رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم ارتفاع أسعارها.. لماذا يتمسك المصريون بشرب السجائر؟

السجائر
السجائر

ارتفاعات متتالية أصابت سوق السجائر في مصر وعالميًا، ورغم ذلك ما يزال عمرو طارق، 32 عامًا، يصرّ على تناولها بنفس المعدل والكيفية، إذ يؤكد أنه لا يمكنه الاستغناء عنها وسط ضغوط حياته اليومية، رغم محاولاته المستميتة للإقلاع عنها إلا أنه لم يستطع.

يقول: «استخدمت أكثر من بديل إلا أن البدائل كلها لا تغني عن السيجارة ذاتها، أقلعت فيما سبق مرات عديدة، وأعود مرة ثانية بالكمية نفسها، جربت استخدم السجائر الإلكترونية إلا أنها لم تعطيني المفعول نفسه، لذلك مهما ارتفع سعرها لا أستطيع الإقلاع عنها».

يخصص عمرو مبلغاً شهرياً من راتبه للسجائر فلا يمكن تأجيل شرائها في أي وقت حسبما يصف، لكونه لا يستطيع الاستغناء عنها: «البعض ينجح في الإقلاع والبعض الآخر رغم ضررها المادي والجسدي لا يستطيع لذلك لا يؤثر سعرها في عملية الإقلاع».

 

زيادة جديدة 

عمرو ونحو 18 مليون مدخن في مصر لم يستطيعوا الإقلاع عن السجائر رغم الارتفاع المتتالي في سعرها، في وقت أعلنت فيه شعبة السجائر باتحاد الصناعات إقرار زيادة على السجائر بموجب 2 و3 جنيهات، لأنواع السجائر الوسطى والعالية ونصف جنيه للسجائر الدُنيا.

وأوضحت الشعبة أن الزيادة في قيمة الضريبة فقط بنحو 2 و3 جنيهات وأية زيادات أخرى ما هي إلا جشع التجار السبب الرئيسي وراء اختفاء بعض الأنواع واشتعال أسعار الأخرى، مؤكدة على ضرورة فرض رقابة على سوق السجائر وعدم ترك المستهلك لجشع التجار.

وفي كل عام خلال شهري يونيو ويوليو يثير سعر السجائر الجدل بسبب إقرار الموازنة العامة وإعلان الضرائب المقررة على السلع والمنتجات، مما دفع جهاز حماية المستهلك بإلزام شركات إنتاج وتصنيع واستيراد وتوزيع السجائر والتبغ ومشتقاتها بطباعة أسعار المنتج على العبوة بشكل إلكتروني بتقنية QR Code.

 

بائع سجائر: «هناك بدائل لغلاء الأسعار»

يفسر عبدالله حسن، أحد بائعي السجائر عدم قدرة البعض الإقلاع عن شراء السجائر رغم ارتفاع سعرها، بسبب شراهة المصريين في التدخين، إلى جانب وجود بدائل أرخص منها شراء السجائر المنفردة أو التي تعرف باسم «الفرط».

وعن معدل الاستهلاك هل زاد أو نقص نتيجة ارتفاع الأسعار، بيّن أنه لا يقل إطلاقا وطوال الوقت السجائر هي أكثر المنتجات التي عليها طلب من قبل الزبائن، مشيرًا إلى أن الارتفاع يحدث عادة في السجائر المستوردة ما يدفع البعض اللجوء للسجائر المحلية.

ويوضح أن التجار أيضًا يعانون من ارتفاع أسعار السجائر لأنهم يشتروا بكميات بالجملة ولا بد من زيادة السعر وقت البيع حتى يتم تحقيق ربح، متوقعًا عدم انخفاض الإقبال على شراء السجائر من قبل المواطنين.

منذ العام 2020 وتشهد السجائر ارتفاعاً شديداً في أسعارها بشكل متتابع  بعدما صدرت موافقة من قبل مجلس النواب على فرض ضرائب على السجائر، لتصبح ضريبة السجائر الجديدة ٥٠٪ من سعر بيع المستهلك النهائي، إضافة إلى ٤ إلى ٧ جنيهات حسب سعر بيع علبة السجائر.

رغم ذلك ما يزال كريم شهاب، 29 عامًا، يدخن بعد الارتفاع المتكرر في أسعار السجائر، إلا أنه يلجأ إلى أنواع أقل في الجودة من التي كان يستخدمها توفيرًا للنفقات، وبالنسبة له الإقلاع ليس أمرًا مطروحًا حاليا.

يقول: «لدي قصة خاصة مع التدخين فقد بدأت في سن صغير للغاية وأنا في الـ15 من عمري أي أكثر من 14 سنة وأنا معتاد على التدخين، لذلك فإن لا أستطيع الإقلاع مهما زاد السعر، لاسيما أنني مدخن شرهة للغاية».

بحسب مؤشر التدخين في مسح الدخل والإنفاق والاستهلاك للعام 2021/2022، فإن 16.8% من إجمالي السكان مدخنون وهو ما يمثل حوالي 18 مليون نسمة، وتبلغ نسبة المدخنين من الذكور 33.8%، مقابل 0.3٪ فقط بين الإناث، بينما 39.6% من الأسر بها فرد مدخن على الأقل.