رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 سنوات على 30 يونيو.. ما مستقبل الإخوان في المنطقة؟

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

يحتفل الشعب المصري بالذكرى الـ10 لثورة 30 يونيو 2013، في وقت تعاني جماعة الإخوان المسلمين حالة من الانشقاق غير المسبوق، والصراع على المناصب الزائفة داخل جسم الجماعة، والأموال الطائلة التي تكتظ بها البنوك في أوروبا والولايات المتحدة.

ومثلت ثورة 30 يونيو معركة مصيرية للشعب المصري، الذي خرج رافضا للظلام والرجعية، وأكد عبر توحده مع القوات المسلحة، أنه شعب محب للسلام والتقدمية والحداثة، واستطاع قبل 10 سنوات القضاء على الجماعة وإلقاءها في نفايات التاريخ، رافضا الخضوع للتطرف والتشدد الذي كانت تمارسه منذ تأسيسها.

وقال المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن الناظر إلى الوضع المصري اليوم، يدرك أن 30 يونيو كانت معركة وجودية لإثبات وجود الدولة المصرية في وجه جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف الجليدي لـ"الدستور"، أن مصر استعادت عافيتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، واستردت وضعها الاستراتيجي الدولي، وثبتت أمنها الداخلي، عبر التخلص من العناصر المتطرفة التابعة لجماعة الإخوان ومثيلاتها.

وتابع بقوله: 30 يونيو هي معركة أن تكون أو لا تكون، اوقد أثبت الكيان المصري ممثلا في الشعب والجيش، أنه ضد الظلامية، ومع الحداثة والتقدمية، ومسألة التقييم من حين لآخر مهمة جدا، علما بأن وعي المصريين اليوم أصبح يفرق بين الخبائث الإخوانية، وبين الوضع الحالي من التعافي.

وحذر الجليدي من أن جماعة الإخوان مثل الأفعى، ولن تختفي من المشهد تماما، لكن حضورها في المستقبل لن يكون بنفس الزخم السابق، فخلاياهم النائمة مخيفة، ومخططات الجماعة لا تنتهي.

واختتم تصريحاته بالقول، إن الرهان يجب أن يكون على يقظة الشعوب العربية التي عرفت حقيقة الجماعة، ولفظتها، ورفضت استمرارها في السلطة، وكانت بداية السقوط الكبير من مصر.

وتلا سقوط الجماعة في مصر، وبعد سنوات قليلة، القضاء على الوجود الإخواني في مؤسسات الدولة التونسية، عبر حل البرلمان وتغيير الدستور، وإعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية بعيدا عن مخططات الجماعة، وكذلك حذا المغاربة حذو المصريين والتونسيين، عبر إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، وطردهم من السيطرة على البرلمان المغربي في آخر انتخابات عام 2021.

ويرى مراقبون أن سقوط الجماعة في بلد تلو الآخر دليل على يقظة الشعوب التي كانت مخدوعة بشعارات الجماعية الدينية، والتي كانت تخفي خلفها مخططات تقسيم المنطقة وشيوع الفوضى.