رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"10 سنوات ثورة".. تحالف 30 يونيو يتحدث: كيف انتصرنا؟

ثورة ٣٠ يونيو
ثورة ٣٠ يونيو

حقوقيون: أسست «جمهورية جديدة».. وأنهت أى تمييز

إنجازات حقيقية فى ملف حقوق الإنسان أصبحت أمرًا واقعًا فى مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، التى مثلت نقطة الانطلاق لتنفيذ كثير من الاستراتيجيات والخطط والبرامج فى مجالات تمكين المرأة والشباب وذوى الإعاقة، وتحسين الرعاية الصحية والاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فى مختلف المحافظات، وتحسين ظروف المعيشة بشكل عام، خاصة فى المناطق النائية والأكثر فقرًا.

ومع الاحتفال بذكرى مرور ١٠ سنوات على تلك الثورة، أكد عدد من الحقوقيين والنشطاء فى مجال حقوق الإنسان أن دولة ٣٠ يونيو نجحت فى تحقيق اختراقات كثيرة فى الملفات الحقوقية، على رأسها تمكين الشباب والمرأة، وهو ما ظهر فى ارتفاع نسبة تمثيلهما، سواء فى البرلمان أو الجهات والهئيات الرسمية، بالإضافة إلى ما حققته فى مجال الرعاية الاجتماعية وظهر جليًا فى برنامجى «تكافل وكرامة»، وزيادة المعاشات والتأمينات الاجتماعية.

وقال سعيد عبدالحافظ، رئيس مؤسسة «ملتقى الحوار» وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن ثورة ٣٠ يونيو قامت، فى المقام الأول، لمواجهة آخر محاولة فى تاريخ مصر المعاصر للخروج على الدولة من قبل جماعة فاشية أرادت فرض دستورها وميليشياتها ومؤسساتها الخاصة على حساب مؤسسات الدولة، فى محاولة لتجزئة مصر، أو جعلها إمارة من دولتهم التى يتوهمونها.

وأضاف: «ما أحدثته الثورة من تأثيرات، وبعد مرور ١٠ سنوات عليها، يتطلب أن نعيد النظر فى تاريخ تلك الثورة، وفقًا للمعطيات الجديدة التى فرضت نفسها، بعدما بدأت ملامح النظام العالمى الجديد تتشكل».

وأشار إلى أن ثورة ٣٠ يونيو أعادت الحيوية لمرافق الدولة وبنيتها التحتية، بعدما تآكلت وتكلست على مدار ٣٠ عامًا، مضيفًا: «رغم التحديات والأعباء التى يتحملها المواطن فى مصر فإن الدولة تسير فى الطريق الذى رسمته لإعادة البناء، بعد أن أصبح القرار الوطنى فى مصر بمنأى عن مصالح القوى العظمى السياسية والاقتصادية، وباتت مصر تحجز وبكل ثقة مقعدًا لها فى النظام العالمى الجديد».

وتابع: «مصر شهدت العديد من حالات العنف خلال الفترة من ٢٠١٤ حتى ٢٠١٧، بعدما سعى الإخوان فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو إلى العمل على تحويل الصراع السياسى إلى صراع طائفى، وتصوير الأمر على أنه صراع دينى وليس سياسيًا، وإن إطاحتهم من سدة الحكم هى إطاحة بالإسلام من مصر». 

ولفت إلى أن الدولة استخدمت القوانين الاستثنائية لمواجهة تلك الظروف الاستثنائية، وظهرت عدة تشريعات، من بينها قانون التظاهر وقانون مكافحة الإرهاب، وقانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية وقانون الإجراءات الجنائية، مطالبًا بتنقيح تلك القوانين التى أصبحت لا تطبق على أرض الواقع، مع العودة إلى تشريعات ما قبل ثورة يونيو، لأن الظرف الاستثنائى لم يعد موجودًا.

فيما قال محمد ممدوح، رئيس مجلس الشباب المصرى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن جمهورية ٣٠ يونيو هى جمهورية الشباب، الذين وقفوا ضد إرهاب جماعة الإخوان على مدار شهور، أثناء عملية جمع الاستمارات وحملة «تمرد» والتظاهرات المستمرة، ليس فقط فى ميدان التحرير أو محيط قصر الاتحادية، ولكن فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية، للمطالبة باستعادة الدولة من خاطفيها.

