رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف عبدالشافى يكتب: رائحة الأسماء 

وهل للأسماء رائحة؟!، ولها ذكريات وتفاصيل وقصص ومكان نحفر له مساحة فى الوجدان، وربما حمل الاسم رائحة شجن وحزن وألم قديم، وربما كانت الفرحة والراحة النفسية والبهجة مسكونة بين حروفه، وربما أحاطت هالة قدسية به فيمتلك سحرًا خاصًا يفوح وينساب مكللًا بالورد والياسمين، وهناك أسماء تفيض منها أرواح طيبة وأخرى غير ذلك.. وها أنا أحاول تشمم رائحة الأسماء فى رحلة قد تطيب لك، ونعثر معًا على ذكرى حلوة فى هذه الأيام المباركة.

إبراهيم 

سبحان الله، هل الروح تأخذ من البدن إلى درجة أن حامل هذا الاسم يبدو فى صورته الأولى ملاكًا أو شيخًا طيبًا على أقل تقدير؟!

إبراهيم الكبير كان أبوالأنبياء، وإبراهيم الصغير كان طفلًا للنبى محمد «صلى الله عليه وسلم»، إبراهيم من ماريا القبطية الذى بكاه النبى بكاء الشيخ الذى يغادر حلمًا كبيرًا للأبد، فحتى أخريات حياته ظل يحلم ويشتاق الولد.

وأنا اسمى أشرف كما تعلمون وعشتُ فى حى المنيل فترة الدراسة الجامعية مطلع التسعينيات، وكنت أقطع كوبرى الجامعة متنزهًا وسعيدًا بالنيل متعجبًا من الدنيا التى جاءت بى من قرية برطباط البعيدة؛ لأحضن نيل القاهرة وأسير بموازاته واضعًا يدى فى جيبى كأفخم أرستقراطى، وكان عم «إبراهيم هاشم»- رحمه الله رحمة واسعة- هو الحائط الذى أسند إليه ظهرى فى القاهرة العامرة الساهرة، لستُ وحدى الذى أفعل ذلك فهناك عشرات من قريتنا «برطباط- المنيا» جاءوا وعاشوا فى بيته المتواضع بحارة ضيقة فى المنيل القديم خلف عمارة هيتاشى بفخامتها، وبما يسكنها من فنانين وفنانات وصاعدين معهم فى طبقة جديدة ستتوسع وتتضخم وتلتهم الحارة يومًا ما!، بيت صغير لا يزيد على حجرتين اتسع لرَكب من البشر، وتلك قصة طويلة ما يهمنا فيها هو «عم إبراهيم» الذى تفرقّ اسمه فى معظم بيوت قريتنا تيمنًا بهذا الرجل النبيل، ظهر منهم «إبراهيم» ابن شقيقى الأكبر محمد فهو القطعة الطيبة التى توزعت بالعدل بين بيوت العائلة، الجميع ينادى إبراهيم فى المرض والفرح رغم وجود عشرات فى نفس عمره، إلا أنه يتميز بضحكة صافية وقلب شفاف وعزيمة رجال، ينحنى للأعمام والأخوال ويوفق المتخاصمين ويسعى بالخير بيننا، وكلما رأيته أسأل نفسى: هل تناسخت أرواح الطيبين فى الاسم والبدن؟ وهل اقتران النفوس الشريرة باسم إبراهيم استثناء من القاعدة؟!.

