رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة للسودان.. مصر ستظل معكم قلبا وقالبا

"مصر ستظل معكم قلبا وقالبا، داعمة لجهودكم من أجل تنمية واستقرار وازدهار شعب السودان الشقيق والذي يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار أشقائكم في شمال الوادي"، بهذه الكلمات توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للخرطوم في مارس 2021 ولقائه برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
كلمات الرئيس السيسي لم تكن مجرد خطاب دبلوماسي خلال زيارة لدولة شقيقة، لكنها كانت بمثابة خريطة ورؤية ونهج واضح وتأكيد على ما قدمته وستقدمه مصر للشعب السوداني في بناء مستقبله ودعم دولته والحفاظ على أمنه واستقراره الذي هو جزء أصيل من الأمن القومي لمصر كما وصفه الرئيس وجسدته علاقات واتفاقيات ولقاءات قادة ومسؤولي البلدين.
ومنذ قرار الشعب السوداني في أبريل 2019 برحيل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير دعمت مصر إرداة أبناء وادي النيل ووقفت إلى جانبهم، مستضيفة اللقاءات بينهم لجمعهم على كلمة سواء وتارة أخرى تطرح المبادرات لتوحيد الصفوف.
آخر هذه الاجتماعات كانت "ورشة القاهرة" التي استضافتها مصر في الفترة من 2 إلى 7 فبراير الماضي ومثلت الشخصيات والكتل السياسية وحركات الكفاح الملسح وخرجت بالفعل برؤية وخطوط واضحة قادرة على إخراج السودان من عثرته التي ستنتهي قريبا بفضل صلابة أبناء هذا الشعب وصموده أمام المحن.
والآن يترقب السودانيون توقيع وثيقة الاتفاق السياسي بين الأطراف السياسية التي تأجل توقيعها أكثر من مرة، حيث يتطلع أبناء السودان لتوحيد الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه بلدهم في ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة طالت نيرانها الجميع ولا أحد يعلم متى ستخمد جذوتها.
لكن الأكيد أن الشعب السوداني قادر على مواجهة هذه المحن والصعاب ودائما سيكون شقيقه الشعب المصري إلى جواره، فليست مياه النهر المتدفق التي تجمعهما فقط ولكن وحدة الدم والمصير كانت على الدوام الحامي لوحدة أبناء النيل الذي ظل باقيا هو وشعبه واندحر كل معتدي يجر أذيال الخيبة والهزيمة وبقيت راية أبناء مصر والسودان ترفرف عاليا فوق واديه الخصيب.