رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من يناير 2011م إلى 30 يونيو 2013م.. وخُطب الإثم والبراءة!

 

(1)

ونحن نعيش هذه الأيام ذكريات ما قام به المصريون من هزيمة التنظيم الباطنى المسلح المتدثر - كذبًا - برداء الإسلام، لا بد أن نتذكر هؤلاء ونذكر أنفسنا بما قاموا به! 

هم شهودٌ وفاعلون قاموا بدورٍ هو الأكبر - تاليًا لدور أعضاء الجماعة الفاشية - فى حمل الجماعة الإرهابية إلى مقعد حكم مصر! هم من سلموا المصريين للجماعة! ومن قاموا بحملة نفسية كبرى لدفع المصريين دفعًا لارتكاب تلك الخطيئة الوطنية بمنح أصواتهم طواعية للجماعة التكفيرية! ورغم عِظَم الدور الذى قاموا به فى هذين العامين الفاصلين من تاريخ مصر المعاصرة، إلا أن هذا الدور وحتى الآن لم يخضع بشكلٍ كافٍ للدراسة الموضوعية إعلاميًا أو حتى أكاديميًا! 

عن بعض رجال الدين الرسميين ووعاظ المساجد المصرية أتحدث! 

المتتبع لما جرى فى مصر فى العقود الأربعة السابقة للخامس والعشرين من يناير 2011م سوف يدرك أن هذا الدور فى العامين التاليين لهذا التاريخ لم يكن إلا استكمالًا منطقيًا وطبيعيًا لما سبقهما! ففى تلك العقود التى تفجرت فى مصر خلالها جرائم الإرهاب وتعددت وتشعبت التنظيمات التكفيرية المسلحة، ساهم بعض هؤلاء الرسميين بشكلٍ مباشر أو غير مباشر فى منح تبريرات كاذبة مراوغة لكثيرٍ من تلك الجرائم. أطلقوا على وجود جماعات تكفيرية مسلحة وما اقترفته من جرائم (حركة الصحوة الإسلامية!) بعضهم قام بدور (الشيطان يعظ) وقدموا للعوام فكرة شيطانية تتلخص فى أن ما تصبو إليه تلك التنظيمات من غاية ليس خطأ، حتى لو أخطأوا الطريق! 

داعبوا مشاعر المصريين بأكاذيب تاريخية عن مخملية ما أسموه (الحكم الإسلامى) مطلق العدالة! هيأوا المصريين روحيًا وعقليًا للتوق إلى هذا الوهم الكبير المسمى (عودة الخلافة الإسلامية!)

ثم أدان كثيرٌ منهم جهود أجهزة الأمن المصرية فى سبيل الحفاظ على كيان الدولة وحماية اقتصادها بأن مرروا فكرة شيطانية أخرى، أن جرائم الإرهاب ليست إلا ردًا على ما أسموه (تعذيب شباب الإسلاميين) فى السجون المصرية! وبكل أسفٍ فقد انضمت إليهم بعض الأقلام والمنابر الصحفية فى نفس الوقت الذى كان فيه رجالُ الشرطة المصرية أهدافًا لرصاص وقنابل تلك العصابات المسلحة المارقة، وفى نفس الوقت الذى كان يتم فيه استهداف الاقتصاد المصرى ممثلًا فى أحد أهم مصادر العملة الصعبة (السياحة!)

تركزت الدراسات البحثية لتلك الفترة على مطبوعات وأنشطة والخطاب الإعلامى الخاص بالتنظيمات والجماعات التكفيرية الصريحة، دون أن تولى تلك الدراسات قدرًا مناسبًا لما هو أكثر تأثيرًا شعبيًا على عوام المصريين، وهم رجال الدين الرسميون العاملون فى مؤسسات دينية رسمية من بعض العلماء الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، أو أئمة المساجد! لقد حاولتُ القيام بذلك بشكل شخصى وأفردت لذلك بعض الفقرات المطولة الموثقة فى (الكتاب الأسود)، لكننى أعتقد أننا ما زلنا فى حاجة ماسة إلى مزيدٍ من التوثيق العلمى الأكاديمى لدور هذه الفئة فيما حدث فى مصر فى تلك العقود!

