رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناسك الحج.. "الإحرام" الركن الأول وله مواقيت محددة

الحج
الحج

الإحرام.. هو الركن الأول من مناسك الحج أو العمرة، ويأتي بعد النية، ويقصد به الدخول في النسك خلال أشهر الحج "شوال، ذو القعدة، والعشر الأولى من ذي الحجة"، ويدلّ لفظ الإحرام في اللغة على عِدّة معانٍ تختلف باختلاف صورها، إلّا أنّ المعنى الجامع لها من الجذر (حَرَمَ)؛ أي مَنَعَ منعًا شديدًا، والإحرام في صورة الحجّ أو العُمرة هو: أن يدخل المسلم المُحرِم في حُرُماتٍ ينبغي عليه ألّا يهتكها، وهذه الحُرُمات هي الأعمال التي تَحرُم عليه؛ فلا يجترئ عليها وهو حاجٌّ، أو مُعتمِرٌ.

 

أما في الاصطلاح، فقد تعددت آراء الفقهاء الأربعة في تعريفه، فجمهور العلماء عرَّفَ المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة الإحرام بأنّه "نيّة الدخول في حُرُمات الحجّ أو العُمرة دون اشتراط قولٍ، أو فِعلٍ مُعيّنٍ"، إلّا أنّ المالكيّة قالوا بِلُزوم الفِدية على المُحرِم إن ترك التلبية، أو ترك التجرُّد من المَخيط حين النيّة.

 

أما الحنفيّة فقد عرَّفوا الإحرام بأنّه "التزام حرُماتٍ مخصوصةٍ، ويتحقّق بأمرَيْن: النيّة، والذِّكر. ويُعرَّف الميقات بأنّه: مكان إحرام الحاجّ أو المُعتمر؛ للدخول في العبادة".

 

ويكون الإحرام من أماكن حددها الرسول لقاصدي بيت الله الحرام، والتي تعرف بالمواقيت، والمسلم إذا وصل إلى الميقات وأراد أن يحرم، فيستحب له أن يقص أظفاره ويغتسل ويتوضأ، ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بحيث يرتدي الرجل إزارًا ورداء أبيضين ولا يلبس المخيط أبدًا، وبالنسبة للمرأة فترتدي ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب فى إحرامها لبس النقاب والقفازين.

 

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الانسان إذا أراد أن يُحرِم اغتسل أو توضأ، والغسل أفضل؛ لما رُوي "أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ اغْتَسَلَ لِإِحْرَامِهِ"، وسواء كان رجلًا أو امرأة، وأن المرأة طاهرة عن الحيض والنفاس، لأن المقصود من إقامة هذه السُّنَّة: النظافة؛ فيستوي فيها الرجل والمرأة. 

 

المواقيت

هي الأماكن التي يحرم منها قاصد بيت الله الحرام لأداء شعيرة الحج أو العمرة، وهي منقسمة إلى ميقات زماني، وميقات مكاني.

 

الميقات الزماني فيكون للحج خاصة، أما شعيرة العمرة فليس لها زمن معين لقوله تعالى "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج" و"يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج"، وحدد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مواقيت زمانية للحجّ لا يمكن أداؤه في غيرها، وتبدأ تلك الأزمنة من بداية شهر شوّال، وتمتدّ إلى يوم النحر، وقِيل إنّها تمتدّ إلى آخر شهر ذي الحجة؛ بدليل أنّه يجوز للحاجّ أن يؤخّر طواف الإفاضة إلى آخر ذي الحجّة.

 

أما الميقات المكاني، فقد حدّد النبيّ عليه الصلاة والسلام، لكلّ أهل بلد ميقاتًا خاصّا بهم لا يجوز لمن أراد الحجّ، أو العُمرة تجاوُزه إلّا وهو مُحرِمٌ، وهي: ميقات "ذو الحليفة" وهو ميقات أهل المدينة وهو ما يُسمّى بـ"أبيار علي"، وميقات "الجُحفة" لأهل الشام، ويُسمّى "رابغ" ويكون أيضًا لبلاد المغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم وبه ينزل الحجاج؛ وميقات "قرن المنازل" وهو لأهل نجد، وفي الأخير ميقات "يلملم" وهو لأهل اليمن؛ باستثناء أهل مكّة، أو من كان مُقيمًا فيها؛ فإنّهم يُحرمون من مكانٍ يُسمّى بالحِلّ، ثمّ يؤدّون المناسك المُتعلِّقة بالحجّ، أو العمرة، أمّا من كان يُقيم بَعد المواقيت؛ فإنّه يُحرِم من مكانه.