وأضاف: «كان أول ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توليه، هو تمكين هؤلاء الشباب، وأن يكونوا داخل مراكز صنع القرار، كما أن قرارات العدالة الاجتماعية التى تم اتخاذها فى عهده كانت قرارات غير مسبوقة، لأن الدولة المصرية، فى عهد هذا الرئيس، لا تعطى المسكنات، لأنه رجل آثر من البداية أن يتحمل المسئولية وأن يعالج المرض لا أن يعالج العرض».

وتابع: «الرئيس السيسى قبيل ترشحه كان يرى الصورة كاملة، وأن الدولة المصرية ليست فى حالة من الرفاهة حتى تستمر بالمسكنات، التى استمرت فى تعاطيها على مدار أكثر من خمسة عقود».

واستطرد: «كان هناك عمل على مسارين متوازيين، فهناك العمل على إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى تهدف لتأسيس الجمهورية الجديدة، وهناك أيضًا إجراءات لبسط مظلة العدالة الاجتماعية، وإقرار حزمة من برامج الضمان والأمان الاجتماعى، التى تضمن حياة كريمة لكل فئات المجتمع».

وواصل: «الجميع رأى الفارق بين المعاش الذى كان يؤخذ قديمًا وحاليًا، والذى كان لا يتجاوز عند بعض الفئات مبلغ الخمسين جنيهًا، وأصبح لدينا الآن ملايين المواطنين الذين يتقاضون معاش «تكافل وكرامة».

وأشار إلى أنه يجب ألا ننسى أن الدولة كانت تعانى فتك فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى، خاصة فى الأماكن الأشد فقرًا، لكنّ المصريين يحتفلون، حاليًا، بانتهاء هذا المرض، بعد أن تحملت الدولة أعباء العلاج منه.

ولفت أيضًا إلى أن جميع المواطنين يرون الآن كيفية تحول منظومة الدعم من الدعم السلعى إلى النقدى، مع إعادة الهيكلة الكاملة لبرامج العدالة الاجتماعية، وأصبحت الموازنة المخصصة لمثل هذه البرامج تقدر بمليارات الجنيهات.

وأكمل: «الدولة المصرية إذا كانت استمرت فى تعاطى المسكنات دون علاج المرض، فإنها بكل تأكيد لم تكن لتستطيع تجاوز محنة جائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم أجمع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وكل هذا جهد يستحق الإشادة».

وعن اهتمام القيادة السياسية بملف تمكين المرأة، قالت الدكتورة إيمان ببيرس، رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة، إن دولة ٣٠ يونيو اهتمت بتمكين المرأة، خاصة على المستويين السياسى والتشريعى، وبدأ هذا وفق توجيهات الرئيس السيسى، الذى ينادى دائمًا بحقوق المرأة المصرية والحفاظ على مكتسباتها فى جميع المحافل.

وأضافت: «بدأ الرئيس السيسى والحكومة فى تنفيذ خطة تمكين المرأة على جميع المستويات منذ عام ٢٠١٧ حتى الآن، وفى الفترة الأخيرة حصلت المرأة المصرية على العديد من المكاسب والإنجازات، منها حصولها على مكانة متميزة فى دستور ٢٠١٤، بدءًا من ديباجة الدستور، حتى تخصيص ٢٠ مادة خاصة بالمرأة، تضمن وتكفل تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص».

واستطردت: «تم أيضًا تعديل بعض القوانين لضمان حماية المرأة من كل أشكال العنف، منها تغليظ عقوبة ختان الإناث فى القانون رقم ٧٨ لعام ٢٠١٦، وتغليظ عقوبة التحرش بإصدار القانون رقم ١٤١ لسنة ٢٠٢١ بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وشمل التعديل اعتبار جريمة التحرش جناية عقوبتها السجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات».

وتابعت: «كل ذلك، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان عام ٢٠٢١، التى خصصت المحور الثالث لتعزيز حقوق المرأة، والتأكيد على حقها الدستورى فى ترسيخ المساواة والعدل وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، وأيضًا الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠، التى تسعى للتأكيد على التزام مصر بحقوق المرأة، ووضعها موضع التنفيذ». 

