رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس "القاهرة للقانون والتنمية": قانون الوصاية يجعل الأبناء فقراء على عكس الحقيقة

مسلسل تحت الوصاية
مسلسل تحت الوصاية

استطاع مسلسل تحت الوصاية بطولة الفنانة منى زكي والذي عرض ضمن سباق رمضان هذا العام، في أن يجعل المطالبات بالتعديل على قانون "الوصاية" هي الوليد المرحب به في المجتمع المصري كافة، وذلك بعد أن كشف عوار هذا القانون الذي كان ومازال سببًا في مآسي أمهات كثيرات هن في الحقيقة "حنان" بطلة المسلسل.

أكدت انتصار السعيد رئيس مركز القاهرة للقانون والتنمية في حديثها لـ"الدستور" أن مسلسل "تحت الوصاية" يعد واحدًا من أهم المسلسلات الاجتماعية فى دراما رمضان 2023، إذ أنه نجح في تسليط الضوء على مسألة الوصاية كأحد أهم قضايا النساء بسبب عدم قدرتهن الحصول عليها وفقًا للقانون ما يسبب الكثير من المشكلات لهم وللأبناء القصر.

أكدت السعيد أن الولاية والوصاية المالية هي حق للمرأة فهي المؤتمنة على أطفالها وهى القائمة بأمورهم، وهي التي تقوم بالتربية والرعاية والإنفاق أيضًا على أطفالها لذا فهي أحق الناس بالوصاية عليهم.

تابعت رئيس مؤسسة القاهرة للقانون أن الإشكالية الرئيسية هنا أنه وطبقًا للقانون فإن أموال اليتيم تنتقل إلى الولي الذي ورثه من الأب، وأن يكون الولي من الأقارب كالأم أو العم أو الجد أو غيرهم، إذا لم يورث الأب لشخص معين الولاية على أموال أولاده، فالجد (والد الأب) هو المسؤول عن أموالهم، فإن لم يكن الجد حاضرًا فالولاية للأم أو لأقرب الأقارب كالأخ والعم، وما شابه ذلك، وبالتالي الأم هنا ترتيبها الأخير.

أضافت أن الأزمة كذلك تكمن في أنه وحسب القانون أموال الأيتام القصر هي في يد النيابة الحزبية وهو ما يحتاج معه أنه في حال وجود أيًا من متطلبات الحياة البسيطة لهم، عليهم أن يتقدموا بطلب إلى النيابة وتشكل لجنة لتقرر ما إذا ستتم الموافقة من عدمها وأحيانًا ترفض متطلبات هامة، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال تورد إلى المركز بعض الشكاوى عن التقدم للنيابة الحزبية بطلب أموال لشراء جهاز كمبيوتر للأبناء لاستخدامه في المذاكرة، فيتم رفضه بحجة المحافظة على أموال اليتيم.

في الوقت نفسه أكدت السعيد أن الحفاظ على أموال اليتيم هو أمر محمود ومطلوب، ولكن ينبغي أن يتم عمل موازنة بين ذلك وبين احتياجات الأبناء خاصة في ظل متطلبات هذا العصر مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأيتام القصر الذين يعيشون على الفتات ومساعدات الأقارب على الرغم من وجود ميراث كبير لهم من أبيهم.

يذكر أنه وحسب القانون الصادر عام 1952 فإن صلاحيات الوصي في إدارة أموال القاصر هي أن يتولى إدارة جميع ما يتعلق بأموال الصغير، وهو عندما يتصرف في هذا المجال يتصرف في أموال القاصر كأنما يعمل لحسابه الخاص وليس نائباً عن القاصر، أما بالنسبة لمن تجاوز سن السابعة فكان الوصي يقوم بالتصرفات التي تنفعه نفعاً محضاً فقط.

وتدور قصة مسلسل تحت الوصاية في إطار اجتماعي من 15 حلقة، وهو حول حنان "منى زكي" وهي ربة منزل وأم لطفلة رضيعة وطفل آخر يبلغ من العمر 9 سنوات، تعيش "حنان" وزوجها "عادل" الذي يعمل هو وأسرته في مهنة الصيد حياة مستقرة في الأسكندرية وذلك إلى أن يتوفى، فتنقلب حياة حنان رأسًا على عقب وتبدأ في مواجهة المشاكل التي تظهر أمامها من قبل عائلة زوجها، مما يجعلها تضطر لعمل غير متوقع من جانبهم، وتنتقل إلى دمياط، وتغير اسمها كما تضطر أن تتخلى عن أنوثتها وتمتهن "الصيد" والعمل رئيس مركب، وسط الرجال.

وجاءت نهاية تحت الوصاية مأساوية متفقة مع الواقع كما أبدى الكثيرون معبرون عن موافقتهم على ظهورها هكذا، إذ أنه و بعد حرق المركب، ومحاولة "حنان" الهروب إلى السويس مع أطفالها،يتم القبض عليها في الطريق ومقاضاتها بالحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ.