رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طاقم إسعاف يعثر على نصف مليون جنيه بـ«شوال» ويسلمها لصاحبها

المسعفان
المسعفان

لم تقتصر جهودهم المستمرة بعملهم الشاق خلال ساعات الصيام بشهر رمضان المبارك على إسعاف المصابين فقط، بل كانت هناك سمة أخرى حاضرة لا تقل قدرًا عن إنقاذ أرواح المواطنين، وهي الحفاظ على أمانات الحالات التي يتم نقلها، إذ إن عملهم كان سببًا رئيسيًا فى جعل ضمائرهم حاضرة بشكل دائم وشراءهم الآخرة بالأعمال الخيرية دون النظر لمظاهر الدنيا المغرية التى يشاهدونها خلال تقديم الإسعافات الأولية للمرضى حتى يتم توصيلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ويرصد «الدستور» تفاصيل عثور طاقم سيارة إسعاف بقطاع إدفو، شمال أسوان، على مبلغ مالي يقرب من الـ نصف مليون جنيه، رفقة مصاب بانقلاب سيارة نقل ثقيل.

بدأت القصة بتلقي قطاع إسعاف إدفو، التابع لمرفق أسعاف أسوان، بلاغًا يفيد بانقلاب سيارة نقل ثقيل على الطريق الصحراوي الغربي عند الكيلو 90، وتحديدًا عند مسافة تبعد عن كمين مدينة السباعية التابعة للقطاع بحوالى 10 كيلومترات.

وعلى الفور، توجه طاقم سيارة الإسعاف المتمركز عند الكيلو 90 على الطريق الصحراوي الغربي والمكون من: السائق أحمد جاد الرب، والمسعف أشرف عبد ربه، وأثناء إجراء الإسعافات الأولية للحالة أخبرهم أنه معه مبلغ مالي يبلغ حوالى أكثر من نصف مليون جنيه.

من جانبه، قال المسعف أشرف عبد ربه، ضمن طاقم الإسعاف بالواقعة، إنهم تلقوا بلاغًا من أمين شرطة يفيد بوقوع حادث انقلاب سيارة نقل ثقيل عند الكيلو 90 على الطريق الصحراوي الغربي وتحديدًا على بعد مسافة 10 كيلومترات من كمين مدينة السباعية، وأن المصاب شخص واحد فقط وهو سائق السيارة.

وأضاف، لـ«الدستور»، أنهم عندما توجهوا إلى مكان البلاغ وجدوا المصاب موجودا بجانب سيارة النقل الثقيل، وكان محملا عليها كميات من الخضروات، إلا أنه إثر الحادث فإن السيارة كانت ليس لها أي ملامح «كانت العربية متبهدلة سبحان الله ربنا فدى السواق بيها إنه ميحصلوش حاجة».

وأوضح أن حالة سائق سيارة النقل الثقيل الصحية كانت جيدة للغاية ولا يوجد به إصابات بالغة وإنما كانت إصابات بسيطة، وبعد إجراء الإسعافات الأولية له وأثناء نقله إلى مستشفى إدفو العام لتلقى العلاج استفسر هو وزميله أحمد جاد الرب، سائق سيارة الإسعاف، عن وجود أي متعلقات له في مكان الحادث أخبرهم بوجود "جوال" به مبلغ مالي حوالى نصف مليون جنيه وتحديدًا هو أربعمائة وسبعون ألف جنيه وخمسائه وسبعون جنيهًا.

ولفت لـ«الدستور» إلى أنهم اصطحبوا المبلغ برفقة مصاب الحادث وهم يحملونه في أيديهم حتى أجرى المريض الكشف الطبي بمستشفى إدفو، وتم الاطمئنان على حالته الصحية واستفسروا منه عن وجود شخص آخر لاستلام المبلغ فأخبرهم بأن هناك زميله في العمل عند صاحب بضاعة الخضروات، وبالفعل تواصل معه وتم تسليم المصاب وصديقه المبلغ بمحضر رسمي في نقطة شرطة المستشفى.

وأشار إلى أن العثور على المبالغ المالية لم تكن الواقعة الأولى معهم، ولكن سبق ووقعت إلا أنها كانت مبالغ بسيطة، أما العثور على هذا المبلغ المالى الكبير فيعد لأول مرة.

وحول أمانتهم، عبّر لـ«الدستور»، قائلاً: «شغلنا في الإسعاف هو عمل خيري في المقام الأول، وربنا قدرنا عليه، وحياة المريض دي مهمتنا ومتعلقاتة أمانة لازم نحافظ عليها».