انتظر النبى هدية ربانية كبرى بعد أن أنجب من السيدة خديجة بناته الأربع، تزوجت زينب الكبرى من ابن خالتها أبى العاص بن الربيع، وتزوجت أم كلثوم ورقية من ابنى أبى لهب، وعاشتا فى بيت حمالة الحطب حتى جاءت الرسالة فتغير مصير الثلاثة، وبقيت فاطمة الزهراء حتى تزوجت على بن أبى طالب، وظل حلم إنجاب الذكر قائمًا، فما زالت السيدة خديجة قادرة على الإنجاب وليس فى الحلم اعتراض على المشيئة الإلهية، لكنها الفطرة الإنسانية التى تمتع بها النبى المختار من حب البنين، فقد فاضت عاطفة أبوته على اثنين كانا بمثابة الولد أولهما على بن أبى طالب، والثانى هو زيد بن حارثة الذى كان يسمى زيد بن محمد حتى نزلت «ادعوهم لآبائهم»، كما قدم الدرس البليغ فى تربية البنات ولم يجزع وكل هؤلاء الجهلاء يتغامزون عليه ويجرحون مشاعره الرقيقة بوصفهم الخسيس «الأبتر»، فهم أبناء الجاهلية الذين وأدوا بناتهم تحت الرمال وتفاخروا بالذكر حتى لو كان سفاحًا، وهو الكريم ابن الكريم الذى سهر على تربية أربع بنات سعيدًا صابرًا ويحق له أن يحلم بولد من صلبه، وظل الأمل قائمًا حتى جاء القاسم وتلاه عبدالله لكن يشاء الله أن يرحلا صغيرين، ولم يحدد رواة السيرة متى ماتا ولا كيف!، بل إنهم- رواة السيرة- لم يتفقوا على رأى واحد فى عدد أبنائه «صلى الله عليه وسلم» الذكور كما تذكر بنت الشاطى فى كتابها «بنات النبى»، فبعضهم قال القاسم وعبدالله، والبعض الآخر أضاف الطيب والطاهر، وأصبح للنبى، صلى الله عليه وسلم، أربعة من الذكور توفاهم الله قبل الرسالة المحمدية، وجميعهم من السيدة خديجة بالطبع، حتى جاء إبراهيم فلم يختلف أحد من رواة السيرة عليه، وعلى والدته ماريا القبطية بنت مصر أخوال العرب.