(2)

لكن فى هذين العامين تحديدًا - يناير 2011م وحتى 30 يونيو 2013م - جرت فى مصر أحداثٌ استثنائية عظّمت من تأثير ما قام به كثيرٌ من أفراد هذه الفئة! فترة توقفتْ عن العمل خلالها تمامًا إداراتٌ ومؤسسات مصرية، وعاشت مصر ما يمكن تسميته (ميوعة وترنح) الدولة، وغابت أية رقابة ولو شكلية عن مساجد مصر! فتخيل هؤلاء أن مصر بشكلها وشخصيتها الوطنية وتكوينها الإدارى وهويتها العامة قد ذهبت إلى الأبد، وأنها على وشك الدخول فيما أسموه وسوقوه على أنه (التمهيد لعودة الخلافة) و(الرجوع لحكم الله!)

 فى العقود الأربعة السابقة، كان هناك بعض الحياء - أو لنكن صرحاء - بعض الخوف الذى تطلب وضع أقنعة على الوجوه! لكن فى هذين العامين وبناءً على ما توهموه، فقد رأوا أنه لا حاجة لهم لوضع أقنعة، أو تحسس الكلمات، أو تفعيل أوبشن (التقية!) حقًا لقد كانت وكأنها مشاهدٌ سينمائية جديرة بشكل مثير للتوثيق! فجأة أصبحوا آخرين مختلفين عمن كنا نراهم، أو نسمع خطبهم كل جمعة فى نفس المسجد!

وفجأة وجدوا أنفسهم وكأنهم أصبحوا يملكون المساجد ومكبرات صوتها ملكية خالصة لهم يقولون ما يشاءون وهم خارج كل مساءلة وحساب، ليس ذلك فقط، وإنما أصبحوا يتخيلون أنفسهم يقومون بدور دينى جهادى مقدس كانت الدولة سابقًا تحول بينهم وبين هذا الدور! تحولوا من أئمة مساجد يعملون لدى الدولة إلى زعماء دينيين يلهبون مشاعر المصلين الدينية على طريقة بابوات الحملات الصليبية! 

بدلتُ وتعاقبتُ على مساجد كثيرة يوم الجمعة، وتصادف ذلك أن يكون فى أكثر من محافظة، وهو هو نفس الخطاب، ونفس المفردات، وربما نفس الملامح ونفس نبرات الصوت! باختصارٍ كنتُ وكأننى قد عدتُ إلى أوائل التسعينيات وكأننى أصلى فى أحد مساجد الجماعة الإسلامية فى مدينة المنيا أثناء دراستى الجامعية! الاختلاف الوحيد، أن الذين كنتُ أستمع إليهم فى هذين العامين كانوا موظفين رسميين يتلقون مرتباتهم من الدولة المصرية ولم يكونوا أعضاء منتظمين فى تنظيمات إرهابية سرية!

قبل الاستفتاء الأول الشهير (نعم أو لا)، قال بعضهم صراحة على المنبر فى خطبة الجمعة، إن المسلم الذى يصوت عكس ما اتفقت عليه الجماعة الإرهابية آثمٌ يقف عقبة فى سبيل تحقيق شرع الله، وبعضهم كفّر من يقوم بذلك صراحة بآية قرآنية كريمة الله تعالى فقط من سيحاسبه يومًا ما على العبث بها!

(3)

لقد تعرض المصريون لحملة ترهيب وترغيب دينية قوية من فوق منابر كثيرٍ من مساجد مصر! استمعتُ إلى نفس الأساطير عن مثالية الحكم الإسلامى لمصر بعد الغزو فى أكثر من مسجد، وتكررت خلالها نفس القصة عن ابن عمرو بن العاص الذى ضرب قبطيًا فذهب هذا إلى الخليفة عمر بن الخطاب الذى اقتص من (ابن الأكرمين)! أحدهم فى منطقة شعبية كان يصرخ من فوق المنبر يدعو الأقباط الساكنين حول المسجد لانتخاب الجماعة حتى يعود عصر عمرو بن العاص!

