رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حضانة أطفال السودان فى مصر.. وصاحبتها: «فتحنا الأبواب أمام المرضى»

أطفال
أطفال

على امتداد شارع فيصل وتحديدًا أمام المعهد الأزهري، تكمن حضانة تضم أطفال السودان الذين جاءوا إلى مصر بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولكل منهم حكاية خاصة خلال رحلة العودة من الخرطوم بعدما فتحت تلك الحضانة أبوابها لهم.

سماح سيف، مؤسسة تلك الحضانة، التي جاءت إلى مصر منذ سنوات، وأسستها من أجل إيواء اللاجئين السودانيين، وعادت لتفتح أبوابها من جديد أمام النازحين من الخرطوم جراء الحرب، تقول لـ«الدستور»: «الحضانة قائمة بالجهود الذاتية وهناك الكثير من رجال الأعمال الذين يساعدون في إحضار المأكل والملابس والشراب للحضانة ومن فيها».

استطاعت سماح استقبال عشرات الأطفال مع أمهم، وتوفير سكن آمن لهم في ذات المنطقة بعد استقبالهم لفترات طويلة، حتى يتم تدبير ذلك الأمر من قبل المبادرين لمساعدتهم: «الحضانة بها أطفال مرضى كثيرون، يحتاجون إلى رعاية خاصة وجلسات علاج وأدوية وأحاول قدر الإمكان توفيرها لهم لأن بعضهم لا يمكنه الاستغناء عنها».

منتصف أبريل العام 2023 وقع نزاع مسلح بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل 866 مدنيا ونحو 3721 جريحا، إضافة إلى 900 ألف نازح ولاجئ وفق نقابة الأطباء بالسودان. بينما تجددت الاشتباكات بالأمس بعد انتهاء مدة آخر هدنة متفق عليها مباشرة.

 

سماح: «أطباء مصريون تطوعوا لعلاج الأطفال»

تحكي سماح أن الحضانة تأوي أطفالا مصابين بضمور في العضلات، وآخرين بالشلل وأغلبهم يحتاجون إلى جلسات علاج طبيعي لا تستطيع توفير الكثير منها، مبينة أن الأمر بأكمله قائم على الجهود الذاتية، وأن الأمر بدأ بمجرد الإعلان عن استقبال مصر للسودانيين.

تضيف: «نزلنا إلى المعبر وبدأنا نعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي  أن من يحتاج إلى مساعدات يتواصل معنا، وأننا لدينا حضانة لأن معظم السودانيين يأتون إلى مصر دون أن يعرفوا من أين يبدأوا، لذلك وقف شباب لدينا في الحضانة أمام المحطات من أجل تقديم المساعدة للأهالي من السودان».

أكثر من 400 فرد استضافتهم الحضانة كسكن مؤقت وبالتبادل؛ لأن المكان لا يستوعب هذا الكم من النازحين بسبب الحرب: «من لا يمتلك سكنا نوفر له سكنا مؤقتا، ونأوي البعض ونوفر له العلاج ونرسل للمنظمات المجتمعية في مصر من أجل المساعدة في توفير حياة كريمة لهم».

وتوضح: «جاء لنا سودانيون يرتدون ملابسهم منذ أكثر من أسبوعين، وبعضهم اضطر للنوم في الشارع، الكل جاء خائفا من الموت ولديه صدمة، وخسروا أموالهم وعملهم وبعض أفراد أسرتهم، الحرب جلعت الجميع يعانون، بداية من الرجال والنساء وحتى الأطفال».

تتعاون سماح مع عدد من الأطباء المتطوعين في مصر من أجل علاج الأطفال المرضى والذين تطوعوا بشكل مجاني لمباشرة العلاج ولكن في بعض الأحيان بسبب ضيق الوقت يتخلفون عن ذلك الموعد، ما يسبب تدهور في بعض الحالات للمرضى خاصة الأطفال.

 

رشيدة: «الحضانة احتضنتنى أنا وابنتى المريضة»

رشيدة، أم لطفلة مصابة بضمور في العضلات، وأحد نزلاء تلك الحضانة، والتي وجدت فيها المأوى وأصبحت تعيش فيها برفق ابنتها، تقول: «خرجنا في رحلة صعبة للغاية من الخرطوم إلى مصر، وابنتي لا تستطيع السير بسبب الضمور في العضلات، لذلك حملتها على مدار 7 أيام مدة الرحلة».

وتوضح أنه بمجرد وصولها لمصر لم تكن تعرف ماذا تفعل حتى وجدت منشورا على فيسبوك لتلك الحضانة يدعو من لا مأوى لهم الذهاب إليها والعيش فيها مجانًا: «روحت ومن ساعتها وهما تكفلوا بكل شيء بداية من الإقامة حتى الطعام والشراب وكذلك الأدوية الخاصة بابنتي».

تدهورت حالة ابنة رشيدة بسبب انقطاعها عن تلقي جلسات العلاج الطبيعي، وتيبست عضلاتها بشدة: «وفروا كل الأدوية لكن لم نستطع توفير جلسات علاج طبيعي لابنتي بسبب غلاء الأسعار، وأدعوا رجال الأعمال أن يتكفل أحد منهم بعلاج ابنتي حتى أستطيع الحصول على عمل».