ماريا وهاجر

من «الأشمونين» جاءت ماريا بنت شمعون لأب قبطى عاش فى إحدى قرى المنيا، وانتقلت مع شقيقتها «سيرين» إلى قصر المقوقس، وشهدت وصول «حاطب بن بلتعة» حاملًا رسالة النبى محمد الشهيرة بدعوته لدخول الإسلام، وكانت ماريا الهدية الكبرى التى أرسلها المقوقس مع شقيقتها وغلام خصى- دارتْ حوله حكايات مضحكة- إلى النبى كرسالة سلام ومحبة مصرية، وفى طريقها من مصر إلى مكة لم تكن ماريا تعرف شيئًا عن العالم الذى ستدخله، ولم تكن تعلم أن سيدات الحجاز سيعجبن من جمالها الآخاذ الذى وصفته السيدة عائشة فى حديثها عنها بأنها «شابة حلوة جعدة الشعر جذابة الملامح» فأنزلها النبى، صلى الله عليه وسلم، بمنزل قرب المسجد بعيدًا عن زوجاته، فأثار ذلك غيرتهن وتظاهرن ضدها حتى نزل قوله تعالى «يا أيها النبى لِمَ تحرم ما أحل الله لك»، وتدفأت ماريا بمشاعر الرسول الأمين الذى كان قد بلغ الستين فشعرت بالطمأنينة فى اغترابها وفراقها للنيل وأهل مصر، وكان هو، صلى الله عليه وسلم، ما زال يتمنى أن ينعم الله عليه بولد، فقد تزوج بعد خديجة عشر زوجات، ولكن أرحامهن أمسكت عن الإنجاب، فهل يتجدد الأمل مع الفتاة الغريبة، هل تكون هى هاجر المصرية التى أنجبت لإبراهيم ابنه الذبيح إسماعيل!، هل تأتيه بشارة السماء إلى زكريا وهو قائم بالمحراب «قال رب أنى يكون لى غلام»، وفى عامها الثانى معه، وبعد أن تأكدت من البشارة التى فى أحشائها أخبرته «صلى الله عليه وسلم» فانتابته فرحة قيل إنها أكبر من فرحته فى يوم الفتح، وأشرق نور وجهه الكريم وهللت المدينة للخبر السعيد، واكتملت شهور الحمل، وجاءت لحظة ميلاد «إبراهيم» الذى اختار له النبى الاسم تيمنًا بالخليل، وكان قائمًا يصلى حين جاءته البشرى فى شهر ذى الحجة سنة ثمانٍ من الهجرة، ففاضت دموع فرحته وتصدقّ على كل مساكين المدينة، وعاش فرحة عارمة جعلته يحمل الوليد بين ذراعيه، ويطوف به على زوجاته ليباركنه حتى وصل إلى عائشة ودعاها لترى ملامحه فكان ردها عنيفًا، ولم تفارقها الغيرة لحظة واحدة، حتى انطفأ الفرح ومرض إبراهيم مرضًا شديدًا وهو لم يبلغ عامه الثانى بعد، وعمّ جو من الكآبة والحزن فى المدينة كلها، وتصف الكاتبة الكبيرة عائشة عبدالرحمن مشهدًا يلخص حالة النبى «صلى الله عليه وسلم» الذى دخل يتحامل على يد «عبدالرحمن بن عوف» متألمًا باكيًا وحمل صغيره فى حجره محزون القلب ضائع الحيلة، لا يملك سوى أن يقول: «إنّا يا إبراهيم لا أغنى عنك من الله شيئًا»، ودمعت عيناه وهو يرى صغيره يعالج سكرات الموت ثم أصغى واجمًا إلى حشرجة احتضاره، مختلطة بعويل الأم الثكلى والخالة المفجوعة، وانحنى النبى على جثمان فقيده فقبله والدمع يفيض: «تدمع العين يا إبراهيم ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى الرب وإنا يا إبراهيم عليك لمحزون، وإنّا لله وإنا إليه راجعون»، ثم نظر إلى ماريا يواسيها: «إن له مرضعة فى الجنة»، وحمل جثمان إبراهيم على سرير صغير إلى البقيع فصلى عليه وأضجعه بيده فى قبره ثم سوى التراب عليه ونداه بالماء وطوى جرحه مستسلمًا لأمر الله، واعتكفت ماريا فى بيتها تحاول أن تتجمل بالصبر.. بينما استظل النبى «صلى الله عليه وسلم» برائحة إبراهيم مسبحًا بحمد الله. 

زينب 

اسمى أشرف، وكان من سوء حظى أيام الجامعة أن اخترت السيدة زينب لأسكن فيها، كنتُ أظن- وبعض الظن إثم طبعًا- أننى سأقيم فى رحاب الطاهرة الشريفة أتنسم هواء مقامها فى الصباح، وأنام- فى المساء طبعًا- على عطر سيرتها وآل البيت أجمعين، تصورت عصافير ملونة وريش نعام وجنة من الراحة ترفرف حولى، فلم أجد سوى البق والهرش وليلة بائسة فى بيت سيدة بائسة رفضت إعطائى مبلغ التأمين وخرجتُ فى صباح الليلة التى سكنتُ فيها، فقد حملت ملابسى وكتبى ودخلت حجرتى وابتسمت للحوائط التى ستصبح معى ونيسًا وهممتُ- كما يهم الناس- بتعليق ملابسى فى مسامير لأجد أسرابًا مهولة من البق الأسود الثقيل الدم والمنظر، وكلما أنهيت سربًا بنظرى رأيت سربًا آخر يسير ببطء وكآبة، سرعان ما انتقلت إلى روحى وانتبه جسدى لرائحة القرص فهاج الدم، وشعرت بالأسراب تسير على جلدى كله بدبيب منتظم، وانتابتنى حالة التهيؤات التى تعرفونها ونزعت ملابسى وحككت ساقىّ فى ساقىّ، وذراعى اليمنى امتدت إلى ظهرى وصرخت كالملسوع بلدغات عقارب، وقضيت ليلة بائسة فى البلكونة البائسة فى يناير البائس، ونظرت إلى شارع «السد» المؤدى إلى مقام السيدة وحزنتْ نفسى حزنًا كبيرًا، وقلت: ليه كده يا سيدة؟! وفاضت دموعى بغزارة وشجن غير مبرر، لكننى حنوت على نفسى حنوًا بالغًا وطبطبتُ عليها طبطبة كبيرة وقلت لها: معلش يا نفسى، وغفوت دقائق قليلة وحلمت كما يحلم الناس بقلادة السيدة خديجة، ولا تسألنى عن السر أو السبب، فأنا أحببت زينب الكبرى ابنة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وما زاد حب السيدة زينب بنت على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء وشقيقة الحسن والحسين فى قلبى إلا من حبى لزينب الكبرى التى ظلت فى قلب النبى، حتى جاءت حفيدته الصغرى بعد رحيلها بقليل؛ لتحمل الاسم وجانبًا كبيرًا من الشقاء والألم الذى عاشته خالتها فى كربلاء. 