وآخرٌ خصص خطبه للحديث عن عمر بن عبدالعزيز، وكيف أن الجماعة - لأنها ستحكم بشرع الله - سوف تقوم بتزويج الشباب، وتوفر لهم فرص العمل والسكن، ولن يكون فى مصر فقيرٌ أو محتاج! 

حتى مقدمة خطب الجُمع تغيرت وأصبحت وكأنها مقتطفات من خطب عمر عبدالرحمن وأتباعه! 

ساهموا بالقدر الأكبر فى منح حكم مصر للجماعة الفاشية، واحتفوا واحتفلوا، وبعضهم كبر تكبيرات النصر فى الجمعة التالية لإعلان النتيجة!

فى الفترة التى سبقت دعوة مرسى للجيش المصرى لقتال الجيش السورى قتالًا طائفيًا دينيًا، استمعتُ لخطب جمعة خصصها أصحابها لسب بشار الأسد والجيش السورى والدعوة (للمجاهدين السُنة) السوريين ضد (الروافض) السوريين! وأحدهم قام بالدعاء فى الصلاة على بشار ونعته بتابع الملاحدة!

كان عبثًا وجنونًا خالصًا! لكننى أعتبرها من أهم مشاهد العبث والجنون فى سنوات عمرى، وحقيقة فأنا أشكرهم على هذا الجنون، لأنه مزق الأقنعة وكشف عما كان مستورًا عن كثيرٍ من المصريين! 

(4)

بعد أن استفاق المصريون وأدركوا ما تعرّضوا له من خديعة، وبدأوا انتفاضتهم ضد حكم الجماعة التكفيرية، بلع بعض الأئمة ألسنتهم وآثروا الصمت، بينما عاد البعض الآخر إلى ارتداء الأقنعة وتفعيل خيار (التقية) وحاول العودة إلى استخدام نفس الخديعة ونفس الخطاب القديم قبل أحداث يناير 2011م، والبعض الثالث كان هو الأسوأ وهو الذى قرر الاستمرار فى جنونه وخروجه عن النص خاصة فى الفترة التى سبقت تصدى وزارة الأوقاف لمهمة ضبط الخطاب الدينى على منابر مساجد مصر! أتذكر أن بعضهم كان يصمتُ حين كانت تُرتَكب جريمة ضد قواتنا المسلحة فى سيناء، بينما يتحدث عن أن (الدم كله حرام!) حين كانت قواتنا تقوم بتحقيق انتصاراتٍ كبرى وتقضى على أعداد كبيرة من أعضاء الميليشيات المسلحة! 

وبعضهم تحدث عقب أحد تلك الانتصارات للقوات المسلحة المصرية عن أنه إذا التقى مسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار دون أن تكون هناك مناسبة فى موضوع الخطبة تستدعى هذه العبارة التى تم استخدامها على طريقة ولا تقربوا الصلاة! 

(5)

كان هذا الجنون هو كلمة السر فى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة إلى التوقف أمام ما حدث من هؤلاء وإلى إطلاق دعوته الأجرأ (تصويب الخطاب الدينى)!

 بعض المصريين اعتقدوا أن هذه الدعوة مردها فقط إلى ما كان يحدث فى سيناء أو أنها محصورة فى قضية الإرهاب المسلح! 

لقد كان غريبًا جدًا لى أن رأس الدولة - دون باقى المؤسسات الدينية والثقافية المختلفة - هو الذى أدرك خطورة الدور الذى قام به رجال الدين فى مصر، وهو الذى يقوم - فى بدء رئاسته - بتدشين هذه الدعوة الأجرأ! كان غريبًا ومفرحًا فى آنٍ واحد، غريبًا لأننى كنتُ أتمنى أن تبادر إلى ذلك المؤسسات العلمية الأكاديمية، ومفرحًا لأننى أدركتُ أننى لم أكن مبالغًا فى تصورى لهذا الدور، ولأن انطلاق الدعوة من مؤسسة الرئاسة هو ولا شك فى صالح مصر وسيختصر وقتًا طويلًا فى فترة حاسمة لا تملك خلالها مصر رفاهية إهدار مزيدٍ من فرص تصويب المسار!

