رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتنيات سعيد فارسي.. مفاجأة معرض صلاح طاهر بجاليري ضي الزمالك

مقتنيات سعيد فارسي
مقتنيات سعيد فارسي

ضمن معرض "ثلاثية الحنين" الذي ينظمه أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، مساء الأحد المقبل، بجاليري ضي الزمالك، تحضر مقتنيات الراحل محمد سعيد فارسي لتمثل أغلب أعمال الفنان الكبير صلاح طاهر المتاحة للجمهور.

 

صلاح طاهر أحد العلامات الكبيرة في الفن التشكيلي ويتضمن معرضه مائة لوحة من الأعمال التي كانت بين أيدي الراحل الشيخ "فارسي" أمين مدينة جدة الأسبق ويعرضها "ضي" لأول مرة في القاهرة، تقديرا لأحد رواد الحركة التشكيلية المصرية.

تخرج صلاح طاهر فى مدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1934، وهو الرسام الوحيد الذي جلست كوكب الشرق أمامه ليرسمها، والوحيد الذي نحته المثال العظيم جمال السجيني.

يقول الناقد التشكيلي هشام قنديل: “للحنين أقوال وأحوال؛ قد تنسى مؤقتاً وقد يهيج عليك الحنين يهاجمك فيربك يومك ويسطو على ذاكرتك فتعيش له وبه، من ينسى روادنا فى الفن والحياة؟ من تطيب له الحياة دون الحنين لمن أحب فنهم وعايشه”.

 

ويتابع رئيس أتيليه العرب: إن ثلاثية الحنين هي نوبة من نوبات الحنين للرواد وفنهم، صلاح طاهر وفهد الحجيلان ومحمد رزق، جمعهم حنيننا إليهم فجمعناهم فى معرض مشترك هو الحنين إلى زمن خالص للفن، وكأن الحنين وحدة عضوية تشكلت من هؤلاء قد ينتمون إلى أزمان مختلفة ومدارس متباينة وفردية مميزة، لكن يجمعهم عندنا الحنين الذى يصهر الأحبة فى بوتقة واحدة ليقدم إلى الجمهور الحاضر، ماغاب عن النظر ولم يغب عن القلب، فثلاثية الحنين هي هدية "ضى" لجمهور الفن.

عن تجربة صلاح طاهر يقول الناقد والفنان الكبير عز الدين نجيب: لقد أمضى منذ تخرجه فى مدرسة الفنون الجميلة العليا 1934 ما يقرب من ربع قرن يمارس- التصوير بالأساليب الشائعة، من أكاديمية وانطباعية، شأنه شأن أغلب أبناء جيله، متسقا مع الذوق السائد ثقافيًا واجتماعيًا، كما كانت أغراضه التصويرية تدور في نفس المجال التقليدى، من رسم البورتريه والمناظر الطبيعية والموضوعات البيئية، ثم فجأة، في أواخر الخمسينات تحول إلى التجريد الحر للمساحات والخطوط والألوان معطيا ظهره للموضوع الاجتماعي، ناشدا بناء موسيقيًا مركبًا متعدد الطبقات، لكنه فى الحقيقة لم يعط ظهره للمجتمع تمامًا، فقد أصبح الحس البيئي هو الهاجس المتغلغل والمتذبذب عبر طبقاته اللونية ودفقاته الخطية المندفعة، وهي تعبير عن صحوة اجتماعية انفعل بها الفنان وتحمس لها مع المد التقدمي أواخر الخمسينات، مشاركا بذلك في المشروع النهضوي للمجتمع.

ويتابع نجيب: "وقد استقر طاهر منذ الستينات عند صيغة تجمع بين التجريدية والشخصية، بأسلوب إيجابي يتيح للمشاهد المشاركة في خلق عالمه ومشخصاته ومعايشتها، عبر تقنية جريئة فى استخدام الملامس والعجائن اللونية، بجرات أمشاط عريضة حرة الحركة، ونستطيع أن نتلمس رؤاه الاجتماعية فيما توحي به بعض أشكاله الفنية الممشوقة من تجمعات بشرية ذات أزياء ريفية وشعبية، وهي تندفع في أقدام أو تتسامق كالعمالقة أو تتنامى كالأشجار معبرة عن معاني رمزية، وقد نراها تتحرك على خلفيات من عمائر إسلامية وأماكن ذات صلة بالواقع، وإن كانت تحلق فى أجواء خيالية.

ويستكمل نجيب: “وإذ تبدو فى تجربته التحديثية ظلال قوية من الاتجاهات الغربية الحديثة تحول بينها وبين الوصول إلى قطاعات عريضة من الجمهور وتضعها في إطار فن النخبة فإنه بروح الانطلاق المتوثبة لتخطى الثوابت والجوامد يستنهض قوة الدفع في المجتمع للحاق بالعصر الحديث بلغته”.