رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وغزة.. الأسباب والرد والتداعيات

غزة أمس
غزة أمس

أطلقت رشقات صاروخية من قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، نحو البلدات الإسرائيلية حول غلاف غزة، وردت إسرائيل بضرب مواقع عسكرية في القطاع، ثم تداولت أنباء عن وقف إطلاق الصواريخ بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ولكن لا يزال من غير المؤكد أن تستمر الهدنة، أو يعود التصعيد مجدداً.

الأسباب

أطلقت الرشقات الصاروخية من غزة تجاه بلدات غلاف غزة، احتجاجاً على وفاة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ 86 يوماً الشيخ خضر عدنان، وهو ناشط في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، كان قد أعلن الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله، وعُثر عليه فاقد الوعي في زنزانته في معتقل نيتسان.

وفقاً لإدارة السجن، رفض "عدنان" القيام بفحوص طبية والحصول على علاج، وعندما وُجد فاقداً للوعي، جرت عمليات لإنعاشه، ونُقل إلى المستشفى حيث جرى إعلان وفاته. فيما دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى الإضراب العام في الضفة الغربية وغزة كرد على وفاته.

يبلغ الشيخ خضر عدنان من العمر 45 عاماً، وهو من سكان جنين، واعتقلته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في فبراير الماضي، وقُدمت ضده لائحة اتهام بسبب تورطه في جرائم "إرهابية". وكان "عدنان" قبل اعتقاله، قد أعلن تأييده العمليات التي ينفذها الفلسطينون في جنين ونابلس. 

يذكر أن الشيخ عدنان اعتُقل عدة مرات؛ مرة سنة 2015، عندما أعلن الإضراب عن الطعام لمدة 55 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري، ورفض الحصول على معالجة طبية، ولم يوقف إضرابه إلاّ بعد الإفراج عنه. وقبلها سنة 2012، حين أضرب عن الطعام لمدة 66 يوماً.

الرد 

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لتقييم الأوضاع الأمنية في قاعدة جليلوت جنوب إسرائيل، بمشاركة وزير الأمن غالانت، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغفي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية ومسؤولين أمنيين آخرين، وقال مسؤول إسرائيلي بعد انتهاء الاجتماع إنه "من المتوقع رد واسع- من الممكن أن يتواصل الحدث لأكثر من يوم".

ولاحقا شنت إسرائيل هجمات صاروخية على مواقع بقطاع غزة، وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا كافة الأهداف التي خططنا لمهاجمتها- 16 هدفا لحركة حماس، ومواقع تحت الأرض لحركة الجهاد الإسلامي"، وتابع: "من أطلق القذائف الصاروخية كانت الجهاد الإسلامي، حماس عرفت، وسمحت بذلك، بالنسبة لنا هي المسؤولة، لقد أطلقوا فقط صواريخ بالجو تجاه مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بهدف تشغيل الصفارات وإزعاج السكان، ويمكنكم فهم قوة ذلك".

وبشأن التقارير حول وقف إطلاق نار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "هذا بأن يتم تمرير رسائل ويطالبون بوقف التصعيد، ليس رسميا، هذه الرسائل ليست لنا، نحن في تقييم أمني متواصل للوضع والكل مفتوح. سنتصرف بالوقت والزمان المناسبين لنا مع غزة.. قريبا سنناقش أيضا فتح معبري كرم أبي سالم وغزة".

التداعيات

لا يزال من المبكر فهم تداعيات ليلة التصعيد أمس، ولكن الرد الإسرائيلي على صواريخ الجهاد الإسلامي قوبل بانتقادات شديدة من قبل اليمين الإسرائيلي، حيث أعلن حزب "قوة يهودية" إنه سيقاطع أي تصويت في الكنيست يوم الأربعاء وسيعقد اجتماعا خاصا للفصائل في بلدة سديروت الحدودية بغزة في أعقاب ما وصفه بـ "رد ضعيف في غزة"، أعلن الحزب صباح الأربعاء.

فيما تتابع إسرائيل بقلق التطورات بعد وفاة "عدنان" لأنها تعلم أن الأسرى في نظر الجمهور الفلسطيني هم رموز وطنية، وخصوصاً لدى "حماس" و"فتح" والجهاد الإسلامي، حيث تقوم بمتابعة ما يجري في مراكز المعتقلين الأمنيين وسلوك الأسرى، وتتخوف من حدوث تصعيد خارج السجون، أيضاً، وجاءت الصواريخ من الجهاد الإسلامي رداً على ملابسات وفاته.

إحدى تداعيات الليلة الماضية، هو إلقاء الضوء على عمل منظومة القبة الحديدية، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، التطورات الأمنية الأخيرة في الجنوب، وقال إن معطيات اعتراض منظومة القبة الحديدية للقذائف الصاروخية التي أطلقت من قطاع غزة قيد التحقيق.

وقال إنه تم اعتراض 104 قذائف صاروخية اطلقت من قطاع غزة منذ بداية التصعيد الأخير، وتم اعتراض 24 منها، فيما سقطت 48 قذيقة في منطقة مفتوحة، 11 قذيفة سقطا في البحر، و7 قذائف لا توجد معلومات حولها.وتطرق بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى القذائف، التي أصابت موقع بناء قيد الانشاء وأدت إلى اصابة ثلاثة مواطنين، وقال :"يوجد شيء يمكن أن نتعلمه هنا، ويوجد لنا رؤية". وقال إنه على عكس التقارير معطيات الاعتراض تشير إلى نجاح المنظومة في الاعتراض بنسبة 90%