(6)

رغم أن وزارة الأوقاف قد خطت خطوات طيبة فى اتجاه تنفيذ توجيهات ودعوة الرئيس، لكننى أعتقد أن مصر فى حاجة إلى القيام بدراسات أكاديمية بحثية لتوثيق دور رجال الدين الرسميين وأئمة المساجد فى الأحداث السياسية فى مصر فى هذين العامين! 

فى إجابته عن سؤال حول رؤية مبارك لأنشطة الإخوان، أدلى د.على الدين هلال بتصريحات مهمة مفادها أن أحد أجهزة الدولة المصرية - وبعيدًا عن الحزب الحاكم وقتها - نصح مبارك باحتواء جماعة الإخوان والسماح لهم بمزيد من النشاط الاقتصادى والسياسى! وأن ذلك أدى لفوزهم بعدد كبير من مقاعد مجلس الشعب فى الانتخابات البرلمانية قبل الأخيرة فى عهد مبارك! 

لكن أخطر ما قاله هلال عند سؤاله عما كانت عليه رؤية مبارك نفسه فى السماح للجماعة بتكوين هذه القوة، قال هلال: خلاص اللى حصل حصل وخلينا نفكر فى بُكرة!

تعجبتُ من إجابته ورؤيته لأمور فى غاية الخطورة على مستقبل مصر وهو رجل أكاديمى سياسى من النخبة فى مصر! 

لا تخطو أمة خطوات فى المستقبل دون أن تستوعب ماضيها القريب والبعيد حتى لا تكرر أخطاءها أو بالأدق خطاياها! مثل هذه المعلومات والأحداث ليست أسرارًا شخصية أو سياسية، من حق المصريين أن يعرفوا الحقيقة كاملة حتى تكون رؤيتهم لمستقبل بلادهم غير ضبابية!

من هذا المنطلق أتمنى أن تتولى إحدى الجهات العلمية الأكاديمية من ذوات الثقل العلمى، فتح ملف دور رجال الدين فى مصر فى عامى 2011م و2013م! وأنا أتحدث هنا عن بحث علمى موثق، تقوم خلاله تلك الجهة بمقابلة مصريين من محافظات مختلفة وسؤالهم عما سمعوه فى تلك الفترة، وأيضًا محاولة الحصول على أية تسجيلات لخطب جمعة فى تلك الفترة. 

أنا لا أدرى بشكلٍ يقينى كيف يمكن أن يتم ذلك، لكننى على يقين أن تلك المعاهد والأكاديميات العلمية لديها من إمكانات وطرق ووسائل البحث العلمى وأدواته ما يمكنها من ذلك. ويرتكن يقينى هذا إلى ما نملكه من مئات الآلاف من الأبحاث عن قضايا ومسائل أكثر غموضًا بمراحل شاسعة عما أتحدث عنه وأطلب توثيقه!

أما عن أهمية ذلك التوثيق العلمى، فهو أولًا حصانة لمصر مستقبلًا من الوقوع فى نفس الفخ، وثانيًا توفر مادة علمية يمكن لأية جهة إدارية الرجوع إليها فى صياغة قراراتها أو رؤيتها فى أى تخطيط مستقبلى لهياكل وعقول المؤسسات الدينية المصرية، وأخيرًا فهو أن نحدد بشكلٍ قاطع تلك القضايا الشائكة التى يمكن أن يستغلها رجال الدين مستقبلًا فى محاولة إدخال رؤاهم الدينية والفقهية للتدخل فى الشئون المصرية السياسية والمجتمعية أو العلمية أو ما يخص فنونها!

