رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان كريم

رمضان "كريم".. "كريم" هنا مش عكس "بخيل"، إنما استخدم العرب الكلمة كجامعة لكل ما يُحمد من الصفات، اللي هو يعني "جوهره نفيس" أو "معدنه طيب" أو "مفيش منه"، يعني حمدًا مطلقًا للذات الموصوفة بالكلمة.
بناء عليه، بنقرا: قرآن كريم، كتاب كريم (ألقي إلي كتاب كريم) العرش الكريم، ما غرك بربك الكريم.
استخدموها كمان لوصف الخيول والإبل لو كانت أصيلة ومن سلالة فخمة: 
"وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا
إذا لم يكن فوق الكرامِ كرامُ"
أي: الخيل الكريمة مش هتنفع، إلا لو اللي راكبينها كمان ناس كريمة.
ثم إنهم كمان أطلقوها على الأحجار النادرة، اللي هي جواهر زي الماس والزبرجرد والياقوت والزمرد وخلافه، فقالوا عنها: "أحجار كريمة"، وافترضوا كمان إنه لكرمها فهي تحمل طاقة وما إلى ذلك (بغض البصر عن إنه دي خرافات، باكلمك عن دلالة اللفظ).
بيقولوا كمان على العين "كريمة"، و"كريمتاه" يعني عينيه، ونقرأ في الحديث: "من أذهبتُ كريمتيهِ ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة"، أي: اللي أخدت منه بصره فصبر، هيروح الجنة.
مين كمان كريمته؟ بالظبط، بيقولوا كمان "كريمته" يعني بنته أو نجلته، كانت مستخدمة في دعوات الزفاف زمان، تلاقي اسم العريس فلان الفلاني لكن مفيش اسم العروسة، يقول لك: زفاف فلان ابن الأول أو نجل الأول على كريمة الثاني، ولو منفتحين بيحطوا أول حرف من اسمها بالإنجليزي.
زي ما حضرتك، كلها حاجات عزيزة جدا، مفيش عند الإنسان "أكرم" من عينه أو بنته، لذلك بنقول: "تكريم فلان الفلاني"، يعني جعله في منزلة عالية محمودة، وحتى تقديم الطعام للضيوف مش على سبيل "الجود"، لأن الضيف دا مش محتاج واحنا بنساعده، إنما هو نوع من التكريم أو الإكرام. إكرام الضيف واجب. 
إنما الميت إكرامه إيه؟ إكرام الميت دفنه. يعني لما يموت الشخص أفضل تعامل معه يجعله في منزلة عالية، هو أن تذهب بجثمانه حيث يواريه الثرى في أسرع وقت، وما تسيبش الجثمان كدا، ما تعملش زي ناس، سابوا الراجل وراحوا يتخانقوا: مين يحل محله؟ الحاجات دي عيب وما تصحش.
ومن الكرم بتيجي الكرامة وليها معنيين، الأول: الخاطر، كنت اتكلمت عنها في فيديو قبل كدا، وسمعناها في الأغاني أسمهان ومحمد العزبي وغيره. والمعنى التاني: عزة النفس، يعني تعامل نفسك على إنها كريمة، فلا تهينها ولا تذلها.
وأخيرا "كريم" و"كريمة" هو اسم يطلقه المصريون على أولادهم وبناتهم، وأجمل من يمكنك سماع هذا الاسم منه هو الفنان عدلي كاسب في فيلم "صغيرة على الحب" (عدلي هو ممثلي المفضل مع محمود المليجي) لما كانت كريمة مراته بتكدب بشأن سنها، وعمالة تقول إنه الفرق بينها وبين سن سميحة قليل، فكلما نطقت رقما، ينبهها زوجها إلى أن الكدبة واسعة بصيحة مكتومة:
كريمة!