"نور" هو الفيلم السينمائي.. الروائي القصير الأول للمخرج أمير إيهاب فوزي، والذي كتبه، ومدته ثلاثة عشرة دقيقة حاول فيها المخرج وطاقم العمل خلق حالة بصرية وإنسانية وشعرية عن قصة حب تتفتح بين فتى وفتاة بجوار البحر بكل ما يرمز له من دلالات مفتوحة وأفق ممتد بلا بداية أو نهاية، قصة حب غير تقليدية لا تعتمد على الحكاية بقدر ما تطمح إلى إبداع لغة سينمائية غير مألوفة أو معتادة ننتقل فيها من الحب التقليدى بين اثنين إلى البحث عن معنى الحياة نفسها.

وعن التجربة والعرض الأول للجماهير وطاقم العمل في ندوة قاعة حديقة حي الشرق ببورسعيد. والتي ضمت العديد من محبي ونقاد السينما، التقت “الدستور” المخرج أمير إيهاب فوزي وكان هذا الحوار.. 

 

بورتريه للمثلة جينا بطلة فيلم نور للمخرج أمير فوزي.

بداية.. ليتك تحدثنا عن شكل وتفاصيل تجربتك السينمائية الأولى بعد محطاتك في السرد والكتابة والتمثيل المسرحي

يكمن جمال التجربة في اعتمادها على التفاصيل البصرية الصغيرة الأقرب إلى الدانتيلة – إن جاز التعبير – التى تندمج وتتعاشق وتتواصل ككتلة مشهدية وبصرية واحدة تتدفق فى انسياب وسلاسة فى عيون المشاهدين.

 

الفيلم بطولة الفنان أمير إيهاب وجينا ريمون وكتب السيناريو الكاتب والروائى: إيهاب فوزى وأبدع فى صياغة مشاهده البصرية الفنان بيشوى أشرف وصاغ موسيقى الفيلم التصويرية الفنان نادر الجمال.. وتم وضع الترجمة الإنجليزية عن طريق رؤية للترجمة سامح القطان.

 

بوستر / أفيش فيلم نور. للمخرج أمير إيهاب فوزي.

 

وتحدث فى الندوة كل من الكاتب والروائى محمود الغيطاني والكاتب والأديب أسامة كمال والناقد أسامة المصرى.

 

وأشاد الغيطاني بالتجربة خاصة أنها التجربة الأولى للمخرج ولمعظم طاقم الفيلم، وأشار إلى أن المخرج أجاد في استخدام كل عناصر الصناعة السبنمائية: التصوير والمونتاج والموسيقى التصويرية، وطلب من المخرج أمير إيهاب التقدم بفيلمه للمهرجانات السينيمائية للأفلام القصيرة وأبدى الكاتب والأديب أسامة كمال سعادته بالتجربة خاصة أنه على دراية بمجمل أعمال المخرج سواء المسرحية أو التجارب السينمائية التي لم تكتمل، ومسيرته الإعلامية، وأن المخرج فى حالة تطور فنى مستمر ومتوقع من فنان شاب يحاول طوال الوقت اكتشاف نفسه واكتشاف الواقع من حوله.

 

صورة لندوة الفيلم ويظهر فيها بطلة الفليلم مع الناقد محمود الغيطاني..

_ الفيلم في طورة الأخير يحمل الكثير من رؤى الحداثة والتجريب وحتى الإيقاع فيما يخص الصورة وشريط الصوت والإيقاع البصري، كيف كان هذا؟

 مثلما أشارالناقد أسامة كمال، فإن التجارب الطليعية وكما أشار الكاتب والقاص والشاعر أسامة كمال عقب عرض الفيلم، هي فن الخروج من أسر التقليدية للتحليق في مناطق أخرى، من الممكن، بل بالتأكيد ستضيف لموروثنا وتراثنا الثقافي السينمائي، أحببت أن أبرهن بأن فن الفيلم الروائي حتى وإن كان قصيرا، فهو جسر تتواصل فيه التجارب الفنية السينمائية بكافة تفاصيلها، بلا انقطاع خاصة أن السينما مرآة العصر والفن الأكثر تعبيرا عن الزمن بكل تفاصيله المخبوئة والمسكوت عنها.. فالفيلم ليس مجرد قصة حب بل رؤية بصرية وفلسفية للحب والحياة عموما، ولم تكن مشاهده بعيدة عن كلاسيكيات السينما المصرية الثرى والمدهش خاصة جيل الواقعية الجديدة فى السينما المصرية بمبدعيه المعروفين.

بيشوى أشرف مؤلف موسيقى الفيلم..