(7)

هل اقتنعتْ هذه الفئة من رجال الدين والأئمة فعلًا يقينًا بخطئهم السابق، وبعدالة ومنطقية وأحقية تقوم بها وزارة الأوقاف من تصويب لخطابهم الدينى، أم أن بعضهم ما زال يعتقد أنه فى مرحلة (تقية)؟! 

سؤالٌ لن نعرف إجابته نظريًا أبدًا، ولا يمكن ولا يجوز لأحدنا أن يفتش فى الصدور إلا أن تكشفه وقائعٌ أتمنى أن يحفظ الله مصر من التعرض لها! 

لكن ما يجوز لنا أو بشكلٍ واقعى ما يجب علينا أن نفعله، هو أن نقوم بالجهد - العلمى والبحثى والإدارى - اللازم والواجب لتحصين مصر من أية فخاخ يمكنها أن تتعرض لها فى تلك الفترة الانتقالية قبل أن تكون هناك أجيالٌ جديدة من الأئمة تكون على قناعة تامة بصواب ما تسير عليه الدولة المصرية فيما يتعلق بهم وبدورهم الذى لا يجب أن يتخطوه كرجال وعظ وإرشاد دينى وأخلاقى، ومقيمين للشعائر الدينية فى حدود القانون ودون محاولة الجور على مجالاتٍ ليست فى نطاق مهمتهم!

هذه الفترة الانتقالية ستستمر سنوات، وليس كما يحلم بعضنا أنها انتهت بالفعل، لأنه من الصعب أن تتغير عقولٌ رسخت بها بعض العقائد الدينية خاصة أن تلك العقول لم تتحصن بالعلوم الإنسانية الأخرى التى كان يمكنها أن تقوم بعمل توازن معرفى وعقلى يحفظ أصحابها مما وقعوا فيه!

من خلال معرفتى العملية بطبيعة الأفكار العامة التى تعتنقها عقول كثيرٍ من رجال الدين فى مصر، يمكننى أن أقول إن كلمة السر فى الجنوح الكبير، وأيضًا هى كلمة السر فى نجاح أية محاولة لإعداد أجيال جديدة من الأئمة إعدادًا سليمًا.. هى (التاريخ)!

دراسة التاريخ الإسلامى دراسة وهمية تعبدية تحيط ذلك التاريخ بهالة باطلة من القداسة هى كلمة السر الأولى!

إن قيام الدارس - الذى سيصعد المنبر - بتبرير أخطاء أو حتى جرائم قتل أو نهب تاريخية ومنحها تبريرات دينية لمجرد أن مرتكبيها كانوا من أجيال قديمة وكانت إمبراطورية الخلافة قائمة، يتعارض تمامًا مع الموضوعية وبشرية البشر من أبطال ذلك التاريخ! كما يتعارض مع ما يُفترض توفره من موضوعية ومصداقية فى شخصية الإمام الذى سيتولى توجيه عقول المصلين!

إننى أعتقد لو أن أئمة مصر قد درسوا ذلك التاريخ بشكل علمى حقيقى، ربما كانوا قد نأوا بأنفسهم تمامًا عن التورط فيما تورطوا وبالشكل الفظ الذى كان عليه هذا التورط!

انفصال كثير من أئمة مصر عن تاريخ بلادهم أو اتخاذ موقفٍ معادٍ له أو جهلٍ كثير منهم بذلك التاريخ تمامًا يقودهم حتمًا لافتراضات واستنتاجات خاطئة عما يجب أن يتخذوه من مواقف فى اللحظات الحاسمة، ويقدمون تلك الافتراضات والاستنتاجات للناس فى خطابهم الدينى!

وإننى أعتقد لو أنهم قد درسوا تاريخ بلادهم دراسة علمية موضوعية لكانوا أكثر هدوءًا ولقاموا هم من تلقاء أنفسهم بتمصير خطابهم الدينى، ولكفوا أنفسهم أن يكتب التاريخ عنهم ما كتبه فى عامى 2011م و2013م!