رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوباء الصامت»

قد تكون حالة من التعايش والاستقرار النفسي أن يعتزل الإنسان كل ما هو حوله ويكتفي بنفسه، ولكن مع مرور الوقت ستتحول تلك الحالة لعزلة طوعية ونظام حياة، وهو ما أطلق عليه العلماء «الوباء الصامت».
يخوض البعض عدة تجارب مخيبة للآمال، مرورا بالعديد من المواقف التي تدفع للتساؤل: «إزاي هيطلع نفسي من الحالة دي»، ليدرك الشخص أنه عندما يكون مكتفياً بذاته ومقدّراً لها ويحسن الظن بالله، حينها سيجد السبيل رغم كل الظروف الخارجية.


الاكتفاء الذاتي عبارة مرحلة عالية من تقدير الذات والثقة العالية بالنفس، يكون الشخص المكتفي بذاته متصالحاً مع ذاته، مدركًا لجميع نقاط قوته وضعفه؛ فيعمل على تعزيز نقاط قوته وقبول نقاط ضعفه والسعي لتحسينها، ليعلم حينها أنه قادر بنفسه على تنمية مشاعر السعادة والسلام، ومعرفة قدرته على تلبية احتياجاته.


حالة الاكتفاء تتطلب جهدا داخليا، أي توجيه أفكارك والتعامل السليم مع مشاعرك، بالإضافة إلى ممارسة سلوكيّات معينة تساعدك في الوصول إليها، لذا تعلّم أن تثق بحدسك ومشاعرك لتصل للقرارات والاستنتاجات الشخصية المناسبة.


أفضل ما يمكن أن يحقّقه الوصول لحالة الاكتفاء الذاتي هو الشعور بتقدير الذات وزيادة الثقة بالنفس، إذ يدرك الشخص أنه يستحقّ أفضل شيء من كل شيء، يختار كلماته وتصرفاته ودائرته المحيطة بعناية، ويكون ذلك نابعًا من محبتّه لنفسه واحترامه لها.


لا يعيش الإنسان دون طموح، وإلا أصبحت حياته بلا معنى، وكما قال الشاعر «إذا كانت النّفوس كبارًا، تعبت في مرادها الأجسام»، فلا يظن صاحب الطموح أن أمانيه سوف تتحقق بدون تعب، ذلك بأن تحقيق الطموح يستلزم من المرء بذل الجهد، ومواجهة التحديات بكل قوة.


هناك قوة خارقة تُسمى «اليقين بالله».. بها نتخطى أزماتنا ونستمر في الدعاء حتى لو كانت كل الأبواب مغلقة والظروف ليست ميسرة، وكل الأسباب توحي بعكس ما نتمنى، لكننا على يقين أن الله سيُصلح كل شيء.


سوف يمر عليك موقف صعب في حياتك، وحينها ستشعر بأن حياتك تحولت فجأة إلى قبل هذا الموقف وبعد هذا الموقف، ستلاحظ تحولا كبيرًا في طباعك وشخصيتك وأسلوبك، ستجد نفسك توقفت عن التفكير في أي شيء، وكأن المخ أصبح به خلل أو عطل، ولا تعلم المدة التي يعود إلى سابق عهده من جديد، حتى وإن كنت تعلم السبب ولكنك ستظل عاجزًا عن الحل.


الحياة اختبار صعب مليء بالتحديات، نتعرض لمواقف صعبة ولحظات قاسية تحتاج إلى الثبات واليقين بتجاوزها، ولكن أحيانا نتعرض لفقدان الثقة، وتبدأ مرحلة «التوهان»، نشعر بأن الأخطاء أصبحت أكثر ولا مجال لإصلاح الأمر، وهنا يتمكن اليأس بداخلك لتستمر في السير نحو الطريق الخاطئ، ويفصل بينك وبين العودة للصواب «خطوة».


العمر يمر سريعًا، فالحياة كالمسلسل كل يوم حلقة جديدة بتفاصيلها وشخصياتها.. اليوم الذي يمر لن يعود مرة أخرى، ولا يمكنك العودة للتعديل في تفاصيله، بلغة السينما «وان شوت».