إخوان منشقون: حمت الأمة من طغيان الجماعة

قال طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق، إن ثورة ٣٠ يونيو أحد أهم أمجاد هذه الأمة، وقيمتها تأتى انطلاقًا من خطورة ما عاناه الشعب المصرى على مدى عام بأكمله، تعرض فيه لكل أشكال الفساد والفوضى العارمة، التى كادت تطيح بكل مؤسسات الدولة، وتراجعت فيها جميع المؤشرات على مستوى الملفات المهمة التى تمثل عصب أى دولة، سواء الاقتصاد أو الاستثمار أو السياحة، فضلًا عن تعمد هدم فكرة مؤسسية الدولة والعمل وفقًا لقرارات شخصية يتخذها الرئيس بإملاءات من المرشد العام. وأضاف «البشبيشى»: «وصول تنظيم الإخوان السلطة فى مصر، بعد عقود من التآمر، هو الطامة الكبرى التى وجدنا أنفسنا فيها، لقد كانت مصر فى مهب الريح وينتظرنا الضياع والانهيار، إذ فى غفلة من الزمن سطا على المحروسة عدو خطير يضمر الشر والكراهية، وفى يده كل أدوات الخراب والفتنة». 

وتابع أن «قيام ثورة ٣٠ يونيو كان تحديًا ضخمًا للشعب المصرى، ونجح فيه بجدارة، وعليه اليوم أن يفتخر بما حققه فى هذا اليوم، وأن ينظر إلى ما تحقق من إنجازات ملموسة على أرض الواقع من مشروعات قومية وتغيير جذرى فى كثير من الملفات، فاليوم مصر تعيش عصرًا جديدًا بعدما أزاحت خطرًا كان استمراره يمثل نهاية لتاريخ دولة عظيمة كمصر، ولكن المصريين لن يتركوا شبرًا من أرضهم تحت وصاية أو رحمة أحد».

من جانبه، قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، إن التاريخ سيخلد ٣٠ يونيو، ومن لا يعرف قيمة ما حدث فعليه أن يتخيل السيناريو بدونها، وليرى عظمة تكاتف المصريين خلف القوات المسلحة، الدرع الحامية لهذا الوطن، من أجل إزاحة حكم الجماعة الطاغية التى اعتلت حكم البلاد واعتبرت مصر غنيمة وجاء أعضاؤها للأخذ بالثأر من الجميع، مشيرًا إلى أن الجماعة مارست أبشع الأفعال وأدارت البلاد بمنهج وأساليب المخططات الاستعمارية، التى رسمت لها الطريق فى كيفية هدم الدولة المصرية وتفتيت مفاصلها واستهداف أقوى مؤسساتها، وعلى رأسها الجيش. وأكد «ربيع»، أن ثورة ٣٠ يونيو ستظل بريقًا لامعًا فى تاريخ الدولة المصرية وعنوان الشجاعة والإصرار الشعبى على رفض أى سياسات خاطئة من قبل أى حاكم، فضلًا عن التأكيد على أن الجيش المصرى لن ينحاز إلا للشعب المصرى ورغبته، وسيظل يدعمه فى أى وقت يحتاج إليه. ولفت إلى أن الدولة تحيى اليوم حياة جديدة وجمهورية صامدة قادرة على مواجهة كل التحديات الراهنة، بل العمل على استكمال خطى التنمية والبناء.

السيناوية: بداية لتطهير أرض الفيروز من الإرهاب 

قالت النائبة عايدة السواركة، عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، إن ثورة ٣٠ يونيو عنوان مصر الفارق فى مرحلة تصدى الشعب لجرثومة خطيرة جاءت لتأكل الأخضر واليابس، وتمارس أبشع الأفعال والأعمال تحت شعارات دينية وهمية لا تمت للدين بصلة، ولم يصدقها الشعب المصرى بل استمر فى نضاله إلى أن أزاحها بعيدًا عن تراب هذا الوطن.

وأضافت «السواركة» أن الشعارات الدينية الوهمية والمزيفة التى رفعها الإخوان كانت السبب الرئيسى فى تراجع مؤشرات السياحة، إذ أخذت الجماعة تصور نفسها على أنها مناهضة للثقافة الغربية، لذا افتقد السائحون من كل أنحاء العالم عنصر الأمان، ما أضاع على مصر رافدًا مهمًا من روافد النقد الأجنبى، بخلاف غير ذلك من التأثيرات السلبية على مختلف المجالات، الاقتصادية والسياسية والعلاقات الخارجية.