أما القلادة التى جاءتنى فى الحلم فكانت شفيعًا ورسالة من السماء لإنقاذ قلب زينب الكبرى من القهر والغم، فقد تزوجت زينب بنت محمد «صلى الله عليه وسلم» من «أبى العاص بن الربيع» ابن خالتها «هالة بنت خويلد» فى الجاهلية بعد قصة حب عذبة ورائقة حتى قيل إن العاص كان يكتب فيها قصائد الشعر، وظل على ذلك الحب حتى اشتهر بين قوافل التجار بشدة الحنين إلى زوجته، وبينما السعادة ترفرف حول زينب جاءت الرسالة المحمدية!، وانقلبت قريش على المبعوث رحمة للعالمين وقرروا تطليق بناته، وكان له «صلى الله عليه وسلم» فى ذلك الحين ثلاث بنات، ووافق ابنا أبى لهب «عتبة وعتيبة» على تطليق اثنتين «أم كلثوم ورقية»، بينما رفض «أبوالعاص» التخلى عن زينب، ولم يخجل من الاعتراف بحبها وهو المشهور بين القوافل بغرامها، وتمسك بها أمام هذا الحشد من الكراهية لمحمد وبناته، وذهب إلى بيته حائرًا لا يعرف ماذا سيقول، لكن زينب كانت مستعدة للتعامل مع غضب زوجها وحبيبها، فما إن دخل داره صامتًا محتقن الوجه حتى قالت زينب: «ما كنت لأكذب أبى وكذلك أمى وعلى وأبوبكر وابن عمك عثمان ابن عفان بن أبى العاص ابن أمية وابن خالك الزبير بن العوام بن خويلد»، لكن الزوج ظل على غضبه لا يعرف ماذا يصنع وزينب تدعوه لدخول الإسلام!، فاعتذر لها بلطف: «أخشى أن يقال إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاءً لامرأته، والله ما أبوك بمتهم عندى، وليس أحب إلى من أن أسلك طريق حبيبتى وطفلتى، فهلا عذرت وقدرت؟!». 