بمن تحديدا تأثرت وكانت بلاغة الصورة وشريط الصوت، مَن مِن أجيال السينما كان له السطوة في طرحك الفيلمي/ السينمائي؟

تأثرت جدا بعاطف الطيب، محمد خان، دواد عبد السيد، محمد كامل القليوبي.. لكن تظل اللغة البصرية للفيلم أقرب إلى لغة المخرج الكبير خيرى بشارة السينمائية فى اعتمادها على التفاصيل الصغيرة والبسيطة خاصة فى أفلامه: العوامة ٧٠، كابوريا، أيس كريم فى جليم، إشارة مرور، -أمريكا شيكا بيكا.. وأن الفيلم أقرب إلى قصيدة الشعر الموجزة والمكثفة والمفعمة بالدلالات المكتنزة بالمعانى والتى تتعدد معانيها وتفسيراتها عند المتلقين.

وماذا عن المقولات النقدية التي طرحت في ندوة عرض الفيلم وأحسستها، متماهية مع نصك، أو رؤيتك السينمائية؟

ما قاله، الناقد أسامة المصري عن أن المخرج الشاب أمير ايهاب فوزى يقدم لنا فيلمه الأول (نور) وقد بذل فيه الكثير من رؤى الفلسفة فيما يخص معان الجمال والعشق وتلاقي العاشقان، على شاطئ المتوسط ببحر بورسعيد، ولقد أضاف الناقد السينمائي محمود الغيطاني، أن هناك جهدا رائعا خلقه مخرج العمل مع كتيبة شابة مخلصة.

وماذا عن رأيك أنت فيما سمعت من نقد لعملك الأول؟

 سعدت بالمشاهدة والتعليق فى ندوة ما بعد العرض الأول وتحرك النقد ما بين الأخبار بمعنى الصورة ومعنى المعنى حيث الطرح الوجودى من سرد يعتمد على التداعى الحر والتجريد فى الصورة واللون والضوء والتكثيف فى حوار ضيق حيث ركز المخرج على مقولة سينمائية عالمية (لا إبداع بدون صورة ولا صورة بدون مضمون).

وماذا عن كاتب الفيلم، وصاحب النص، أو رؤيته_ رؤية والدك الروائي، إيهاب فوزي عن صنع ابنه، في فيلمه الأول وهل هو الحلم كما ردد الكثر ممن حضروا العرض؟

والدي إيهاب فوزي قال إن أمير كان رائعا فى أولى تجاربه السينمائية ونحن ننتظر منه العديد من التجارب فى ظل راعيه الروائى والسيناريست إيهاب فوزى، فأتمنى أن أكون عند حسن ظن أبي بي، ويكفيني ما قدمه من نصائح وخبرات كانت خير داعم لي صوب فيلمي الأول، أو حلمي الذي اكتمل.

حدثنا عن مفهومك لصيغ وأشكال الجمال والشعرية في فيلمك الأول؟

حرصت في تقديم الفيلم الروائي القصير نور، أن أهتم بجمال الصورة الإبداعية والرموز التجريدية وكان من الصعب بالنسبة لي كتجربة سينمائية أولى وضع أكثر من فكرة في خلال 10 دقائق وكان لدي وجهة نظر في كسر قواعد السينما في بعض اللقطات ولكن كنت حريصا على عين المشاهد عن طريق تنوع الكادرات وكنت حريصا على استغلال عناصر الطبيعة وفي نفس الوقت كان يوجد مخرج آخر للفيلم وهو مدير التصوير الذي كان له فضل كبير في صنع هذه اللقطات وكان جزء أساسي من الصورة هو المؤالف لأنه كان يتخيل الصور الجمالية لأنه كما يقال إنه مغرم بالبحر وهو الروائي إيهاب فوزي ولكن عندما اجتمعت تخيلات صورته وصورتي كمخرج للفيلم وصورة مدير التصوير النتيجة كانت فيلم “نور"

أخبرنل لماذا اتجهت للإعلام وأنت تحب التمثيل والإخراج؟

الإعلام ودراسته ساعدوني كثيرا أن اكتشف مواهب أخرى وتنمية مواهبي التي أحبها، ففي الإعلام وقفت أمام الكاميرا، وأيضا حصلت على دورة في الإخراج، وتيسر لي المشاركة الإعلامية في مهرجان القاهرة والمشاركة في الملتقى الإعلامي بدولة الكويت، بخلاف العديد من المؤتمرات الإعلامية والفنية وحصولى على الجائزة الأولى بالتمثيل على الجامعة، لذا أعتقدت أنني اكتسبت عدة خبرات وكان الإعلام قيمة مضافة أفادتني.