وأكدت أن سيناء كانت تعتبر ملاذًا للجماعات الإرهابية المتطرفة التى سمحت جماعة الإخوان بدخولها، مما جعلها عبر سنوات، بعد انتهاء حكم الإخوان، بؤرة إرهابيين ومتطرفين نالوا من دماء المصريين، لكن الدولة وجيشها العظيم كافحا الإرهاب بكل صوره، والآن سيناء أصبحت آمنة تتمتع بخريطة استثمارية واقتصادية تليق بأرض الفيروز وتعوضها عن سنوات التضحية من أجل دعم الوطن فى معركته مع الإرهاب الغاشم.

أحزاب: أنقذت مصر من الفاشية.. ومنعت تحولها إلى لا دولة

شدد عدد من قيادات الأحزاب السياسية على أهمية ثورة ٣٠ يونيو، واصفين إياها بأنها واحدة من أهم الثورات فى تاريخ مصر، بعدما أنقذت البلاد من الحكم الفاشى، وحافظت على هُويتها الأصيلة من الاختطاف.

وقال عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب «مستقبل وطن»، إن «٣٠ يونيو» لم تكن مجرد ثورة شعبية فقط، بل لحظة فارقة فى تاريخ هذا الوطن، ومعركته الحقيقية فى أن تكون مصر «دولة أو لا دولة».

وأضاف عضو مجلس الشيوخ: «الشعب أدرك فى هذه اللحظة خطورة وجود جماعة الإخوان الإرهابية التى توغلت فى مفاصل الدولة، واستهدفت تدمير مؤسساتها المهمة، وعلى رأسها الجيش، وتحويله لمجرد أداة لتحقيق أجندات الدول الخارجية التى كانت تحرك الجماعة مثل اللعبة، من أجل الوصول لأعماق الدولة المصرية وتحويلها إلى بؤرة خراب، واستنزاف مواردها وثرواتها».

وواصل: «مصر مرت بفوضى اقتصادية عارمة خلال حكم الجماعة الإرهابية، وبتشتت فى السياسات المالية والإدارية، ولولا ثورة ٣٠ يونيو لبقيت أسيرة حتى يومنا هذا، ولتحول مصيرها كمصير كثير من الدول العربية التى لم تستطع استعادة روحها وقوتها حتى الآن».

وأكمل: «لكن مصر تُرسخ الآن لدولة وطنية وجمهورية جديدة، تحت قيادة زعيم وقائد وطنى، يقود ثورة إصلاح ونهضة وتطوير لإصلاح ما أفسده حكم الجماعة الإرهابية، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات قومية غير مسبوقة».

ووصف حازم الجندى، عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد»، ثورة ٣٠ يونيو بأنها نموذج فريد فى تاريخ الأمة المصرية للقضاء على جماعة إرهابية حاولت العبث بمقدرات وطننا الغالى.

وقال «الجندى»: «خروج ملايين المصريين فى ثورة يونيو جاء للدفاع عن وطنهم من محاولات الجماعة الإرهابية لاختطاف الدولة، والحفاظ على هُوية مصر الأصيلة من الاختطاف».

وأضاف عضو مجلس الشيوخ: «فلول الجماعة فى الداخل والخارج لم تتوان عن محاولاتها الآثمة لزعزعة أمن واستقرار الوطن، لكنّ المصريين وقياداتهم وجيشهم الأبى وأجهزتنا الأمنية كانت لها بالمرصاد، وتمكنت مصر من تحقيق نصر ساحق على قوى الشر والظلام، وتابعت مسيرتها من أجل البناء والتنمية فى ربوع الوطن».

وشدد على أنه «منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، شهدت مصر نهضة اقتصادية واسعة فى أنحاء الوطن، من خلال المشروعات التنموية غير المسبوقة على مختلف الأصعدة».

وتوجه عضو مجلس الشيوخ بالتحية لأرواح الشهداء من الجيش والشرطة، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم فداءً فى سبيل الوطن، مضيفًا: «ستظل مصر عصية على أعدائها، فقد سجّل التاريخ العديد من المواقف والأزمات المختلفة التى واجهها المصريون، وأثبتت أنهم يتمتعون بعزيمة قوية وإرادة صلبة تمكنهم من تحقيق المستحيل وسحق العدو والمحافظة على مقدرات بلادهم».

