رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه اليوم.. أبرز المعلومات عن القديس بندكتس مؤسس رهبنة البندكتين

القديس بندكتس
القديس بندكتس

تحيي الكنيسة الكاثوليكية في مصر ذكرى رحيل القديس بندكتس مؤسس رهبنة البندكتين وأبا الرهبنة الغربية،  وقال الأب وليم عبد المسيح الفرنسيسكاني أنه وُلِدَ لأب هو أحد نبلاء "نورشا" في إقليم أومبريا وسط إيطاليا عام 480، وكانت له شقيقة توأم هي القديسة "سكولستيكا" التي ترهّبت أيضاً و صارت رئيسة لدير قريب من مونتي كاسينو قبل انتقالها وإعلان قداستها.

 وتابع " الفرنسيسكاني" عاش "بندكتس" طفولته و صباه في رفاهية لثراء أسرته، و كان يُعَدّ لأن يرث أملاك أبيه و يكون نبيلاً جديداً في العائلة، وقد أرسلته أسرته لدراسة الأدب والفلسفة في روما وهو في الثامنة عشر من عمره.

 وأضاف لاحظ وقتها أن حياة الترف كانت عاملا مساعدا على تدليل الحواس والنَهم والميل للرذيلة التي كان يعيشها معظم أقرانه ويدعونه إليها، والتي كانوا يخلطون بينها وبين مفهوم الحب (حُبّ الرجل للمرأة) دون التفكير في إتمام سِرّ الزيجة، بينما كان فكر بندكتس ينمو في طريق التعفف حتى عن الزواج من فتاة كان قد تعلَّق بها أثناء دراسته في روما.

 وتابع الأب وليم عبد المسيح الفرنسيسكاني، أصبحت هذه الأفكار مُلازمة لعقل و قلب الشاب "بندكتُس" إلى أن قرر وهو في العشرين من عمره، تقريباً عام 500 أن يترك دراسته في روما ويترك بيت أبيه في نورشا ويذهب لبلدة نائية تسمى أفيلي، بحثاً عن السلام النفسي في العُزلة والهدوء، ولا يمكن القول بأن هذا السعي للهدوء كان بقصد التحول للحياة النُسكية ، لأن دعوته لم تكن قد تبلورت بعد. 

بحث عن أكثر الأماكن هدوءً و هي منطقة (سوبياكو) الجبلية وتسلق الجبل إلى أن وصل لمكان هو عبارة عن كهف عمقه 10 أقدام، و التقى بجوار الكهف مع ناسِكٍ هو القديس "رومانوس" قديس سوبياكو ، فسأله هذا الناسك القديس عن أسباب بحثه عن الهدوء والعزلة وبدأ يرشده لأفكار التنسُّك و بعض عادات النُسك من الإقلال في الحديث والطعام والإكثار من الصلاة وتأمل الكتاب المقدس. 

فتأثر بندكتس بهذه الأفكار وقرر اختبار حياة النُسك فاستقر في كهف جبل سوبياكو لمدة ثلاث أعوام كاملة، لم يكن له اتصال مع العالم و كان مصدره الوحيد في الإرشاد وفي جلب الطعام هو القديس "رومانوس"، وخلال هذه الأعوام الثلاث نضج بندكتس ونمىَ في القامة والمعرفة، و في نهاية العام الثالث لعزلة بندكتس بدأ ينتشر خبر وجود ناسك جديد مع القديس "رومانوس" يمتاز بالحكمة ويعيش حياة تقشفية وعزلة.

- سعيه لتوحيد قواعد الرهبنة

و حدث أن رئيس لأحد الجماعات الديرية القريبة من جبل سوبياكو قد توفىَ ، فتوسَّل نُسَّاك هذا الدير لبندكتس الناسك المُنعزل أن يصبح رئيساً لديرهم، توَقَّع بندكتس فشل تجربة رئاسة هذا الدير نظراً لعدم وجود شركة رهبانية حقيقية لديهم فلكل ناسك منهم إسلوبه الخاص وقوانينه ولا يجمع بينهم سوى السكن في مكان واحد، إلا أن إلحاحهم الشديد عليه ورغبته هو في عيش شركة رهبانية مع نُسّاك مثله دفعته لقبول عرضهم، و سعى بندكتس لتوحيد قواعد الرهبنة للدير الذي تولى رئاسته ووضع بعض الخطوط العريضة لذلك، وبعض تفاصيل تقشفية وإماتات تجعل صوت الروح ينمو داخلهم ، إلا أن محاولاته لم تروق لنُسَّاك الدير وبعد أن كانوا راغبين في رئاسته للدير أصبحوا كارهين لها مما دعاهم للتخلص منه بدَسّ السُمّ، فأدرك بالروح مؤامراتهم و سامحهم لكنه رفض أن يستمر كرئيس لهذا الدير وعاد لكهفه على الجبل ليعيش فيه.

مع عودة القديس بندكتس لكهف سوبياكو وبعد أن كانت عودته للكهف بالنسبة له هي عودة لعزلة تامة لا رجعة فيها، إذا بأعداد من طالبي النُسك تتدفق على سوبياكو من كل أنحاء إيطاليا ومعظمهم أشخاص ينتمون لطبقة النبلاء والأثرياء تركوا كل شئ ليعيشوا حياة نُسك تحت قيادته فأسس لهم إثنا عشر ديراً حول الجبل لتستوعب أعدادهم وقرر أن يضع قانون واضح ومكتوب لرهبنته يعرضه على الحبر الأعظم أولاً لإعتماده ، ثم يقوم بعرضه على راغبي التنسُّك قبل البدء في مشوارهم النُسكي ليكون قانون مُلزم لهم ويحقق الشركة الرهبانية الحقيقية.

- وضعه لكتاب القانون الرهباني

وبالفعل انتهى من وضع كتاب القانون الرهباني لأول وأكبر رهبنة حقيقية منظمة في الكنيسة الغربية والتي حملت اسمه فيما بعد "رهبنة البندكتين"، بعدها إنتقل لـ(مونتي كاسينو) و هي مدينة جبلية أيضاً تقع بين روما ونابولي ، ليبني عليها أعظم وأكبر دير للبندكتين في إيطاليا والعالم ، وهو الدير الذي إختتم فيه حياته بين تلاميذه.

أصيب القديس بندكتس بإرتفاع في درجة الحرارة وتوفي يوم الأحد عام 547 في كنيسة دير مونتي كاسينو بعد تناوله الأسرار المقدسة بدقائق، أقامه البابا بولس السادس قديساً للكنيسة الجامعة في 24 أكتوبر عام 1964.