 كيف جاءت فكره الفيلم؟

 بعد مشاركتي الإعلامية في مهرجان القاهرة السينمائي كمراسل لتغطية الأحداث، لم أكتفي بذلك بل حرصت على حضور كثير من الأفلام بمعدل خمسة أفلام في اليوم الواحد وحرصت على حضور أفلام جميع اللغات والجنسيات، ومن هنا راودني مرة أخرى، مشروع كنت قد بدأته منذ فترة ولم يكتمل حينها لعدم توافر الإمكانيات، وفكرت في عمل فيلم مهرجانات قصير وبالفعل كنت حابب أتكلم عن نقطتين، النقطة الأولى عدم تقبل المجتمع للحقيقة والنقطة الثانية، هو عدم وضوح معنى الحقيقة وروحت بالفعل لإيهاب فوزي الروائي وأبويا في نفس الوقت وطرحت عليه الموضوع وهو كتابة وتنفيذ نص السيناريو من مشاهد ولقطات وشريط صوت ومونتاج وغيره فيما يخص الزخرف والصبغة الظاهرية وعلاقة السيناريو بالمعنى المقصود، حتى وإن كان الفورم ينحو تجاه التجريب ولغة الحداثة وما بعدها. 

 كيف تكونت الرؤية بين فلسفة الكلمة والصوت والإبداع البصري؟

حرصت حرصا شديدا على استخدام الأسلوب التجريدي والرموز المستوحاة من الطبيعة مثل البحر والسماء في أكثر من قالب واجتهدت أن تكون الصورة هي المحور الأساسي ويتضفر من خلالها الموسيقى والأداء والسيناريو وعناصر العمل الأخرى، كنت من خلالهم أتمنى أن تكون سيمفونية، ولأنتظر أخيرا رأي الجمهور والنقاد إن كنت قد نجحت فعلا وأخيرا قدم المطرب الكبير إيساف أغنية أنتي غير الناس أغنية حصرية لصناع فيلم نور داعما لنا وتشجيع منه والموضوع تقريبا كان صدفة كنت بعمل مونتاچ آخر مشهد في الفيلم وكنت محتار جدا أعمل إيه هنا بالصدفة أغنية لإيساف شغالة.

حدثنا عن كيفية التقائك بالمطرب الشهير إيساف

وقت اشتغالي على المونتاج كنت أردد بينى وبين نفسى بالقول، يا سلام لو إيساف يعملي أغنية للمشهد، ونظرا لعدم توافر المبالغ الباهظة التي تطلبها فنان كبير بحجم إيساف لكن قلت أجرب، وخصوصا أنا أعرف أنه بيدعم الشباب وبالفعل دخلت كلمته وبدون معرفة سابقة، رد في أقل من ساعة وطلب يشوف الفيلم وفي اليوم التالي وجدته أبدى موافقته، وفي خلال يومين تم إهداءنا أغنية (إنتي غير الناس) وبدون أي مقابل ولكن السبب الرئيسي من وجهة نظري في ظهور الفيلم مدير التصوير العبقري والمبدع بيشوي أشرف وكان لا يقتصر على مدير تصوير فقط بل مونتاج وألوان وكان له الفضل في اتخاذ أكثر من مشهد لم يكونوا في الحسبان ولكن كان وجودهم مهم ومبدع للغاية وأقدر أقول إنه بمثابة مخرج آخر لفيلم نور.

 كيف قابلت بطلة الفيلم ؟

 “جينا ريمون" بالصدفه البحتة وعن طريق الأقارب،  كان أول لقاء.. وصار بيننا تجاذب ما فني وفكري وتلاقت وجهتي النظر والأراء في المواضيع الحياتية، ودور الفن وتحديدا السينما، وكنت وقتها أحضر للتصوير باحثاً عن البطلة، بعدما خافت البطلة الأولى والتي كانت قد قرأت السيناريو بالفعل وتم الاستقرار عليها.. بعد ذلك عرضت على جينا القيام بدور نور، فاعترضت وكانت رافضة، ولكنني أقنعتها بعد ساعات.. “نور" والتي سمي الفيلم باسمها، كانت في السيناريو شخصية معقدة كفرت بالرومانسية، وسبق لها الانتحار، ووجدت في “جينا ريمون” ملامحها جذابة ومحبرة وهي الأقدر والأجدر، بتوصيل أفكاري ورؤيتي، وبالفعل تم التصوير.

 

أمير إيهاب فوزي مخرج فيلم "نور"