وقال النائب عاطف مغاورى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «التجمع»، إن اصطفاف الشعب المصرى خلف قواته المسلحة فى ثورة «٣٠ يونيو»، لتخليصه من حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية، رسالة قوية أراد المصريون إيصالها إلى العالم كله، مفادها أن هذا الشعب لا يخاف أحدًا، ولا يصمت على حكم طغاة استنزفوا موارد البلاد ووضعوا ونفذوا العديد من الخطط التى استهدفت تفتيت مفاصل الدولة وهدم مؤسساتها، لتحقيق أجندات خارجية لدول أخرى لا تريد لنا خيرًا.

وأضاف «مغاورى»: «مصر تعيش الآن عصرًا جديدًا، يتمتع فيه المواطن بكل حقوقه، ويؤدى واجباته فى الوقت نفسه، بالتزامن مع تنفيذ خطط شاملة للنهضة والتنمية فى كل المجالات لإصلاح ما أفسدته الجماعة الإرهابية فى عامها الأسود».

وتابع: «مصر تتجه إلى مشارف الجمهورية الجديدة، التى تعتمد على العمل والبناء والتكاتف بين قوى الشعب، التى أثبتت أنها لا تصمت عن الحق، ولن ترضى بغير ما تستحق».

واتفق معه هشام عبدالعزيز، رئيس حزب «الإصلاح والنهضة»، الذى وصف «٣٠ يونيو» بأنها من أهم الثورات فى التاريخ المصرى الحديث، مشددًا على أن «٣٠ يونيو ثورة بمعنى الكلمة، ولو مررنا على تاريخ الثورات المصرية، بداية من ثورتى ١٩ و٥٢، مرورًا بثورة ٢٥ يناير، سنجد أن كل هذه الثورات كانت أقرب إلى الاحتجاجات أو المطالبة بقضايا معينة».

وأوضح رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» أن ثورة ١٩١٩ قامت من أجل الاستقلال، وثورة ١٩٥٢ قامت ضد الملكية ولبناء دولة مصرية لها شكل جديد، ثم كانت ثورة ٢٥ يناير احتجاجية مرتبطة بأشكال حقوقية وبعض المطالبات الإصلاحية الأخرى، مضيفًا: «أما ٣٠ يونيو فهى ثورة من أجل الدولة، وأجابت عن سؤال مهم جدًا: من نحن؟ وماذا نريد؟».

وتابع: «ثورة ٣٠ يونيو كانت سببًا فى إنهاء حكم فاشى، وعادت الدولة المصرية إلى مسارها الصحيح، بعدما حاول أعداء الوطن اختطافها والسقوط بها فى الهاوية، ثم كانت إيذانًا للبدء فى بناء الجمهورية الجديدة».

ورأى أن ثورة ٣٠ يونيو لها تأثير كبير على تغيير أنماط الحياة فى مصر، وما زالت تداعياتها الإيجابية مستمرة حتى هذه اللحظة، مستشهدًا على ذلك بالحوار الوطنى الجارى حاليًا بين القوى السياسية المختلفة فى التوجهات والأيديولوجيات، كنتاج لتلك الثورة المجيدة التى رسمت شكل تنمية سياسية غير مسبوقة فى تاريخ الدولة المصرية. 

ونبّه «عبدالعزيز» إلى أن الجماعة الإجرامية التى حكمت مصر لم يكن هدفها سوى تقسيم البلاد وزعزعة أمنها واستقرارها، مضيفًا: «لولا استجابة القوات المسلحة لنداء المصريين بضرورة إنقاذ الوطن من يد هؤلاء العابثين، لكنا حاليًا نعيش أسوأ أيامنا».

واختتم رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» بتوجيه التحية لأبطال مصر وقائدها العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى، على تخليص البلاد من هؤلاء العابثين.

من جهته، قال هانى العتال، أمين الإعلام بحزب «حماة الوطن»، إنه ونحن نحتفل بذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة نتذكر تضحيات وإخلاص القوات المسلحة الباسلة التى واجهت محاولات اختطاف الدولة من بعض الجماعات المتطرفة التى حاولت جر البلاد إلى الهاوية.

وأشار إلى أنه بعدما تخلص الشعب المصرى من هذه الجماعات فى الثورة المجيدة، بدأت مرحلة تطهير البلاد من الإرهابيين، وقدم الشعب المصرى العديد من الشهداء ممن ضحوا بحياتهم فداء لهذا الوطن.

