رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل عسكرى: حرب أوكرانيا تأخذ منعطفًا خطيرًا بعد تغيير كييف تكتيكاتها

القوات الروسية والأوكرانية
القوات الروسية والأوكرانية

أكد المحرر العسكري لصحيفة "الجارديان" البريطانية دان صباغ، أن الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية بدأت تأخذ منعطفا خطيرا، في ظل تغيير كييف تكتيكاتها العسكرية في مواجهة القوات الروسية، في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا أواخر فبراير من العام الماضي.

وأضاف الكاتب في تحليل نشرته الصحيفة أنه بعد مرور ما يقرب من 15 شهرا على تلك الحرب الطاحنة بين الجانبين بدأت كييف في حشد قواتها التي تتألف من نحو 60,000 من الجنود المسلحين بأحدث الأسلحة التي قدمتها لها الدول الغربية متضمنة دبابات وأسلحة مدفعية ومدرعات وغيرها من العتاد العسكري الذي تحتاجه القوات الأوكرانية في ساحة القتال.

ويشير الكاتب إلى أن القوات الروسية في المقابل لم تتمكن خلال هجمات الشتاء الماضي من تحقيق التقدم الملموس على عدة جبهات، فلم تتمكن من الاستيلاء على المزيد من الأراضي على صعيد الجبهة الشرقية، كما أنها ما زالت غير قادرة على بسط نفوذها بالكامل على مدينة باخموت في الجبهة الجنوبية على الرغم من استمرار المعارك الشرسة بين الجانبين لما يقرب من عام للاستيلاء على المدينة.

ويعبر عن اعتقاده أنه بات من اللازم على القوات الأوكرانية أن تثبت أنها قادرة على إحراز انتصار ملموس على القوات الروسية في ظل هذا الدعم العسكري الضخم الذي قدمته الدول الغربية لأوكرانيا لتعزيز قدرات قواتها في مواجهة القوات الروسية، إلا أن السؤال المطروح في الوقت الراهن هو متى تبدأ القوات الأوكرانية في العملية العسكرية المضادة حتى تستعيد الأراضي التي استولت عليها موسكو منذ بداية الصراع المسلح هناك.

ويلفت الكاتب إلى أن المحللين العسكريين يرون أنه من المرجح أن تبدأ القوات الأوكرانية عمليتها المضادة إما بهجوم على قطاع زابوريجيا في الجنوب وصولا إلى الجنوب الغربي أو بالهجوم على القطاع الجنوبي الشرقي وصولا إلى منطقة بيرديانسك بهدف قطع خطوط الإمداد الروسية، إلا أن ذلك الاختيار ليس من السهولة بمكان حيث تشير الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية إلى وجود تحصينات روسية كثيفة في تلك القطاعات.

ويضيف الكاتب أن هناك سيناريوهات أخرى للعملية العسكرية المضادة، ولكنها ما زالت محفوفة بالمخاطر، حيث من الجائز أن تشن القوات الأوكرانية، هجوما على القطاع الغربي عبر نهر دنيبرو، حيث تقل التحصينات الروسية هناك مقارنة بالقطاعات الأخرى، إلا أنها مازالت تحصينات كبيرة.

ويشير الكاتب إلى المزيد من السيناريوهات المحتملة لهجمة أوكرانية مضادة، حيث يقول إنه يمكن للقوات الأوكرانية شن هجوم على القطاع الشمالي عند إقليم لوجانسك بهدف تطويق القوات الروسية في إقليم دونباس لعزل القوات الروسية عن شبه جزيرة القرم من خلال قطع خطوط الإمداد ما بين القطاعات الشمالية والجنوبية.

ولفت الكاتب في الختام إلى تقديرات الخبير العسكري إيد أرنولد التي يوضح فيها أن عنصر المباغتة يمثل أهمية كبيرة لأي هجوم مضاد تقوم به القوات الأوكرانية في الأيام القادمة، موضحا في نفس الوقت أهمية الحصول على معلومات استخباراتية كافية عن نقاط ضعف القوات الروسية حتى تحقق العملية المضادة الهدف المرجو منها.