سفير كوريا الجنوبية يودّع المصريين: "اللى يشرب من نيلها لازم يرجع تانى"

قال سفير كوريا الجنوبية السفير هونج جين أووك بمناسبة انتهاء ولايته يوم الثلاثاء، إنه شعر بالسعادة خلال فترة وجوده في القاهرة. 

وأضاف: أشعر أنِّي وصلت القاهرة وسَلِّمت عليكم أمس وليس منذ حوالي ثلاث سنوات. إنني لا أستطيع أن أصدق حتى الآن أنني سوف أودعكم، ولكنني فعلاً شعرت بالسعادة في مصر. 

وتابع: كورونا والمشكلات الاقتصادية لم تقف في طَرِيق صَداقة مصر وكوريا بالعكس ظلت العلاقات بينهما أفضل. من المؤكد بسبب حرب أوكرانيا وروسيا كانت هناك مشكلات اقتصادية في البلدين، لكن رغم ذلك ازدادت التجارة بين مصر وكوريا حوالي أربعين في المائة. وقبل ذلك تعاون البلدان في إنتاج منْتَجات made in Egypt مثل التليفزيونات والغسالات، والسنة الماضية شهد تعاوناً في صناعة التابات والتليفونات المحمولة في مصر كذلك، فضلاً عن التعاون في قطاع مترو الأنفاق ومحطة الطاقة النووية في الضبعة. 

وزاد: في شهر أغسطس الماضي بعد رفع التَحْذِير السِياحي من على مُعظم الأماكن، بات هناك الكثير من الكوريين يرغبون ويعتزمون القدوم إلى مصر. وأعتقد سوف يكون هناك طيران مُباشِر بين كوريا ومصر قريباً. والآن يستعد الكثير من الكوريين للسفر إلى مصر للاستمتاع بالطبيعة الجميلة في الغردقة وشرم الشيخ ودهب وليس فقط في الأماكن التاريخية مثل الأهرامات والأقصر وأسوان. وهناك الكثير من الكوريين الآن يتحدثون اللغة العربية كما يزداد عدد الكوريين المسلمين ويزداد عدد المساجد في كوريا. 

وأوضح: زاد عدد المصريين محبي الثقافة الكورية، مثل اللغة الكورية والدراما والأفلام والطعام، كما بدأ تدريس اللغة الكورية في جامعتي سوهاج وكفر الشيخ وليس فقط في جامعتي عين شمس وأسوان. 

"وازداد عدد طلاب معهد سيجونج أكثر من 10 أضعاف وبات عدد المشجعين المصريين لفرق الكيبوب أكثر من مليون مُشجع. وعلمت مؤخراً أن هناك جروب على فيسبوك يحمل اسمي الآن، لذلك أنا دائماً أقول إنني أسعد سفير كوري في العالم"، يقول أووك. 

وتابع: "في السنوات الثلاث الأخيرة وقعت الكثير من الأحداث، مثل زيارة رئيس كوريا ورئيس البرلمان الكوري إلى مصر وكانت هناك اتصالات تليفونية ورسائل كثيرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس كوريا الجديد يون سوك يول، وشهدت كذلك زيارات متبادلة بين البلدين ضمت وُزراء وصحفيين.

وأعرب عن فخره بأن "الكوريين والمصريين الموجودين في مصر يتعاملون مع بعضهم البعض باحترام، ويتمنُّون مزيد من التعاون بين البلدين. حتى إذا تغيرت الحكومات فالشعب واحد ولا يتغير وأرى أنه لا بد من احترام وتفهم ثقافات بَعْضنا البعض حتى لو كانت مُختلفة".

وأضاف: "مصر بلد جميلة ولها تاريخ عريق ومستقبلها سيكون مشرقاً، لأنها تمتلك شباباً ذكياً وأظن أن مصر ستكون واحدة من الدِول الموجودة في مجموعة العشرين قبل سنة 2050". 

واختتم سفير كوريا الجنوبية قائلاً: "زي ما بيقولوا إن اللي يشرب من نيلها لازم يرجع له تاني، فأنا مُتَأكِّد إني هرجع لمصر تاني قريب. ومتأكد إن مصر هتكون أحسن وأجمل لما أرجعلها. حزين لأنني هترك مصر، لكن عارف إن السفير اللي هيجي بعدي هيحب مصر وشعبها. وأتنمى أنكم تِفْضَلوا تحبوا كوريا وإن العلاقات بين مصر وكوريا تتحسن أكتر وأكتر".