ودار حوار طويل بينهما تسرده بنت الشاطئ فى «بنات النبى» لكن الأهم من الحوار ونعومته تلك المعاناة التى عاشتها زينب، ويا قلبى على زينب التى ستبكى كثيرًا وينكسر قلبها كثيرًا، فلم يكن رفض زوجها تصديق أبيها أمرًا سهلًا، ولم يكن البقاء على الإيمان وسط كل هذا النكران بالرسالة سهلًا، على أن القادم كان أسوأ، إذ سيتم حصار الهاشميين ومقاطعتهم، وسيبقى النبى وحيدًا مع أبى بكر وعلى بن أبى طالب، وستتحدث مكة كلها عن مطاردة قريش محمد وصاحبه، وسيصل النبى بعد غار حراء إلى يثرب مع الصديق أبى بكر، وفى كل يوم من تلك الأيام، وفى كل لحظة من تلك اللحظات كان قلب زينب يعتصر ألمًا وخوفًا ورعبًا وحيرة، وحيدة يا ولداه، والغد غير مأمون وطفلتها فى حضنها وقريش تتوعد محمد بجيش من ألف مقاتل!، ليس هذا فحسب، بل إن زوجها قرر الخروج مع قريش لمحاربة المسلمين فى «بدر»، ووقعت زينب فى الاختبار الأصعب فى تاريخ أبناء الأنبياء، فهى تدعو الله أن يحفظ زوجها، وتتضرع إليه بانتصار أبيها!، وتكتمل الدراما عندما يقع أبوالعاص أسيرًا بعد أن ظنت زينب أنه قُتل فى «بدر»، ولك أن تتخيل صعوبة الموقف على المبعوث رحمة للعالمين ورمز العدالة والسماحة وهو فى حيرة القلب هذه، فها هى زينب ابنته وريحانة قلبه تتعذب هناك فى مكة، وها هو حائر الفؤاد فى أمرها وشقاء روحها، حتى أرسلت «زينب» مع شقيق زوجها قلادة هى أغلى ما تملك؛ ليذهب بها إلى الرسول وأصحابه على سبيل الفدية وإطلاق سراح زوجها أبى العاص.

وكانت القلادة هدية من أمها السيدة خديجة، وما أدراك ما خديجة فى تلك اللحظة!، رقّ قلب القائد المنتصر على قريش بكبريائها وغرورها وهو يمسك القلادة بين يديه الشريفتين، وطلب من الصحابة بصوت خفيض «إن رأيتم أن تُطلِقوا لها أسيرها فافعلوا»، ففعلوا، وكان على النبى فى تلك اللحظة أن يتخذ القرار الأكثر صعوبة، فقد أعاد القلادة مع أبى العاص وبعث رسالة إلى زينب «لا تفرطى فيها مرة أخرى»، وطلب من أبى العاص أن يرسلها إلى المدينة لأن الإسلام يحكم بذلك، وصدق أبوالعاص وعده، وامتدحه النبى «حدثنى فصدقنى ووعدنى فوفى لى»، وتركتْ زينب بيت زوجها وحبيبها العائد من أسر أبيها لتقيم فى المدينة، أى شقاء هذا يا ابنتى؟!، وأى صلابة تلك التى جاءتك حين استجار بك أبوالعاص بعد التفريق بينكما، فبعد العودة من الأسر بقلادة السيدة خديجة، خرج فى قافلة كبيرة وأغار عليها أهل يثرب وهرب أبوالعاص منهم ودخل المدينة مستجيرًا، ففتحت زينب باب بيتها وأدخلته وخرجت تنادى إن أبا العاص فى بيتها وأنه استجار بها، وسمع النبى صوتها ومشى إليها وسط جمع من الصحابة فلما دخل عليها هدأ روعها وقال لها أكرمى مثواه، وخرج إلى أصحابه يستأذنهم أن يردوا إليه ماله «فإن أبيتم فأنتم أحق»، فردّوا إلى «أبى العاص» أمواله وعاد إلى مكة وقضى ما عليه من ديون وأمانات ورجع إلى المدينة ليبايع النبى ويعلن إسلامه، ويعود الحبيبان، لكن الموت يعاجل زينب بعد فترة قصيرة، فيهيم أبوالعاص فى شوارع المدينة، وكلما التقى النبى احتضنه باكيًا ولم يتوقف عن زيارة قبرها حتى لحق بها بعد عامين أو أكثر كما تقول كتب السيرة.. أما النبى فظل حزينًا حتى أنجبت الزهراء فاطمة أُنثاها بعد الحسن والحسين، فاختار لها اسم زينب إحياءً لذكرى ابنته الكبرى.

من كتاب : اسمى أشرف - تحت الطبع