وذكر أنه فى الوقت الذى بدأت فيه مصر مرحلة التطهير من الإرهاب، انطلقت مرحلة جديدة من التنمية والبناء فى كل القطاعات وفى جميع ربوع مصر، مضيفًا: «النهضة التنموية التى بدأت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، لم يسبق لها مثيل، واستطاعت تصحيح مسار الدولة المصرية، من أجل مستقبل أفضل لجميع أبنائها».

ولفت إلى أنه بالرغم من التحديات الكبيرة التى شهدتها مصر، سواء فى مواجهة الإرهاب داخليًا أو الأحداث العالمية، من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من أزمة اقتصادية، استطاعت مصر الصمود لتجاوز تلك الأزمات، قائلًا: «نجحت الدولة بفضل سياساتها فى الحفاظ على النسيج الوطنى».

بدوره، قال ناجى الشهابى، رئيس حزب «الجيل» والمنسق العام للائتلاف الوطنى للأحزاب السياسية المصرية، إن يومى ٣٠ يونيو و٣ يوليو ٢٠١٣ من أعظم أيام التاريخ المصرى الممتد إلى آلاف السنين، مضيفًا أنهما لا يقلان فى تأثيرهما وخلودهما عن الأيام الخالدة فى التاريخ مثل يومى ٢٣ يوليو ١٩٥٢ و٦ أكتوبر ١٩٧٣.

وأضاف: «ثورة ٣٠ يونيو فى عيدها العاشر استطاعت أن تكشف زيف دعاوى الجماعة التى تحالفت مع أصحاب مخطط الفوضى الخلاقة المدمرة، وأطاحت بشعبيتها التى عملت من أجل زيادتها على مدى أكثر من ثمانية عقود».

وتابع: «رسخت الثورة لحياة سياسية جديدة دون قوى الإسلام السياسى، خاصة تلك القوى التى ارتبطت بتحالفات غربية مخطط لها فى عواصم أجنبية».

وأشار إلى أن الرئيس السيسى بدأ مرحلة فى تاريخ الدولة المصرية، يجدد فيها شبابها الحزبى ويمنحها ممارسات ديمقراطية جديدة، من خلال دعوته للحوار الوطنى الذى اجتمعت حول مائدته أحزاب مصر وقواها الفاعلة، فى محاور ثلاثة انبثقت عنها ١٩ لجنة فرعية، ليدور النقاش حول ١١٣ قضية ستكون مخرجاتها التوافقية بمثابة خارطة طريق واضحة للجمهورية الجديدة.

وفى السياق ذاته، قال المهندس باسل عادل، البرلمانى السابق ومؤسس كتلة الحوار، إن ثورة ٣٠ يونيو حققت هدفها على مستوى القضاء على جماعة الإخوان، والحفاظ على الهوية المصرية وعلى تماسك الشعب.

وأضاف: «هذه الثورة أعطت فرصة لعملية البناء والتنمية التى تم تحقيقها فى الملف الاقتصادى»، متابعًا: «لم يكن المستوى السياسى على القدر المطلوب من الانفتاح، ولكن تفهمنا ذلك بسبب الحرب على الإرهاب التى شهدتها الدولة، ونتمنى أن يكون الحوار الوطنى بداية مبشرة لانفتاح سياسى وحياة سياسية وحزبية وبرلمانية، على قدر عالٍ من الديمقراطية والحرية».

وأكد أن الدولة شهدت مشروعات بنية تحتية جبارة، من محطات مياه وكهرباء وطرق، خاصة مشروع العاصمة الجديدة والمدن الجديدة بكل أنحاء الجمهورية.

أما الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، فقال إن ثورة ٣٠ يونيو ستظل خالدة فى قلوب كل المصريين، مشيرًا إلى أن ذلك اليوم فارق وشاهد على استعادة البلاد مرة أخرى من أيدى مختطفيها.

وأشار إلى أن ثورة ٣٠ يونيو خلّصت الشعب والبلاد من حكم تلك الجماعة التى لم تكن تعمل لصالح الشعب، بل تقف على الجانب الآخر من الجميع، وتعادى كل الأطراف دون استثناء، وانقلبت على كل وعودها الوهمية التى روجتها قبل الوصول إلى الحكم، وسعت لإعلاء مشروعها الطائفى على حساب المصالح الوطنية.